Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
30 novembre 2015 1 30 /11 /novembre /2015 18:05
أملت الفاجعة التي عرفتها العاصمة الفرنسية ،وقفة المجتمع الدولي وقفة رجل واحد, "متحدا" ومتحالفا من أجل اجتثات جذور هذا الرعب الذي يسمى إرهابا .رعب وقوده متطرفون مجاذيب يحملون_ وياللصدفة_ نفس جنسية الضحايا , وكانوا صيدا سهلا لمن لهم مصلحة في ترويع الناس, ومن خلال ذلك ترسيخ صورة "الخطر الداهم" الذي يشكله "الأخر" بمعتقداته وثقافته ومتطرفيه...
عزاؤنا واحد!
لقد كان ضروريا أن يكون رئيس الجمهورية الفرنسية في مستوى الحدث أو الاحداث التي هزت فرنسا بشكل غير مسبوق أمنيا واجتماعيا ,وحتما اقتصاديا. وكان لزاما عليه أن يظهر على القنوات العالمية في ندوة الثلاثاء 24 نونبر الجاري التي جمعته بالرئيس أوباما.في مستوى إنتظارات الفرنسين على اختلاف "مشاربهم"وانتظارات الأنظمة و الشعوب الاخرى.. حالة استثناء و تعديلات دستورية و البحث عن صيغة لتجريد كل من من شأن معتقداته أن تشكل خطرا على الأمن و التكتل لضرب دواع شقي سوريا و العراق والحدود السورية التركية و.و.و.ولم لا إحداث سجن فرنسي على شاكلة "كوانتنامو"
"نحن في حرب". "انهم يستهدفون اثارة حرب بين الأديان." "انهم يريدون خلاف ما نريد من قيم الحياة والحرية والمساواة والاخوة"...شعارات قد يكون رئيس الجمهورية الفرنسية قد استلهمها من عبارة.. "انهم يستهدفون حرياتنا "التي ارتجلها "بيل كلنتون" منذ 15 سنة,وهو يودع.. وهو يودع جثامين "شهداء" من المارينز لبوا داعي "ربهم" بخليج عدن، حيث كانوا يرابضون في إطار الحصار الأمريكي على العراق,هناك حيث قضى مات الالاف من الأطفال والرضع...بعيدا عن كاميرات القنوات العالمية.وبموازاة مع هذه الشعارات كان لزاما اتخاد تدابير فرنسية لا تقل شجاعة عن ردة الفعل الامريكية خلال ولاية بوش التي شهدت هجمات 11شتنبر.
فالسيرفي خطى بوش ليس وليد اللحظة, إذ مباشرة بعد أحداث 13 نونبر الباريسية, أغرقت القنوات مشاهديها بآراء علماء الإجرام وبعض المؤرخين الذين يحملون هم التاريخ و معه اوزار عدم أخد العبرة من دروسه. إذ بعد إسقاط طائرة روسية فوق سماء سيناء و تفجيرات برج البراجنه في بيروت , تهتز عاصمة الأنوار وترتج لها عواصم العالم قبل أن يكون فندق العاصمة باماكو مسرحا لحلقة من حلقات مسلسل الترويع والهمجية,الذي لا شيء يوحي بأنه في بداية نهايته. فمصير جميل لنا ولكل الجاليات والشعوب والقبائل,
وطوبى للحلفاء على تضامنهم مهما كانت مرجعياتهم و سياساتهم الداخلية و الخارجي
الأستاذ عبد الله الوزاني
Partager cet article
Repost0
5 avril 2015 7 05 /04 /avril /2015 13:22
المحكمة الابتدائية باسفي تنظم ندوة حول موضوع الخبرة

المحكمة الابتدائية باسفي تنظم ندوة حول موضوع الخبرة

نظمت المحكمة الابتدائية بمدينة اسفي بشراكة مع نقابة هيئة المحامين بالمدينة يوم 31 مارس 20115 ندوة حول موضوع "الخبرة في قانون المسطرة المدنية ومدونة الأسرة".

بعد افتتاح الجلسة بآيات من الذكر الحكيم ، قدم كل من السيد رئيس المحكمة الابتدائية و السيد وكيل الملك بها و السيد نقيب هيئة المحامين باسفي كلمات افتتاحية ،صبت جميعها في موضوع الخبرة والتطور الذي وصلت إليه بتطور العلوم ،ودورها في مساعدة القضاء على تحقيق العدالة.

و تفضل الأستاذ "إبراهيم بنتزرت" رئيس المحكمة الابتدائية بإعطاء ملخص حول تاريخ العلاقة بين الخبرة و القضاء، والتي ابتدأت منذ زمن بعيد عندما كان القاضي يستشير "أمناء الحرف" الذين يعتبرون ذلك تشريفا لهم .

ثم توالت المداخلات كالتالي :

  • الإشكالات المرتبطة بالخبرة في قانون المسطرة المدنية " -الأستاذ "محمد ترين".
  • الخبرة الجينية كوسيلة من وسائل إثبات النسب – الأستاذ عبد "الرحيم الصولي".
  • الإشكالات المرتبطة بالخبرة النافية للنسب.-الدكتور "نور الدين عسري".
  • الخبير القضائي كمساعد للقضاء – الدكتور "عبد اللطيف عايسي".

وتناول الأساتذة بالتحليل الدور الهام الذي يلعبه الخبير في تنوير العدالة، وبالتالي يجب اللجوء لذوي التجربة الطويلة و الكفاءة المهنية.

وأشاروا إلى القيمة المضافة التي قدمها التطور العلمي للقضاء ، خاصة في قضايا ثبوت النسب ، وعلى رأسها الحمض النووي .

كما تطرقت المداخلات إلى الاختلاف حول وسائل الإثبات في قضايا ثبوت النسب بين المؤيدين للوسائل العلمية الحديثة و المتحفظين تجاهها، مما يطرح مرة أخرى إشكالية الحسم في المرجعية القانونية المغربية .

فيما انتقدت إحدى المداخلات النص القانوني – خاصة المادة 153 من مدونة الأسرة - لأنه سكت عن كل المستجدات الناتجة عن التطور العلمي و المتعلقة بالأنساب، كأطفال الأنابيب واستئجار الأرحام ، فلا يستبعد أن يجد القضاء المغربي نفسه أمام إحدى تلك الحالات خصوصا مع المغاربة المقيمين في الخارج.

أما الخبير القضائي فقد تناول موضوع نزاهة ومصداقية الخبير ، و القيم الأخلاقية وكذا النصوص القانونية التي تؤطر المهنة ،وتعرض الخبير للمحاسبة في حالة ثبوت ارتشائه أو إقدامه على التزوير لصالح طرف دون آخر.

وتوجت الندوة بأسئلة الحضور وتدخلاتهم ،واغلبهم من الفاعلين في المجال القانوني ، حيث القوا الضوء على الشق العملي من الموضوع ، وابرز العقبات التي تعترضهم عندما يتعلق الأمر بملفات تقتضي إجراء خبرة .

من وداد الرنامي

Partager cet article
Repost0
1 avril 2015 3 01 /04 /avril /2015 18:47

نظمت المحكمة الابتدائية بمدينة اسفي بشراكة مع نقابة هيئة المحامين بالمدينة يوم 31 مارس 20115 ندوة حول موضوع "الخبرة في قانون المسطرة المدنية ومدونة الأسرة".

بعد افتتاح الجلسة بآيات من الذكر الحكيم ، قدم كل من السيد رئيس المحكمة الابتدائية و السيد وكيل الملك بها و السيد نقيب هيئة المحامين باسفي كلمات افتتاحية ،صبت جميعها في موضوع الخبرة والتطور الذي وصلت إليه بتطور العلوم ،ودورها في مساعدة القضاء على تحقيق العدالة.

و تفضل الأستاذ "إبراهيم بنتزرت" رئيس المحكمة الابتدائية بإعطاء ملخص حول تاريخ العلاقة بين الخبرة و القضاء، والتي ابتدأت منذ زمن بعيد عندما كان القاضي يستشير "أمناء الحرف" الذين يعتبرون ذلك تشريفا لهم .

ثم توالت المداخلات كالتالي :

  • الإشكالات المرتبطة بالخبرة في قانون المسطرة المدنية " -الأستاذ "محمد ترين".
  • الخبرة الجينية كوسيلة من وسائل إثبات النسب – الأستاذ عبد "الرحيم الصولي".
  • الإشكالات المرتبطة بالخبرة النافية للنسب.-الدكتور "نور الدين عسري".
  • الخبير القضائي كمساعد للقضاء – الدكتور "عبد اللطيف عايسي".

وتناول الأساتذة بالتحليل الدور الهام الذي يلعبه الخبير في تنوير العدالة، وبالتالي يجب اللجوء لذوي التجربة الطويلة و الكفاءة المهنية.

وأشاروا إلى القيمة المضافة التي قدمها التطور العلمي للقضاء ، خاصة في قضايا ثبوت النسب ، وعلى رأسها الحمض النووي .

كما تطرقت المداخلات إلى الاختلاف حول وسائل الإثبات في قضايا ثبوت النسب بين المؤيدين للوسائل العلمية الحديثة و المتحفظين تجاهها، مما يطرح مرة أخرى إشكالية الحسم في المرجعية القانونية المغربية .

فيما انتقدت إحدى المداخلات النص القانوني – خاصة المادة 153 من مدونة الأسرة - لأنه سكت عن كل المستجدات الناتجة عن التطور العلمي و المتعلقة بالأنساب، كأطفال الأنابيب واستئجار الأرحام ، فلا يستبعد أن يجد القضاء المغربي نفسه أمام إحدى تلك الحالات خصوصا مع المغاربة المقيمين في الخارج.

أما الخبير القضائي فقد تناول موضوع نزاهة ومصداقية الخبير ، و القيم الأخلاقية وكذا النصوص القانونية التي تؤطر المهنة ،وتعرض الخبير للمحاسبة في حالة ثبوت ارتشائه أو إقدامه على التزوير لصالح طرف دون آخر.

وتوجت الندوة بأسئلة الحضور وتدخلاتهم ،واغلبهم من الفاعلين في المجال القانوني ، حيث القوا الضوء على الشق العملي من الموضوع ، وابرز العقبات التي تعترضهم عندما يتعلق الأمر بملفات تقتضي إجراء خبرة .

وداد الرنامي

Partager cet article
Repost0
19 mars 2015 4 19 /03 /mars /2015 08:53
ألمانيا وإنجلترا الخاسران في دور 16 لدوري أبطال أوروبا
ألمانيا وإنجلترا الخاسران في دور 16 لدوري أبطال أوروبا

ألمانيا وإنجلترا الخاسران في دور 16 لدوري أبطال أوروبا

إنجلترا تفقد ممثليها الثلاثة وألمانيا تفقد 3 ممثلين وتأهل لكل ممثلي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال

انتهت لقاءات دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا بتأهل 8 فرق لدور ربع النهائي وهي ريال مدريد حامل اللقب ووصيفه أتلتيكو مدريد وبرشلونة من إسبانيا وموناكو وباريس سان جرمان من فرنسا وبايرن ميونيخ من ألمانيا وبورتو من البرتغال ويوفنتوس من إيطاليا .

وشهد دور الستة عشر خسارة الدوري الإنجليزي الممتاز لممثليه الثلاثة وهم تشيلسي وأرسنال ومانشستر سيتي ليتأكد مرة أخرى أن إنجلترا في طريقها لفقدان سمعتها القارية في المستقبل إن لم تتدارك الأمر في المواسم القادمة .

وفقدت ألمانيا 3 من ممثليها في دور الستة عشر وهم بروسيا دورتموند وشالكة 04 وباير ليفركوزن وتأهل فقط بايرن ميونيخ لدور الربع .

وحافظت إسبانيا على كل ممثليها حيث بلغ الثلاثي ريال مدريد حامل اللقب ووصيفه أتلتيكو مدريد وبرشلونة دور ربع النهائي ليوسع الدوري الإسباني الفارق عن كل منافسيه في الترتيب القاري في المستقبل .

وحافظت فرنسا أيضا على ممثليها حيث بلغ باريس سان جرمان وموناكو دور ربع النهائي على حساب فرق إنجليزية ،كما حافظ بورتو على مقعد للبرتغال ويوفنتوس على مقعد لإيطاليا ،فيما غادر المسابقة أيضا بازل السويسري وشاختار دونيتسك الأوكراني .

وشهد دور الستة عشر تسجيل 46 هدفا بمعدل بلغ 2،875 هدفا في اللقاء وشهد لقاءين بايرن ميونيخ – شاختار دونيتسك وريال مدريد –شالكة 04 أكبر حصة من الأهداف وبلغت 7 أهداف .

وخرج من دور الستة عشر متصدر هدافي المسابقة البرازيلي لويس أدريانو مهاجم شاختار دونيتسك بتسعة أهداف ، ليفتتح المجال لصراع العملاقين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي صاحبي الصف الثاني برصيد 8 أهداف للتتويج بلقب هداف المسابقة هذا الموسم في حال استمرار فرقهما لأدوار متقدمة .

ويضم دور الربع 5 أبطال سابقين و3 فرق لم تتذوق طعم البطولة وهي باريس سان جرمان وموناكو الفرنسيان وأتلتيكو مدريد الإسباني وسيواجهون كل من ريال مدريد بطل المسابقة 10 مرات ( رقم قياسي ) وبايرن ميونيخ بطل المسابقة 5 مرات وبرشلونة بطل المسابقة 4 مرات ويوفنتوس وبورتو الفائزان باللقب مرتين .

من نورالدين ميفراني

Partager cet article
Repost0
11 mars 2015 3 11 /03 /mars /2015 17:48

عرض الصورة في الرسالة


"ما طال بلح الشام ولا عنب اليمن"

مثل أشبه بالنبوءة. قيل فيمن تتغيرأمامه الأولويات، وتختلط عنده الحسابات. فيحسب أن شهرة الشام ببلحها، وشهرة اليمن بعنبه. ولعل المثل قيل في أعرابي من الحجاز، كان يبحث عن الرزق في وقت عسرة وضيق، وكان قد استعد للذهاب إلى اليمن للحاق بموسم العنب هناك. لكنه صادف في طريقه أحد معارفه الذي كان عائدا لتوه من الشام فذكر له، عن بلح في الشام حان قطافه، واستحلى مذاقه. وقيل إن الأعرابي غيّر طريقه قاصدا الشام للحاق بموسم البلح.

وحسب الراوي فإن الرجل عندما اقترب من أرض الشام، قابل أعرابا عائدين، فاستفسر منهم عن حال بلح الشام، فاستنكروا سؤاله، لأن موسم البلح لم يكن قد حل بعد، وذكَّروه بأن موسمه في الشام يتزامن مع موسمه في الحجاز. وقال الرواة إن الأعرابي، طفق راجعا، ليلحق بموسم العنب في اليمن، لكنه لم يصل إلى هناك إلا بعد انتهاء الموسم ليكون مثلا "لمن يتردد بين أمرين، أو الذي يتروى أكثر من اللازم، ولا يحسب العواقب كما يجب.

وبغض النظر عن دقة القصة وتفاصيلها، فإنها تختصر عند استعادتها اليوم، دلالات كثيرة لتوصيف الأحوال، والأوضاع التي تمر بها المنطقة، وتبقى عبرة تنبه لما يتهدد حاضرها من مخاطر، ومستقبلها من احتمالات.

فعند اندلاع الأزمة السورية، وجد البعض في هذه الأزمة، فرصة لتقليم الأظافر الإيرانية، التي كانت قد نشبت في العراق، وطالت من سوريا إلى لبنان. كان الظن أن الأزمة لن تطول، وأن "الخريف العربي" لن يكون أرحم بالنظام السوري، من الأنظمة التي أسقطتها رياح الخريف.

لكن ما اعتبرناه نزهة، أصبح متاهة، والأزمة التي كانت حصرا في نظام جائر تحولت مع الوقت، إلى أزمات تهدد الإقليم برمته، وما كنا نعتبره مخرجا يجنب المنطقة طموحات إيران المتحفزة للتوسع والتمدد، أصبح مستنقعا تتكاثر فيه الأجندات، وتتقاطع فيه المصالح. وبدلا من أن تترك إيران تغرق لوحدها في المستنقع، غرق الجميع من حولها، فيما أُعطيت هي حبل نجاة مكنها من التمدد لا في سوريا فقط، بل على امتداد الإقليم، كما فتح أمامها نافذة مناورة تعيدها إلى المسرح الدولي لاعبا مطلوبا، بعد أن كانت طرفا معزولا.

لم يفطن أحد، إلى أن المجموعات الجهادية المتطرفة التي كان الجميع يتسابق في إرسالها حيناً، أو دعمها أحيانا، ويسكت عن تسريبها ظنا منه، بأنها تستنزف إيران وحلفاءها، سترتد سلاحا فتاكا يشوه صورتنا إلى هذا الحد، ويشل حركتنا إلى هذه الدرجة.

بفعل الآثام والفضائع التي ارتكبت باسم المعارضة أو الدين، لم يعد بمقدور أحد توفير مظلة حماية، أو حزمة رعاية، بعد أن بات من الصعب الفصل بين من هو المتطرف والإرهابي الذي تجب محاربته، ومن هو المعارض والمظلوم، الذي يستحق الدعم والمساعدة.

خلط الأوراق هذا، أفاد إيران وقدمها كشريك ناضج للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب والتصدى للتطرف. ولم تكتف إيران بهذه الشهادة، التي كانت تحتاجها للخروج من عزلتها، بل عمدت إلى استثمارها في محادثاتها النووية لتتحول من محادثات سمتها الضغط والإملاء، إلى طريق، باتجاهين، سمته العناد والتكافوء، لا تحصد فيه إيران إلا ما تزرع، ولا تدفع منه إلا كما تقبض.

وفيما كان الجميع منصرفا لما يحدث في سوريا والعراق، وفيما خطر التطرف يقترب من الدول المحاددة لهما، كان السيناريو الإيراني في اليمن ينفذ بالتدريج على مرأى ومسمع الجميع. والحوثيون الذين كانوا رقما هامشيا في المعادلة السياسية الداخلية، تحولوا إلى رقم صعب في معادلة الإقليم، وُوضع اللاعبون الإقليميون والدوليون أمام خيارين أحلاهما مر، إما التصدي للحركة الحوثية الموالية لطهران، وهو ما يعني حكما، تحالفا مستحيلا، مع قوى إسلامية متطرفة ترتبط بالقاعدة، أو المراهنة على قوى سياسية وقبلية، فاقدة للحيلة، أو منزوعة الدسم العسكري.

وقد ظهرت ملامح هذا الخيار الصعب عندما انتقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن، ليتبين أن الشرعية السياسية التي يتمتع بها الرئيس، غير قادرة على مقارعة القوة العسكرية التي يتمتع بها خصومه، وليصبح اليمن في ظل هذه المعادلة الصعبة جرحا جديدا في دائرة مواجهة تتسع باستمرار، ضمن دوامة يستحيل فيها الحصول على شئ من بلح الشام، 
فيما يبدو عنب اليمن صعب المنال.  

تاج الدين عبد الحق - ئيس تحرير شبكة ارم الاخبارية -          

 

Partager cet article
Repost0
2 mars 2015 1 02 /03 /mars /2015 14:02

 

تاج الدين عبد الحق

رئيس شبكة ارم الاخبارية

 

فكرة تشكيل قوة مشتركة بين الدول العربية ليست جديدة، بل إن البعض يرى فيها اجترارا، لطروحات سابقة، وإعادة إنتاج لمشاريع بدت للكثيرين، عند طرحها أول مرة، بأنها محاولات رومانسية، لم تغير الكثير على أرض الواقع. أو هياكل ورقية، وتشكيلات احتفالية، سرعان ما تآكلت، وعلاها الصدأ، بعد أن ظلت زمنا طويلا، رهينة قرارات سياسية، تتوافق حينا وتختلف أحيانا.

وبإستثناء مشاركات رمزية، في مواجهة تهديدات تعرضت لها دول عربية في أوقات مختلفة، فإن تجارب تشكيل قوة عربية مشتركة، اتخذت شكل "هبات أو فزعات" إما لذر الرماد في العيون أو لرفع العتب. حتى تلك التي شُكِّلت في إطار اتفاقية الدفاع المشترك وتحت مظلة جامعة الدول العربية لم تكن مشجعة، ولم تنجح في تحقيق الآمال التي علقت عليها. طبعا هذا لا ينتقص من تضحيات الجنود العرب في جبهات القتال مع إسرائيل منذ نكبة فلسطين وحتى آخر الحروب معها

ما نقصده هنا أن الدول العربية فشلت إلى اليوم في تكوين قوة مشتركة دائمة، قادرة على الردع وقابلة للتطور، بالرغم من تعدد التهديدات التي تعرضت لها الدول العربية والتي كانت – وياللعجب - مثماثلة في الجوهر وإن اختلفت في التفاصيل.

ولمن يريد أن يستعيد تاريخ العرب على هذا الصعيد، يمكن القول إن أول تجربة في التاريخ العربي الحديث، هي تجربة القوة العربية التي تم تشكيلها لمواجهة تهديدات الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم، للكويت في نهاية الخمسينات، ثم كانت تجربة قوات الردع العربية في لبنان التي شاركت فيها قوات رمزية عربية، أعطت للقوات السورية شرعية التدخل في لبنان، وغطته من الناحية السياسية. ثم كان تشكيل قوات درع الجزيرة بواسطة دول مجلس التعاون، والتي ثبت أنها لم تكن قادرة بحجمها وطريقة تشكيلها، على مواجهة التهديد الذي كان سببا في إنشائها، وهو تأمين دول المجلس من تداعيات الحرب العراقية الإيرانية، التي جعلت دول المجلس في مرمى الخطر، وعلى حافة التهديد.

بعد ذلك جاء غزو الكويت الذي فرض معادلة جديدة، فأصبح التهديد أكبر من طاقة الذين تعرضوا له. في ذلك الوقت لم يكن النظام العربي يسمح باستدعاء معونة من الخارج، إلا إذا لبست عباءة عربية، فجاءت مشاركة الدول العربية أشبه بمظلة للتدخل الأجنبي وشرعنة له

ولم تحُل الخلافات العربية في ذلك الوقت من الوصول إلى صيغة نادرة، سمحت بمشاركة القوات السورية في عمليات تحرير الكويت، مع أن القاصي والداني، كان يعلم أنها تتم تحت إمرة قيادة أمريكية.

بعد تحرير الكويت، كُسِر التابوه، الذي كان يمنع الدول العربية من الاستعانة بالقوات الأجنبية والتحالف معها، بل إن مثل هذه المعونة أصبحت مطلوبة، والسعي إليها أصبح عاديا. وبدا للعديد من الأنظمة العربية وبعض الفعاليات الفكرية والسياسية، أن التحالف مع الدول الغربية لم يعد مشروعا فحسب، بل مفيدا ورادعا أيضا، خاصة في وجه القوى الإقليمية الطامعة أو التي تهدد الأمن الإقليمي

كان من نتيجة ذلك، أن تباطأت فكرة إنشاء قوى ردع عربية مستقلة، وظلت حتى القوى العسكرية المشتركة القائمة، مكملا شكليا لقوى التحالف الدولي، التي أصبح لها وجودا دائما وحضورا مستمرا

كان يمكن لهذه الترتيبات أن تستمر، لكن بعد تجربتين مريرتين في أفغانستان والعراق، وجدنا أن قوى التحالف لم تعد قادرة على تقديم البديل المطلوب، وتبين مع أول التحديات التي تواجهها المنطقة، بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان ومن بعد من العراق، أن فكرة نشر قوات برية غربية في المنطقة لم يعد واردا، وأن وجود قوات برية بديلة لمواجهة تهديد مثل "داعش" أصبح أمرا حيويا، بعد أن ثبت أن الضربات الجوية، ليست قادرة على الحسم، خاصة بعد أن تجاوز التهديد النطاقات الجغرافية المعتادة ليصبح تهديدا للإقليم برمته.

اليوم الإقليم العربي بكامله في مرمى التهديد. تهديد إرهابي، في العراق وسوريا، وعلى أبواب الأردن والسعودية، واختراق إيراني في سوريا واليمن ومن قبل للبحرين، وتهديد خطِرٌ وجدي، لمصر من الشرق حيث تنشط قوى متطرفة في سيناء، ومن الغرب حيت تنتشر قوى متطرفة ومليشيات مسلحة على طول الحدود المصرية الليبية.

التهديد اليوم في قلب العالم العربي، حيث لا يمكن مواجهته، والتصدي له عن بعد. كما أن طبيعته أصبحت مختلفة، فهو أشبه بالمرض السرطاني الذي تستحيل معه المعالجة بالمسكنات والمهدئات. وعندما تتداعى الدول العربية التي تستشعر هذا التهديد لتشكيل قوة عربية مشتركة، فإنها تدرك أن المواجهة مع قوى الشر أصبحت فرض عين عليها، ولم يعد مأمونا الانتظار أو الاعتماد على فزعة الآخرين من خارج الإقليم، ولا على النخوة الأخوية، وباتت المواجهة تتطلب "ناتو عربي" يحقق الأمن المستدام للمنطقة، ويحميها من أطماع الآخرين.

Partager cet article
Repost0
22 février 2015 7 22 /02 /février /2015 20:26
عرض الصورة في الرسالة
    الاستاذ تاج الدين عبد الحق

لو عاد الفرد نوبل إلى الحياة اليوم، لما أقدم على تخصيص جائزة باسمه، تكفيرا عن اختراع "البارود" القاتل، الذي تغيرت بتصنيعه قواعد الحروب وإستراتيجياتها.

فما أعتبره نوبل نهاية لعصر الفرسان، وبداية لعصر القتل الجماعي، بات قياسا بالمخترعات الحربية الجديدة وبحروب هذه الأيام، أشبه بلعب الأطفال وأسلحتهم. 

نتذكر ذلك بمناسبة معرض الدفاع الدولي بأبوظبي "آيدكس 2015" الذي بات من أبرز المعارض الدفاعية على مستوى العالم، وواحدا من أشهر المناسبات التي تستعرض فيها الدول مظاهر القوة، وتتبارى فيها، لعرض أفضل إنتاجاتها وابتكاراتها في مجال الصناعات الحربية، من مختلف الأنواع ولكافة الاستعمالات بدءا من حماية وتامين الحدود، وانتهاءً بتجهيز وإعداد الجنود. 

عندما انطلق المعرض في عام 1993، بدا للبعض مبادرة مجنونة، تسير بعكس التيار. فالإمارات العربية المتحدة، دولة مسالمة ، وبالكاد لديها خلافات، لا تتجاوز، في أسوأ الظروف حد التباين في وجهات النظر، ولم يعرف عنها أي نزعة عدوانية، أو رغبة في امتلاك معدات حربية تتجاوز إحتياجاتها الدفاعية. 

كما أن المعرض انطلق في وقت كان العالم يودع الحرب الباردة المرهقة، التي أعيد بانتهائها رسم الخرائط والحدود، لتجد الصناعات الحربية التي كانت تنمو، وتلعب على وتر النزاعات الدولية، نفسها مهددة بالشلل، وعمالها بالبطالة. وكنا نقول في ذلك الوقت من يروج لسوق آفلة؟

لم نكن نتوقع في ذلك الوقت أن يستمر المعرض أكثر من دورة أو دورتين، وكنا نراهن على أن بشائر السلام التي بدأت بانتهاء الحرب بين القطبين الكبيرين ستعم العالم، لينعم به أولئك الذين كانوا وقودا دائما لتلك النزاعات، وساحة من ساحاتها. 

لكن يبدو أن الحرب تلد أخرى كما يقولون. فالحرب الباردة ولدت حروبا ساخنة، فاق عدد ضحاياها وزادت خسائرها المادية والبشرية كل ما عهدناه في الحروب السابقة. فمن الحروب الأهلية وحروب الانفصال، إلى حروب النزاعات العرقية والطائفية، لينتهي بنا المطاف إلى حروب الإرهاب التي لم يسلم من شرورها وآثارها أحد، وباتت مصدر التهديد الأول للجميع بغض النظر عن دينه أوجنسه وطائفته. 

هذه الحروب، لم تنعش الصناعات الحربية من جديد فقط، بل أضافت لها الكثير لتتناسب مع نوعية الحروب الجديدة، التي لم تعد قاصرة على المواجهات العسكرية عبر الحدود، بعد أن أصبحت في مواجهة حروب داخلية أكثر كلفة وأثقل عبئا من كل الحروب العسكرية التقليدية. 

هذا التداخل بين الحروب الخارجية والحروب الداخلية، لم يكن مظهر التاثير الوحيد الذي أصاب الصناعات الحربية. فمثل هذا التداخل حدث على صعيد الاستخدام أيضا. فكثير من المعدات التي أنتجت لأغراض عسكرية، وجدت طريقها إلى الاستخدام المدني، خاصة التطبيقات الخاصة بالحروب الإلكترونية وأنظمة المراقبة، وحماية المنشآت فضلا عن أنظمة الاتصالات المتطورة التي اتسع نطاق استخدامها للدرجة التي باتت فيها جزءا من الحياة اليومية للناس.

وبات عرض المعدات الحربية في معرض مثل "آيدكس"، في ظل تطور الاستخدام، مبرر أخلاقيا. ونجح المعرض من خلال رسالته المستمرة منذ عشرين عاما، في أنسنة هذه المعدات، وإضفاء طابع أخلاقي على استخدامها وإقتنائها، بل أصبح في جوهره، رسالة ردع توضح الكلفة الهائلة للحروب، ومدى الحاجة لتجاوز النزاعات بالطرق السلمية. 

ولعل توسع الشركات المصنعة للمعدات الحربية في إنتاج النماذج ذات الاستخدام المزدوج، العسكري والمدني ، تاكيد على أن رهان هذه الشركات لم يعد على من يشعل الحروب ويذكي النزاعات، بل على أولئك الذين يأخذون الحيطة والحذر من خلال أنظمة دفاعية وأمنية تحمي مجتمعاتهم ومواطنيهم.

وهذا ما يفسر حرص الشركات على إضفاء لمسة جمالية على الأجنحة الخاصة بها، فهي تحرص على أن لا تعرض فقط المعدات القادرة على القتل، بل تحرص أيضا على تطعيمها بالمعدات والأجهزة القادرة على الردع أيضا.

عندما تنجح أبوظبي، في فرض معرض "آيدكس" كواحد من أهم المعارض الحربية في العالم، تؤكد أن سوق السلاح لم تعد تديره الأيدي الشريرة التي أمتهنت تجارة الموت، بل إنه صناعة أولئك الذين يعرفون قيمة الحياة، وكيف يدافعون عنها.**رئيس تحرير شبكة إرم الإخبارية
                                                                          الاستاذ تاج الدين عبد الحق
Partager cet article
Repost0
21 février 2015 6 21 /02 /février /2015 19:16
الرحمة لسايكس والغفران لبيكو

الرحمة لسايكس والغفران لبيكو


**تاج الدين عبد الحق

قد يحتاج تعبير "اللبينة" إلى وقت أطول حتى يكون استعماله مألوفا ومستساغا، كحال تعبير الصوملة، أو اللبننة، الذي درج على الألسن، ودخل القاموس السياسي، ليشيع استعماله كوصف مختصر لكل أشكال التقسيم القسري، أو كتعبير عن حالات الفشل التي تصاب بها الدول نتيجة الحروب والنزاعات الأهلية.

ومن هذا الباب فإن ليبيا اليوم، ليست بعيدة عن الحالة اللبنانية أو الصومالية، وقد يختصر البعض المعاناة من صعوبة اللفظ، فيستعير تعبير اللبننة أو الصوملة لوصف الحالة الليبية ليقال بعد ذلك صوملة ليبيا، أو لبننتها، كما في حالات عربية مماثلة أخرى استعصت فيها اللغة، فقيل لبننة العراق وصوملة اليمن وصوملة أو لبننة سوريا.

ويبدو أننا كعرب ماضون على هذا الدرب، فإذا صدقت التقارير المتواترة عن خريطة جديدة للعالم العربي، فإننا أمام رحلة طويلة مع هذه التعابير التي نجحنا في ابتكارها، وتوظيفها، لتوصيف حالات سياسية، تتشكل ملامحها على أرض الواقع حاليا، أو تلوح مخاطرها في الأفق مستقبلا.

ويخطئ من يظن أنه بعيد عن خطر التقسيم، ومشرط التفتيت. ومن تخونه ذاكرته عليه أن يستعيد ما كنا عليه في بداية النصف الثاني، من القرن الماضي، حين كان الحديث عن الدولة القطرية، نوعا من الكفر، والدفاع عنها شكلا من أشكال العمالة للاستعمار.

وكان الناس ينظرون للدولة القطرية على أنها مرحلة انتقالية، لمرحلة تتحقق فيها الوحدة الشاملة، من المحيط إلى الخليج.

هكذا كانت أحلامنا، وبسبب حلم الوحدة ذاك، صودرت أحلام الحرية. ومقومات الحياة الكريمة، فكانت الوحدة القومية، كشعار في كثير من الدول العربية أسبق على ما عداها من أولويات، وشعارات.

كل هذا يتغير اليوم. الدولة القطرية لم تعد مسبة، والمحافظة عليها، وتكريسها والدفاع عن حدودها، لم يعد يثير استهجان، أو استنكار حتى أولئك الذين كان شعار الوحدة القومية، عنوانا لوجودهم، وسببا لتسلطهم، ومبررا لمصادرتهم الحريات والكرامات، قبل أن يصادروا ويهدروا الموارد والقدرات.

المفارقة أن الدولة القطرية ، نشأت وترعرعت وتكرست في ظل مناخ سيطرت عليه فكرة القومية العربية، بل إن دولا نبتت من منبت فكري وحزبي واحد ، لم تستطع تجاوز الخلافات والأطماع الشخصية بين قيادتيها، لتؤكد أن تقسيم العالم العربي لم يكن فقط، نتيجة المؤامرة الدولية، التي تحمل وزرها وزيرا ذلك الزمان البريطاني "سايكس" والفرنسي "بيكو" فقط، بل إنها كانت كذلك تعبيراً عن حالة مراهقة سياسية، وأطماع شخصية، مكنت تلك المؤامرة من أن تتحول إلى واقع نترحم الآن، على من رسم خرائطه، ونستغفر لمن وضع أسسه، ونجاهد بكل طاقتنا، للمحافظة عليه، وحمايته مما هو أعظم.

المفارقة أيضا أن التقسيم الذي يتهدد العالم العربي الآن، هو تهديد بشعارات ورايات إسلامية كان من المفترض أن تكون أوسع ظلا، وأكثر شمولا من الراية القومية.

فبنفس روح المراهقة الحزبية والأطماع الشخصية التي ميزت فترة ما سمي بالمد القومي، وتحت شعارات "التكفير ومحاربة البدع والتصدي للأنظمة الظالمة المرتدة"، تتم في ظل جماعات التكفير والإرهاب ومن يرعاهم ويمولهم، ويغذي آلتهم الجهنمية، عمليات فرز واسعة، وتقسيم لا ينتهي.

فمن تقسيم على أساس الدين، إلى تقسيم على أساس المذهب، والطائفة، إلى تقسيم على أساس الاختلاف، في الأسلوب والاجتهاد حتى بين أبناء المذهب الواحد والطائفة الواحدة.

وهذا النوع من الفرز لا يقبل الحلول الوسط ولا الصيغ التوفيقية، إذ أنه يقوم ابتداء على نفي الآخر، واستئصاله كوجود مادي قبل الوجود الفكري.

وبدلا من أن يكون الإسلام إطارا جامعا، يصبح في ظل التباين الشديد بين الفرق والقوى التي تتحرك باسمه، مصدرا للتجزئة والتفتيت الذي لا يقف عند حد ولا يضبطه أي ضابط. ولنا فيما يحدث في سوريا والعراق وما يحدث في ليبيا الآن أمثلة حية على ذلك.

وكما في فترة المد القومي الذي أنتج الدولة القطرية، هناك من يرى في السيناريو الجديد ترجمة لمؤامرة دولية، ليس لنا فيها من دور إلى التنفيذ. فالأنباء والتقارير تتواتر على أن المليشيات الإرهابية المسلحة التي تستبيح أرضنا ودمنا هي من صنع أعدائنا، وترجمة لمخططاتهم وكأننا أمة مسلوبة الإرادة، لا نملك سوى الاستسلام لقدرنا الذي تتحكم فيه مجموعة من الأشرار، متغاضين عن حقيقة أنهم حتى لو كانوا أدوات في يد أعدائنا، فإنهم في الأصل وفي المآل، من صنعنا نحن، وماركة مسجلة باسمنا، لا نستطيع التبرؤ منها، أو إنكارها، إلا إذا أغلقنا كل مراكز تصنيعها، وترويجها، بالضبة والمفتاح.

**رئيس تحرير شبكة إرم الاخبارية

Partager cet article
Repost0
16 février 2015 1 16 /02 /février /2015 16:14

تاج 4

 

**تاج الدين عبد الحق

تنظر القوى السياسية اليمنية، بحديها المتعارضين، إلى دول الخليج كخصم، وحكم في آن.



فالحوثيون الذين استولوا على السلطة تدريجيا، تحت سمع وبصر دول التعاون، يعلمون أن دول المجلس لا تستوعب ولا تهضم وجودهم على رأس السلطة. وهم يعلمون في المقلب الآخر، أن احتفاظهم بالسلطة مهما كابروا، لا يمكن أن يستمر في ظل معارضة دول المجلس لإنقلابهم، على الشرعية، ورفضهم له

أما القوى التي تنازع الحوثيين السلطة، و ترفض استئثارهم بها، فهي إما قوى غير قادرة ومبعثرة، أو قادرة لكنها لا تملك غطاءً إقليميا أو دوليا كالذي يملكه خصومهم

ويبدو أن دول الخليج لاتملك خيارات كثيرة. فهي غير مستعدة لقبول الحوثيين باعتبارهم أمرا واقعا لايمكن تجاوزه، وهي غير مهيأة لفتح قنوات اتصال مع القوى الإسلامية المتطرفة البديلة، التي تملك الإرادة والقدرة على التصدي للتغول الحوثي

والواضح أن سحب السفراء الخليجيين من صنعاء يعكس ارتباكا، أكثر مما يعطي حلا.

فدول الخليج التي تعد أكثر المتأثرين بالأوضاع المتدهورة سياسيا واجتماعيا في اليمن، أنتظرت شهورا وهي ترقب إنهيار الشرعية اليمنية، خطوة خطوة، على يد الحوثيين. وبدت هذه الدول بلا حيلة في تعاملها مع الأزمة، رغم اتضاح أهداف وغايات من سببوها، ورغم التطور الميداني المتسارع في تحقيق تلك الأهداف

وفي موازاة ذلك، فإن دول الخليج، لم يكن أمامها قوى بديلة يمكن التحالف معها لمواجهة الحوثيين. وما كان يمكن لها أن تفتح قنوات اتصال، مع خصومهم الأقوياء من التنظيمات الإسلامية اليمنية المتطرفة، لأنها كانت تحارب في ذلك الوقت النسخة الداعشية، لتلك التنظيمات في العراق وسوريا.

وحتى لو كان هناك مجال لممارسة هذه الأزدواجية، فإن دول التعاون جربت امكانيات احتواء تلك التنظيمات وفكرة إعادة تأهيلها من خلال عمليات إرشاد ومناصحة، إلا أن تلك المحاولات فشلت، وظلت التنظيمات المتطرفة وخاصة اليمنية منها، مصدر تهديد خطير لأمن دول الإقليم، وظل سلوكها في الداخل اليمني، وعبر العالم مبعث شكوك، ومصدر استفزاز

وبين حوار غير ممكن مع الحوثيين، واتفاق مستحيل مع تنظيمات لا تخفي انتماءها للقاعدة، ولا تتنازل عنه، حتى مقابل دعم خليجي في مواجهة المد الحوثي، لا تجد دول التعاون من محاور إلا الأغلبية الصامتة الممثلة بالعشائر اليمنية والقوى الليبرالية المستنيرة

هذه القوى بالرغم من أنها تمثل شريحة كبيرة من الشعب اليمني، إلا أنها غير فاعلة، إلا إذا وجدت رافعة سياسية قادرة. وحتى الآن لا توجد مثل هذه الرافعة، خاصة وأن معظم القوى التي انخرطت في العمل السياسي بدافع التغيير والتطوير، وجدت نفسها قد أصبحت سيفا بيد القوى السياسية المهيمنة، سواء مثلت تلك القوى الحركة الحوثية، أو التنظيمات الإسلامية،التي تملك أجندات حزبية لا تتضمن مطالب التغيير التي رفعتها الأغلبية ولا تعكس هواجسهم وهمومهم.



انسحاب سفراء مجلس التعاون من اليمن، هو مرحلة لالتقاط أنفاس الوسيط الخليجي من جهود لا تثمر، ومراوحة لا تنتهي، ولا تصل إلى أي نتائج حاسمة، وهي مرحلة ضاغطة، لا على الأطراف اليمنية المتصارعة فقط، بل على دول التعاون أيضا.

فالحوثيون الذين وصلوا للسلطة سيجدون أنفسهم أمام استحقاقات حياتية لا قبل لهم بتلبيتها، وهم يعلمون أن سلة الغذاء والدواء اليمنية في يد الجار الخليجي، الذي لن يكون مستعدا لمقاسمة الحوثيين هذه السلة إلا بمقابل سياسي كبير قد يطيح بآمال الهيمنة الحوثية، ويخلط أوراق القوى الخارجية التي ساندتهم.

وعلى خلاف ما يظن البعض فإن الحوثيين غير قادرين على استبدال المعونة الخليجية بمعونة إيرانية، إما لأن إيران غير قادرة على تقديم دعم بمستوى الدعم الخليجي، وإما لأن هذا الدعم سيؤكد المؤكد، وهو أن الحوثيين ينفذون أجندة سياسية خارجية ويتحركون في ظل شعارات طائفية، وعندها يصبح مشروعهم في اليمن محل شك وغير قابل للتسويق على المديين المتوسط والبعيد

في مقابل ذلك فإن دول الخليج بسحب سفرائها من اليمن، توجه رسالة للأغلبية الصامتة والقوى القبلية، لتلعب دورا وازنا في المشهد اليمني. وهذه الرسالة ستكون عنصر تشجيع ودعم لقوى مترددة ضاعت بين مطرقة الاستئثار الطائفي المتمثل بالحوثيين، وبين سندان التطرف المتمثل بتنظيم القاعدة الذي يشوه قوى المعارضة في مواجهة المد الحوثي.

دول الخليج التي كانت اللاعب الأول في الساحة اليمنية، باتت بعد سحب السفراء ترقب المشهد من بعيد، وهي تتحين الفرصة للعودة إلى هناك عندما تتعب الأطراف المتقاتلة، وتدرك أن دول الخليج هي الحكم الوحيد القادر، حتى لو بدت للبعض خصما لا يمكن المراهنة عليه، أو الوثوق به**رئيس تحرير شبكة إرم الإخبارية

Partager cet article
Repost0
11 février 2015 3 11 /02 /février /2015 20:30

سأعيش في جلباب أخي

 

**تاج الدين عبد الحق

مضى عقدان على

taj

 

غياب أخي ومعلمي بدر عبد الحق. ِعقدٌ غفا فيه عقله، عندما لم يعد يحتمل الزيف والانتهازية، وعقدٌ تعب فيه قلبه، بعد أن أنهكه المرض وهده الزمن. 

قبل الغياب الأخير بثلاث عقود، كان بدر قد ترك أبوظبي، بعد أن عمل في صحافتها الناشئة سنوات قليلة، كانت كفيلة بحفر اسمه في تاريخها كعلم من أعلامها، وفارسا من فرسانها.

كان الأدب هو البوابة التي عبر منها إلى الصحافة، حيث كان قد أصدر قبل انضمامه لأول جريدة يومية خاصة بالامارات مجموعة قصصية مشتركة ، تشكل اليوم جزءا من تاريخ القص

 

ة القصيرة في الاردن . 

عندما التحقت به في أبوظبي أول مرة في بداية السبعينات، كان بدر رحمه الله ملء السمع والبصر، عرفني الناس، وتعرفوا علي عندما بدأت حياتي الصحفية شقيقا لبدر. 

كان الأمر محبطا لشاب يطمح أن يؤكد ذاته، ويبني شخصيته المستقلة. فدفعني غروري، ورغبتي في ذات غير تابعة، ولا موسومة، أن أعمل في صحيفة أخرى، غير تلك التي

 

كان شقيقي الراحل يعمل بها، لكن ظله وحضوره، كان طاغيا، لا في تلك الصحيفة فقط، بل في كل مراحل حياتي التالية، إذ ظل في معظم الأحيان بطاقتي التعريفية، بالرغم من تعدد الدروب، واختلاف المسالك. وتغير الأماكن، واستمر هذا الحضور حتى بعد ثماني سنوات على وفاته. 

أسوق هذه المقدمة، أو هذا الاعتراف المتأخر، استباقا لكل من يرى في شهادتي، تزكية مجروحة، لمن قاسمته بطنا واحدة، وغربة واحدة، ومهنة واحدة. 

فالذين عرفوا بدر

 

اً، عن قرب وعايشوا تجربته الصحفية، يعرفون أكثر من غيرهم، أنه كان من بين قلائل، لم يأخذوا من المهنة بقدر ما أعطوها. عاش في بلاط صاحبة الجلالة سنوات، كسفير فوق العادة للمحرومين، والمقهورين. نذر نفسه للدفاع عن قضايا وطنه وأمته. كان يغرد دائما خارج سرب الواقعيين، لا تنكرا للواقع أو هربا منه، بل لإن الواقعية في زمن الهزيمة، كانت تعبيرا عن الخيانة، وتجسيدا لها. 

قبل بمغارم المهنة، ومتاعبها، ودفع مختارا، وعن طيب خاطر ضريبة لها، دون أن ينتظر مغانهما، أو يتمتع بسلطانها.عندما ترك أبوظبي في عام 1977، لم يكن يملك ثمن التذكرة التي يعود بها من حيث أتى.

في السنوات القليلة التي قضاها متنقلا بين الصحف القليلة التي كانت تصدر في ذلك الوقت، أو مراسلا لبعض الصحف العربية التي كانت تصدر في المهجر، لم يكُّوّن ثروة لكنه بنى اسما لامعا فتح

 

له أبواب الصحافة الاردنية، التي تلقفته واحتفت به، كإضافة هامة لتاريخها، وعلما مهما من أعلامها. 

في تجربته الطويلة مع الصحافة الاردنية، ظل شاهد عيان يراقب، ويتابع كل ماهو زائف، ويكشف كل ما هو باطل، إلى أن وقع شهيدا، حين جفت ينابيع عطائه، وذبلت زهرة عمره. 

عندما توفي رحمه الله في مثل هذه الأيام من عام 2007، كنت في ألمانيا، برفقة وفد إماراتي يرأسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات، ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وكان ضمن الوفد الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي، لم أكن أظن

 

أن الشيخ عبد الله، يعرف بدرا، وفوجئت به يترك الوفد ليتجه نحوي معزيا بعبارات تقدير، أنوء بحمل جميلها، وطيب معناها، إلى الآن.

أحسست عندها أن هذه اللفتة لم تكن تقديرا لي بقدر ما كانت تقديرا لبدر الذي ظل رغم هذه السنوات الطوال في ذاكرة أشخاص لم يعاصروه ولم يعايشوه. أدركت يومها كم كنت مخطئا وأنا أحاول الخروج من جلباب أخي الذي كان قادرا بعد كل هذه السنين، أن يمنحني الدفء، كلما ورد ذكره، وحيثما استعيدت سيرته. 

اليوم عندما تمر الذكرى الثام

 

نة لرحيل بدر، لا أتذكره كشقيق أو صديق، بل كقيمة إنسانية، و مهنية، أكدت التيمة التي طالما استعملها في كتاباته ومقالاته وكتبه، وهي أن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس هو ما يمكث في الأرض وما تتذكره الأجيال جيلا بعد جيل

 

 

.**رئيس تحرير شبكة

 

إرم الاخبارية

 

Partager cet article
Repost0

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك