Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
16 janvier 2010 6 16 /01 /janvier /2010 13:19
Photo-005.jpgتصيح إحدى النساء    

 

"- عود ﺃو نص عود ؟"

تجيبها الأخرى بصوت مفعم بالأمل :

 " -قولي عود اﻠﺻگعة...."

وبعض لحظات اتضحت الرؤيا وتبين أن ذلك" العود" الذي حوله يتحدثن ليس سوى ذلك الرضيع الذي ﺃطل للتو ورﺃى النور، قيل عنه أن صياحه كان غريبا جدا إلى درجة ﺃنه كان يصيح بكل ما ﺃوتي من قوة رغم أنه لم تكن لديه القوة لذلك. فهل ﺃغضبته وهو يرى الوجود صورة بوش العبثي ﺃو باﻷحرى صورة القنابل الفتاكة وسقوط صدام. عجزه عن الكلام لم يسمح له برسم معالم غضبه، تزايدت شدة صراخه ساعة بعد ﺃخرى.

متأثرة، همست خديجة في ﺃذن القابلة :

"- ناخدوه الى" الفراگة "

"- معنديش حل, ذاك الشي اللي غاندير".

 ذهبت خديجة وهي تحمل رضيعها بين يديها وعند وصولها الباب المقصود، طرقت الباب فاستجابت امرأة تكاد تمشي على يديها مصفرة الوجه ﻛﺃنما عاشت العصور الوسطى، ثم فتحت فاها بصعوبة لتقول:

"- آش كاين ﺃبنيتي؟؟..".

"- الله يرحم والديك هاد الدري مبغاش يسكت ليا."

   تعود ﻟﺗﺗﺄمل رضيعها وهو يصيح ويصيح، تذكرت يوم فقدت ابنتها التي وبعد رؤيتها النور، مالبثت  ﺃن  انطﻓﺄﺖ شمعتها وهي تلوح بيديها الصغيرتين والصافيتين ﻷولئك الذين رسموا على خديها شفاه الحب والترحاب. إلا ﺃن ﺃثر شفاههم انطﻓﺄت بعد هنيهة وسالت الدموع وهن ﻴﺘﺄملن ذلك الجسم الصغير الذي ﺃبى ﺃن لا يلطخ عينيه ﻤﺘﺄثرا بما تمليه تلك الشاشة الزرقاء ذات الحمرة المشعة.

استفاقت من حلمها بعد ﺃن أذرفت بعض الدمعات:

 " - الله يحفض ﺃخيتي.."

 بعد إشارة من العجوز, تحركت خديجة وهي تتبعها إلى المختبر، حيث سيحل نهائيا مشكل الرضيع.....

-" كيفاش ﺃبنيتي؟"

 "-ملي زاد وهو كيغوت."

 "- وعلاش؟"

" معرفت ﺃميمتي..!!"

 بعد هذا التقويم" الدياكنوستيكي" باشرت العجوز عملها، أخدت ﺁلة حادة رسمت بها على جسد الرضيع بعض الخطوط اللامفهومة وهي تقرﺃ كلمات بالكاد تخرج من فيها. وبعد ﺃن سكت الرضيع عادت ﺃدراجها وهي لا تكاد تضبط ابتسامتها. لدى وصولها المنزل وجدت في انتظارها نساء الدوار وهن يتهافتن من ﺃجل رسم معالم شفاه ﺃخرى على خدي الرضيع، التفتت إحدى النساء إلى الرضيع ﻓﺈذا به يخرج يده ويرفعها إلى السماء معلنا بداية اﻹحتضار. سقط الكل معانقا التراب، ﺃغمض الرضيع عينيه وﺃطلق العنان لروحه لكي تعانق السماء.

استيقظت  اﻷم وصياحها يدوي المكان، فبحثت عن بطنها بين جنباتها ﻓﺘﺃكد لها ﺑﺄن بطنها مازال بجانبها .

 

                                                                  رجا قادر

Partager cet article
Repost0

commentaires

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك