Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
27 juin 2007 3 27 /06 /juin /2007 01:31

 لا احد    

     وبعد كلمات مؤثرة ،مضت وهي تضرب على دف كبير من الجلد ،ثم جاء رجل بجلباب وسخ. زعم بعد أن راقبها بأنها امرأة ثرية، ثم مد يده اليمنى ووقف صامتا، ثم جاءت امرأة ادعت أنها مقطوعة من الأهل و الحبيب.

     وأخرجت طاقية صغيرة من جيبها ووضعتها على الرصيف ومدت يدها اليمنى . 

     وكان الرصيف مثربا وبه نتوءات وحفر صغيرة ،تحمل إليها الريح العابرة القاذورات من كل جانب وخلف السور الحجري وقف الكثيرون، في انتظار الحافلة وهم يحدقون مندهشين في سلسلة الشحاذين وبين لحظة وأخرى يرفعون إبصارهم باتجاه الجهة اليمنى من الشارع في انتظار الحافلة.

     وكان خلفي مبنى الشرطة الكبير ، وشاب بدا عليه التعب وهو يقول لصديقه

...ذات ليلة وبعد منتصف الليل بقليل أوقفتني مرة أخرى ، رأيت يدها البيضاء وهي تشير لي وكأنها على عجلة من أمرها.

قلت :

     - إلى نفس المكان...؟

  قالت وقد اتسعت ابتسامتها :                                  

- طبعا .

       وعبرنا مباشرة الشارع الرئيسي الذي يخترق المدينة ومنه إلى آخر نقطة   بالمدار الحضري.

                قالت بعد أن توقفت بهدوء قرب منزل واطئ.

                - في نفس المكان ، وفي نفس الموعد أيضا...؟

     تركت سيارة الأجرة جانبا ، ورحت أسير خلفها إلى أن اختفت ،وفي الموعد المحدد ،

عدت إليها كان الليل باردا وساكنا إلا من أصوات السكارى التي تنبعث من هنا وهناك،وطوال الطريق ظلت تدندن بصوت خافت، وقبل أن أقف قريبا من بيتها سألتها عن زوجها فقالت بازدراء،انه مع عشيقته ، ثم اعتدلت واقفة وصارت عبر الطوار المظلم بخطوات ثقيلة ومائلة.

                        ثم رفع الشاب يده مستغربا ، واتجها بعد ذلك إلى الحافلة.

****

                       في يوم ما من ذلك الزمن ، كنت قد التقيت بسعاد وتواعدنا بعد حديث قصير.

     على أن نلتقي لا ادري إن نامت تلك الليلة أم لا، أما أنا فلم انم ،رأيت صورتها في أوضاع مختلفة، وفي الصباح وضعت راسي تحت صنبور الماء النحاسي وتركت الماء يتدفق بهدوء بعدما تناولت فطوري بسرعة وعدت إلى الفراش وأنا افرك أصابعي فرحا في انتظار المساء وأفكر في أول كلمة أقولها ، وكيف سأقبلها ، وفي عشرات التفاصيل الأخرى. دون أن تفارقني تلك الصورة التي أخذت أدعو الله من اجلها أن يمر النهار بسرعة.

     وحينما جاء المساء أصبحت أخاف من أن يلج الله بقية النهار في لجة الليل دون أن أراها.ولكنها لم تأتي وبقيت واقفا في ساحة الكورنيش أمام رجل وحيد، سألني بعد أن لاحظ شرودي إن كنت قد رأيت الغريق ، وأضاف قبل أن أجيب بالنفي بأنه نصف جثة تطفو فوق الماء ، تحاول عشرات الطيور الجارحة ومنذ أشعة الصباح الأولى أن تنقض على بياض عينيه،غير أن تيار الهواء ظل قويا ...

وأضاف وهو يبتعد " أنها لا تنتظر سوى هدوء الرياح لتنقض على بياض العينين"

****

     وبعد أكثر من نصف ساعة عادت المرأة مرة أخرى ، وبينما كنت اتامل ملامحها البدوية وهي تضرب على الدف الكبير ، وانتظر ظهور الشحاذ الآخر الذي ادعى أنها امرأة ثرية ، فوجئت بسعاد وهي تمر من الجانب الآخر ولم تلتفت ، مرت بخفة من أمام محطة الحافلات المنهار واتجهت مباشرة إلى المستشفى العام ، وبعد دقائق قليلة ، ابتلعتنا ردهات المستشفي.

     وبدا ايقاع خطواتها ثقيلا وهي تتوغل اكثر في الجناح الكئيب لمرضى داء السل، ومن هناك حيث تاوقفت مرعوبا.

     كان سعالها ياتي عبر الرواق المظلم.

               حادا ومتواصلا.

                                                                                        حسن رياض

Partager cet article
Repost0

commentaires

N
Désolé d'écrire en français mais mon clavier est un peu récalcitrant aux caractères arabes. Merci pour votre commentaire. Votre blog est un espace plaisant et très agréablement organisé. Bravo.<br /> Je serai un lecteur fidèle.<br /> <br /> Bonne journée.
Répondre

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك