Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
18 juin 2007 1 18 /06 /juin /2007 01:24

مجرد رأي

                 

                   
شهدت بلادنا مؤخرا استهدافا نوعيا من طرف الإرهاب الظلامي، الذي أصبح سمة العصر الحديث .والذي يتستر باسم الدين والله ،وهما بعيدين عنه .فالإسلام ، الدين العالمي الذي انتشر باسم قيم التسامح والعيش المشترك مند عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، الذي قبل التعايش مع يهود يثرب قبل أن تثبت خيانتهم.وخليفته عمر بن الخطاب، الذي قبل السفر إلى بيت المقدس ليعقد الهدنة مع ساكنتها حقنا للدماء.ومختلف التجارب الإسلامية تؤكد أن الدين جاء للسلام و المحبة والرحمة.أما قتل النفس -حتى بالحق- فوضع الله لها شروطها وواجباتها .فمن أين إذا جاءت هذه الموجة من القتل والهدم باسم دين جاء لحفظ النفس والبناء؟المؤكد أن تجار السلاح والمجرمين المحترفين وتجار المخدرات وراء هذه الموضة الجديدة ،مما يؤكد بعدها عن كل أهدافها الدينية المعلنة. لكن هناك إرهاب آخر يتم باسم القيم الحديثة والديمقراطية، فدعوات التكفير التي أصبح يطلقها البعض على كل من يختلف معهم سياسيا، أصبحت تخيف أيضا وتحملنا لإرهاب من نوع خاص وديمقراطي. فالاختلافات السياسية يجب أن تحل بعيدا عن المعتقدات والولاء الوحيد يجب أن يكون للوطن ومصالح ساكنته. وكل من يدخل هده المتاهات في الصراع السياسي يلعب بالنار، ويجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه مستقبلا .وأي نقاش عليه أن يحترم رأي الآخرين ،لأنه الطريق الصحيح للتناوب والتقدم إلى الأمام. أما نعت الخصوم السياسيين بالكفار ، فذلك الإرهاب بعينيه.

                   محاربة الإرهاب لن تتم بدون إشراك كل فعاليات المجتمع والتفكير في حل مشاكل البلاد المستعصية ، من قبيل البطالة وغلاء المعيشة، وتوسيع الحريات وضمان الأمن الذي لا يتحقق و في بلادنا من يكفر كل من يختلف معه سياسيا . وكأنه مكلف إلاهي بممارسة العقاب في الدنيا قبل الآخرة.كما أن محاربة الإرهاب تتطلب من المواطنين التصدي لكل أصنافه ، من البسيط الذي يمارس في الأحياء باسم الأخلاق والمحافظة على الدين ،إلى كل  أشكال الإرهاب الفكري واستغلال مساجد الله للانتقام من الخصوم السياسيين، بدون تقديم برامج عملية لحل مشاكل الشعب المغربي الهامة من قبيل البطالة ، الأمية ، غلاء المعيشة...

                   إن المغرب الذي عرف تاريخه عدة تجارب رائدة في الوحدة والتضحية، لفي حاجة إلى كل أبناءه في سبيل بناء المغرب الحديث والمتجدد. والذي لن يبنى بتكميم الأفواه ودعوات التكفير، بل بالحوار والاعتراف بمختلف الآراء القادرة على إعطاء  الأمل لهذا الشعب الذي ضحى كثيرا في سبيل حريته وكرامته ووحدته. وكما يقال دائما ،رائي صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطا يحتمل الصواب. ومن هذا المنطلق، فلا احد يملك  الحقيقة المطلقة إلا الخالق جل جلاله . وكل من يمارس الإرهاب باسمه مخطئ مخطئ  حتى ولو صدق .

                                            نور الدين ميفراني  

 

Partager cet article
Repost0

commentaires

T
slt vraiment ça fait mal:<br /> Je hais cette éloquence de mangeur humain. Il faut prêcher sur la vie, non sur la mort ; répandre l'espoir, non la crainte ; et cultiver en commun la joie, vers les trésors <br /> humain. merci pr cette article
Répondre

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك