أملت الفاجعة التي عرفتها العاصمة الفرنسية ،وقفة المجتمع الدولي وقفة رجل واحد, "متحدا" ومتحالفا من أجل اجتثات جذور هذا الرعب الذي يسمى إرهابا .رعب وقوده متطرفون مجاذيب يحملون_ وياللصدفة_ نفس جنسية الضحايا , وكانوا صيدا سهلا لمن لهم مصلحة في ترويع الناس, ومن خلال ذلك ترسيخ صورة "الخطر الداهم" الذي يشكله "الأخر" بمعتقداته وثقافته ومتطرفيه...
عزاؤنا واحد!
لقد كان ضروريا أن يكون رئيس الجمهورية الفرنسية في مستوى الحدث أو الاحداث التي هزت فرنسا بشكل غير مسبوق أمنيا واجتماعيا ,وحتما اقتصاديا. وكان لزاما عليه أن يظهر على القنوات العالمية في ندوة الثلاثاء 24 نونبر الجاري التي جمعته بالرئيس أوباما.في مستوى إنتظارات الفرنسين على اختلاف "مشاربهم"وانتظارات الأنظمة و الشعوب الاخرى.. حالة استثناء و تعديلات دستورية و البحث عن صيغة لتجريد كل من من شأن معتقداته أن تشكل خطرا على الأمن و التكتل لضرب دواع شقي سوريا و العراق والحدود السورية التركية و.و.و.ولم لا إحداث سجن فرنسي على شاكلة "كوانتنامو"
"نحن في حرب". "انهم يستهدفون اثارة حرب بين الأديان." "انهم يريدون خلاف ما نريد من قيم الحياة والحرية والمساواة والاخوة"...شعارات قد يكون رئيس الجمهورية الفرنسية قد استلهمها من عبارة.. "انهم يستهدفون حرياتنا "التي ارتجلها "بيل كلنتون" منذ 15 سنة,وهو يودع.. وهو يودع جثامين "شهداء" من المارينز لبوا داعي "ربهم" بخليج عدن، حيث كانوا يرابضون في إطار الحصار الأمريكي على العراق,هناك حيث قضى مات الالاف من الأطفال والرضع...بعيدا عن كاميرات القنوات العالمية.وبموازاة مع هذه الشعارات كان لزاما اتخاد تدابير فرنسية لا تقل شجاعة عن ردة الفعل الامريكية خلال ولاية بوش التي شهدت هجمات 11شتنبر.
فالسيرفي خطى بوش ليس وليد اللحظة, إذ مباشرة بعد أحداث 13 نونبر الباريسية, أغرقت القنوات مشاهديها بآراء علماء الإجرام وبعض المؤرخين الذين يحملون هم التاريخ و معه اوزار عدم أخد العبرة من دروسه. إذ بعد إسقاط طائرة روسية فوق سماء سيناء و تفجيرات برج البراجنه في بيروت , تهتز عاصمة الأنوار وترتج لها عواصم العالم قبل أن يكون فندق العاصمة باماكو مسرحا لحلقة من حلقات مسلسل الترويع والهمجية,الذي لا شيء يوحي بأنه في بداية نهايته. فمصير جميل لنا ولكل الجاليات والشعوب والقبائل,
وطوبى للحلفاء على تضامنهم مهما كانت مرجعياتهم و سياساتهم الداخلية و الخارجي
الأستاذ عبد الله الوزاني