Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
20 août 2010 5 20 /08 /août /2010 12:59

الحاج محمد الشعبي

" إن قدرنا أن نكون شمعة تحترق لخدمة هذا الوطن".  

 

 

-         ضغطت على الزناد لكن الرصاصة سقطت أرضا بدل أن تتجه نحو جسمه.

-         شيخ العرب السوسي الأصل كان رجلا بمعنى الكلمة حارب ضد الفساد وقد كان من الممكن أن يقدم للمغرب الكثير. إلا انه كان بينه وبين اوفقير ثار شخصي .

-         أحسست أنني كنت على صواب يوم أعلن المغفور له الحسن الثاني أن المغرب سيصاب بالسكتة القلبية.

-         هيئة الإنصاف و المصالحة لم تمنحنا الوقت الكافي بل لم تسمح لي حتى بالتدخل. 

 

 

 DSCN1069.JPG

 

 

س :كيف لمعت أولى ومضات الوعي السياسي لديك سيد الشعبي؟

 

 

ولدت بحي تراب الصيني سنة 1935 ، كانت حياتي تدور حول عملي بمعامل التصبير ولعب كرة القدم مع الرفاق من سني في أزقة الحي. إلى أن جاءت أحداث السنغال سنة 1948 وأيضا خطاب طنجة التاريخي ، حيث حاول المستعمر بكل الطرق منع المغفور له محمد لخامس من الذهاب إلى طنجة. فلم يكن للشارع المغربي –بشيبه وشبابه - آنذاك من نقاش سوى هذا الموضوع ، إذ نما نوع من الوعي السياسي لدى المغاربة جميعا ،وكنت من بينهم. ففكرنا أنا ومجموعة من أصدقائي انه من غير المعقول أن لا يكون لنا رأي بل ودور في كل ما تعرفه بلادنا . لذا قررنا الالتحاق بحزب الاستقلال . كنت اصغر الملتحقين وكان المرحوم عبد السلام بنهيمة – صاحب مدرسة النهضة - مسؤولا عن الحزب باسفي.

س: كيف تحولت من شاب جديد ينضم إلى حزب الاستقلال إلى مقاوم فعلي ضد المستعمر؟

بدا عدد من الشباب يعبرون تلقائيا عن احتجاجهم وسخطهم على السياسة الاستعمارية بمختلف الطرق كحرق الأخشاب وقطع أسلاك الكهرباء  ومن بينهم مجموعة تراب الصيني التي انتمي إليها. وجاء إضراب البحارة سنة1952 ليؤجج الأحداث . حيث تم تقديم مجموعة منهم إلى المحاكمة بدار الباشا بالمدينة القديمة والتي كانت محكمة في ذلك العهد ، وكان يترأس الجلسات الباشا الحاج الختار وهو ابن الصدر الأعظم الجزائري.

أتذكر جيدا موقف اليهود الذين كانت مساكنهم بالقرب من المحكمة. يشتمون البحارة المحاكمين ويسكبون عليهم عند مرورهم القاذورات و الماء الساخن والبول.

المهم ، هذه الأحداث جعلت المستعمر يزيد من الاحتياطيات الأمنية وبدا  الحديث  يتسرب عن مجموعة تراب الصيني.فنصحتني الوالدة رحمها الله بترك المدينة لفترة ، فعلا غادرت إلى البيضاء وعدت بعد 8 اشر.

جرى العرف داخل حزب الاستقلال في ذلك الوقت على جمع التبرعات من الأعضاء كل حسب قدرته. وقد اقترحت خلال احد لاجتماعات أن تستخدم تلك التبرعات في شراء أسلحة لمقاومة المستعمر ، إذ بدا لي جليا في ذلك الوقت أن الفرنسيين لن  يتركوا بلادنا إلا بالقوة. بدا الاستغراب على وجوه الحاضرين نظرا لصغر سني وجرأة طرحي في ذلك الوقت.لكنني الحيت على السيد بنهيمة أن يبلغ اقتراحي إلى المسؤولين داخل الحزب فوعدني بذلك.

في اليوم الموالي اتصل بي علال الواصلي وسألته هل بلغه اقتراحي ، فقال نعم ،وأخذني إلى ورشة ميكانيكي دراجات كان يسمى سلام بريشة الذي اصطحبني إلى منزله بتراب الصيني . وجدنا مجموعة من الأطفال و الشباب من سني يرددون الأناشيد ، بقيت معهم طيلة تلك الصبيحة وفارقتهم وأنا أتساءل وكلي دهشة هل سنحرر بلادنا بالأناشيد؟   !   وكانت تلك نقطة تحول بالنسبة لي حيث فقدت الأمل في حزب الاستقلال الذي لم يقرر اللجوء إلى النضال المسلح إلا بعد نفي محمد الخامس.

على اثر ذلك اتفقت ومجموعة من الشباب الثائر مثلي على النضال ضد المستعمر بطرق فعلية. حيث اجتمعنا في محل إدريس التمري أنا وعبد الله ولد القايد وعبد الهادي لمياغري وبن الطالب حسن وولد العوادية وقد غاب عن ذهني للأسف اسم الشخص السابع.وقررنا بدا أول عملية بقطع السكة الحديدية. اشترينا فعلا الأدوات اللازمة ،وانتقلنا إلى عين المكان ، إلا أن دورية من الشرطة باغتتنا في آخر لحظة ففشلت العملية.

تطوعت بعد ذلك للقيام بمفردي بأول مبادرة، حيث قمت فعلا بإحراق سيارة احد الفرنسيين، وكان ذلك بمثابة الشرارة التي فجرت مجموعة من الأحداث بعدها، خصوصا بعد أن تداولتها الصحف .

لم نكن نتوفر من السلاح إلا على مسدس صغير من حجم   6,35   قررت استخدامه لتصفية احد المستعمرين ،.حددت هدفي بالفعل وكان فرنسيا ذا منصب مهم له هيئة ضخمة، تنم مشيته وتصرفاته عن غطرسة وغرور. علمت انه يتردد على حانة" شي ميمي" فاعترضت طريقه في احد الأيام وصوبت السلاح تجاهه . ضغطت على الزناد لكن الرصاصة سقطت أرضا بدل أن تتجه نحو جسمه، نفس الشيء وقع مع الرصاصة الثانية والثالثة. انتبه الفرنسي من دهشته وصوب نحوي سلاحه. لست أدرى حينها ما الذي وقع بالضبط ، فبدل أن أصاب بالهلع واهرب ، انتابتني نوبة من الضحك الهستيري وأنا اجمع الرصاصات الثلاث من فوق الأرض . نظر إلى ذالك الشخص باستغراب كبير ، ثم أعاد مسدسه إلى جيبه ومضى. أحسست انه كتب لي عمر جديد.

حادثة أخرى نجوت منها بتصريف الاهي ، حيث كان المسمى "الخليفة إدريس" يصرخ في وجه تجار الحبوب قرب مسجد الحاج التهامي ويقبل سلعهم ، وأنا أمر من هناك صدفة حاملا سلاحي تحت الثياب . بقيت انظر إليه بامتعاض فتوجه صوبي وسألني : ماذا تفعل هنا ؟ لم اعرف بماذا أجيب وكنت مستعدا لاستعمال السلاح في أية لحظة ، إلى إن سمعت صوت امرأة تنادي ، " سيدي محمد ، أين أنت يا سيدي محمد ؟" أجبتها بسرعة : "هانا اماما " ودخت في اتجاه منزلها. هذه المرة أيضا نجوت من الموت.وقد احتفظت ذاكرتي دائما بهذين الحادثين الغريبين.

بعد توالي مبادراتنا  النضالية ضد المستعمر، بدا البحث من جديد عن مجموعتنا، فارتأيت السفر مرة ثانية خارج المدينة وتوجهت إلى سيدي حرازم والدار البيضاء. ولم اعد إلا بعد الاستقلال.

س: كيف جرت الأمور بعد الاستقلال ؟

جاء الاستقلال الذي طالما انتظرناه وحلمنا به ، لكن ما حدث مخالف تماما لكل أحلامنا وتوقعاتنا.

 بيعت بطائق حزب الاستقلال بملايين السنتيمات لمن لا يستحق ، بل ولبعض الخونة.  وسهل بعضهم عددا من المستعمرين في تهريب أموالهم إلى الخارج، وحماية بعض الخونة ،كل ذلك بمقابل مادي كبير. كما استغل الصراع الذي نشا بين حزب الاستقلال و حزب الشورى والاستقلال للنهب و السرقة . فكانت النتيجة اغتناء مجموعة من الأشخاص الذين لم يكونوا يملكون من متاع الدنيا شيئا. أما اغلب المقاومين الشرفاء الذين ناضلوا وكافحوا فعليا من اجل الوطن ، فإما بقوا في الظل ، أو منحت لهم بعض "الكريمات" ، أو استدعوا للعمل في أسلاك الشرطة في مراتب دنيا.

كنت من بين الذين تم استدعاؤهم للعمل بالأمن الوطني ، لكنني رفضت متحججا بوالدتي المسنة التي ليس لها احد يرعاها سواي. فأعادوا العرض من جديد وهذه المرة اقترحوا علي أن اشغل منصب ضابط، لكنني اصريت عل موقفي. فيما وافق عديد من رفاقي لجهلهم المصير الحقيقي الذي ينتظرهم.

لم يمر رفضي هذا دون حساب ، فقد تم استقدامي إلى مركز الشرطة ، عدة مرات لاستنطاقي من طرف احد الكوميسيرات الشباب أبناء احد الخونة. وكانت تهمتي التستر على السلاح بقصد القيام بأعمال تخريبية مما أثار دهشتي وضحكي في نفس الوقت.ثم استنطقني بعد ذلك ضابط فرنسي – حيث أن الإدارة المغربية آنذاك كانت في فترة انتقالية وتعاني خصاصا في الأطر –وقد كانت معاملته لي أحسن من معاملة الضابط المغربي.  قال لي وهو يستقبلني  عبارة لم ولن أنساها طيلة حياتي، قال :" أنا احترم الوطنيين أمثالك , ولكن صدقني ، سيأتي يوم يعتقلكم فيه ، ويحاكمكم ويعذبكم أبناء الخونة." فأجبته :" إن قدرنا أن نكون شمعة تحترق لخدمة هذا الوطن".

صرت مراقبا طيلة الوقت ، وأتساءل في داخلي اهذا هو الاستقلال الذي طالما انتظرته وحلمت به ؟ صحيح انه عرضت علي كريمة كباقي الإخوان ، لكنني اعتبرتها بمثابة الرشوة فرفضتها . كما عرضت علي كريمة ثانية سنوات بعد ذلك، لكن أفقير منحها أثناء اعتقالي إلى شخص آخر ، ومازالت تنتفع منها إحدى السيدات كطاكسي كبير بسبت جزولة.

التحقت للعمل بالبلدية سنة 1961 ، وقمت رفقة مجموعة من العمال بتأسيس نقابة مهنية تابعة للاتحاد المغربي للشغل وكنت كاتبها المحلي.وقد تمكنا فعلا من تحقيق مجموعة من المطالب .إلى أن جاء إضراب موظفي السفارات المغربية الذي تضامنا معه وتوقفنا عن العمل  حتى امتلأت المدينة بالازبال. تم بعدها توقيفي توقيفا تعسفيا.

كنت أعاني من مرض على مستوى الجهاز التنفسي ، فنصحني الطبيب بالسكن خارج المدينة. لذا انتقلت إلى منطقة سيدي بوزيد وأقمت بها ثم بعت دراجة نارية كانت كل ما املك واشتريت بثمنها  قطعة ارض وبعض البهائم ومحراثا وأخذت اشتغل بالفلاحة. كان المغرب تلك السنة يعاني من الجفاف ، لكن الله بارك لي في عملي وجنيت محصولا كبيرا من القمح .

س :السيد الشعبي انت من مؤسسي الاتحاد الوطني للقواة الشعبية، حدثنا عن المرحلة؟

فعلا ،كنت من بين مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وقمت رفقة مجموعة من الإخوان بتأسيس خلايا للحزب بالمدينة ،وشغلت منصب كاتبه الإقليمي مما زاد مراقبة أجهزة الأمن لي.

اذكر من بين الأسماء  في تلك المرحلة فريجي ،ايحماد  ، البوفي ، الياجزي، كما التحق بنا المرحوم الحاج محماد مرابطين الذي كان يعمل حينها عند "عبد الرحمان السيكليس ". وكان يزورنا بين الفينة و الأخرى بعض قياديي الحزب على المستوى الوطني كمحمد بن سعيد ايت ايدر الذي كان قياديا بجيش التحرير كذلك.

سنة 1963 اتخذ حزب الاتحاد الوطني للقواة الشعبية موقفا معارضا من الدستور الممنوح ، وهي نفس السنة التي قال فيها علال الفاسي قولته الشهيرة أثناء خطاب له بمدينة اسفي "اليوم تبيض وجوه وتسود وجوه" . وقد تلا ذلك عدة أحداث على رأسها الصراع بين "جبهة الدفاع عن المؤسسات "FDIK   و "حزب الاستقلال . فعند سقوط الحكومة الاستقلالية ، أطلقت جبهة الدفاع اليد للشعب للانتقام من حزب الاستقلال وصار أعضاؤه وعائلاتهم يعاملون كالخونة. على خلفية هذه الأحداث كلها تم اعتقالي سنة 1954 حيث قضيت مدة سنة و 4 اشهر.

 

س س:ما هي حقيقة علاقتك بخلية شيخ العرب ؟

 شيخ العرب السوسي الأصل كان رجلا بمعنى الكلمة ،ووطنيا كبيرا حارب ضد الفساد وقد كان من الممكن أن يقدم للمغرب الكثير. إلا انه كان بينه وبين اوفقير ثار شخصي . حيث أن هذا الأخير أثناء حملته لتصفية حساباته مع مجموعة من الوطنيين ،من بينهم عدد كبير من آهل سوس ، قام باغتيال والد شيخ العرب. فتوجه الابن المكلوم إلى الجزائر وبدا بتكوين خلية مع عدد من المقاومين هدفها تصفية مجوعة من الخونة أثناء الاستعمار الذين احتلوا مراكز عليا خلال الاستقلال ربداوا بتصفية حساباته مع المقاومين ، على راس اللائحة الجنرال اوفقير. 

أما عن علاقتي به ، فهي أنني قضيت فترة بالجزائر للتدرب على حمل السلاح بقصد التوجه للنضال  بفلسطين بعد ذلك.فتعرفت على مجموعة من الإخوة الذين زكوني لدى شيخ العرب كشخص صالح للالتحاق به وتمثيل الخلية باسفي. لكنني لم التق به شخصيا إلا مرة واحدة عندما قام بزيارتي بالبيضاء وطلب مني الالتحاق به. أبديت موافقتي المبدئية. لكن الظروف حالت دون لقائنا مرة ثانية .

س : ما هي أهم ذكرياتك عن فترة الاعتقال ؟

كان اوفقير سنة 1963 يدبر مؤامرة لاعتقال مجموعة من الوطنيين داخل حزب الاتحاد الوطني للقواة الشعبية و المعروفين بجناح الفقيه البصري ، وذلك بضبط السلاح في منازلهم .وكان البخاري عميل المخابرات يزودهم بالسلاح.وللإشارة المرحوم الحاج محماد هو من جاء به إلى الحزب وقد كنت رافضا تماما للفكرة لأنني كنت اشك فيه ولم اطمئن له يوما. ولكني وافقت أمام إصراره وقلت له تحمل مسؤوليتك في ذلك.

المهم ، جاء ذات يوم عند الحاج محماد وطلب منه أن يأتي لأخذ السلاح المخبأ في مخزنه ، لكن مرابطين أحس بشيء غريب في الموضوع ورفض استلام السلاح ،رغم ذلك تم اعتقاله.عند عودتي إلى اسفي لاحظت اختفاءه وأرسلت والدتي لتسال زوجته عن مكانه ، فقابلتها هذه الأخيرة بطريقة فهمت منها انه تم اعتقاله وأنها لا تريد الإفصاح.عدت إلى الدار البيضاء حيث التقيت البخاري صدفة في احد الشوارع ،سألته عن الحاج محماد فانكر علمه بأي معلومة حوله ، وطرح علي أن أعود لاستلام السلاح الذي لديه ، تأكدت حينما من شكوكي حوله. لذا حاولت أن أطلق عليه النار عندما التقية باسفي بحي هرايات البيض وكنت أظن هذا اللقاء أيضا صدفة ، إلا أن مجموعة من رجال الشرطة باغتوني وقاموا بحصاري فأطلقت النار في الهواء و لم اصب إلا حذاء احدهم.

ساقوني إلى إحدى الفيلات ، وهي ما تزال موجودة إلى اليوم حيث قضيت 15 يوما، ثم بعدها إلى البيضاء حيث بدؤوا باستنطاقي . اعترفت بان المسدس هو لي ، أما باقي السلاح الموجود بالمخزن فهو للبخاري.أخذوني بعدها إلى درب مولاي الشريف حيث التقيت الحاج محماد ، ثم نقلونا معا إلى مراكش الذي التقيت فيه الكوميسير الشاب ذاته الذي كان يستنطقني باسفي.

هناك أذاقونا الأمرين، فقد كنا نأكل الخبز "الغامل" وتتناوب علينا فرقتين متخصصتين في كل فنون التعذيب. كلهم من الخونة أثناء فترة الاستعمار، إذ استطعت التعرف على شخصين من البيضاء وواحد من اسفي احدهم قتل جيش التحرير أباه الخائن.مرت 10 أيام من التعذيب المتواصل بين فلقة وتعذيب بالكهرباء وبالماء وبهما معا حتى أنني لم اعد اشعر بجسدي ، فحين أرادوا تقديمنا أمام وكيل الملك سمحوا لنا بالاستحمام و الحلاقة ،كان الماء الساخن درجة الاحتراق أحسه على جسمي باردا . بل الأغرب أنني اكتشفت أثناء الحلاقة أن شعر راسي ابيض بعدما كان اسودا.المهم اصطحبونا عند الوكيل مرفوقين ب"محضر" وقضيت بعدها في الاعتقال سنة وأربعة اشهر لأخرج سنة 1969.

عدت إلى مزاولة نشاطي السياسي ،  إلى أن تم اعتقالي مرة ثانية ضمن ما يسمى بمجموعة بونعيلات ، حيث حوكم 300 شخص محاكمات صورية كان نصيبي منها 10 سنوات من الاعتقال، قضيت منها ستة أعوام وخرجت سنة1975.  وعدت لمزاولة نشاطي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث لا أزال إلى اليوم.

س: حياة مليئة بالمخاطر و التحديات ،ماذا ربحت من كل هذا ؟

لم اربح سوى التعذيب ، أما ماديا فقد نزعت مني الكريمة الثانية ومنحها اوفقير لإحدى السيدات بعد اعتقالي، حتى دراجتي النارية بعتها . أما هيئة الإنصاف و المصالحة فلم تمنحنا الوقت الكافي بل لم تسمح لي حتى بالتدخل. وقد صرفت لي مبلغا للتعويض قدره 28 مليون سنتيم فيما صرفت أكثر من ذلك بكثير لأشخاص لم يعانوا ربع ما عانيته. وقد كنت سأرفض ذلك التعويض لولا انه جاء في وقت وجدني مثقلا بالديون ، فوزعته على الدائنين.

س :هل تعرف مناضلين لم ياخذوا حقهم ؟

إبراهيم الحلاوي، وهو من الخميسات ،كان محكوما عليه بالإعدام.

س: لماذا اخترت هذا النوع من الحياة؟

انه واجب وطني وغيرة على البلاد . كنا نعمل على محاربة الظلم سواء خلال فترة  الاستعمار أو بعد الاستقلال.

س:بعد كل هذه السنوات ، هل أحسست بأنك كنت على صواب ؟

أحسست أنني كنت على صواب يوم أعلن المغفور له الحسن الثاني أن المغرب سيصاب بالسكتة القلبية.

س:ما رأيك في المغرب اليوم على مستوى الحريات ؟

المغرب اليوم يتمتع بقدر اكبر من الحريات ، لكنها حريات تحتاج إلى جرعات من الأكسجين.

                                              

                                       حاورته:جريدة ابراج

Partager cet article
Repost0
3 novembre 2009 2 03 /11 /novembre /2009 21:11

La forteresse d'Ayir dans " safi et ses régions " de son auteur Med  Ben Ahmed ELKANOUNI Laabdi


         L’ouvrage "Safi  et ses régions" intitulé en arabe  {ASFI WA MA ILAYH KADIMAN WA HADITAN} de l’historien safiot  Med Ben Ahmed ELKANOUNI LAABDI consacre à Ayir  notamment son histoire et son état lors de la présence portugaise quelques lignes qui présentent  la région et sa situation  de jadis.  L’auteur de "Safi  et ses régions" est originaire de la tribu WLED ZID qui avoisine  la région côtière d’Ayir,  laquelle tribu est fameuse pour son hostilité vis-à-vis du despotisme du Caid de la région d’Abda Aissa Ben Omar. Les crispations au niveau des relations entre le Caid et la tribu WLED ZID trouvent  ses manifestations entre autres  dans  les chants (l’appel) de  Hada ELGHIYATYA dite Kharboucha, fière d’être née à  WLED ZID comme en témoigne ses chants. Par le biais de ceux-ci Kharboucha protestait contre l’autorité abusive du Caïd ce qui lui a valu en fin de compte sa vie.

L’auteur de l’ouvrage  s’est intéressé de surcroît à la littérature et à la vulgarisation religieuse  faite pendant son séjour à Safi au mausolée  de Med Abou Salah.

Les portugais et Safi 

Au IX siècle de l’ère musulmane et   à l’ébauche de l’état des Wattassides la situation du Maroc  connaissait une détérioration qui a touché foncièrement tous les secteurs de la vie, ce qui a permis aux Portugais de coloniser et exploiter la plupart de ses côtes vu les ressources qui s’y trouvaient et la proximité de la mer. Safi, en outre, subissait le même sort que les autres villes  du royaume à tel point que la ville de la sardine connaissait ce qu’appelle Med Ben Ahmed ELKANOUNI LAABDI le trépas  moral. Les partis n’ont pas pu mener à bien le bateau de la politique de Safi ; chose qui trouvait ses expressions dans les relations conflictuelles reliant les partis qui constituaient  la scène politique de l’époque. Par conséquent, Safi  tombait dans le piège de la colonisation portugaise après de longues et dures guerres   à partir de 910 de l’ère musulmane. Des monuments tels que le château de mer, la cathédrale, la forteresse d’Ayir sont des témoins de cette période chaude de l’histoire de Safi. L’arrivée des Saadiens au pouvoir mettait fin à la présence portugaise à Safi et ses régions. En effet, après des guerres ardues (947 et/ou 948   de l’ère musulmane), le scénario de la colonisation portugaise n’était  que de mauvaises réminiscences. Les Saadiens ont également pu donner à la forteresse d’Ayir sa lettre d’affranchissement  grâce à l’intervention décisive du Chérif  Abou Med Abdellah Saâdi en 1517 de l’ère chrétienne. La forteresse d’Eloualidia était, à son tour, restaurée après le déclin des portugais  par Eloualid Abou Zaidan Saâdi (le nom à partir duquel l’appellation Eloualidia tire son identité).

La région  d’Ayir.

La commune d’Ayir est sise au nord de la ville de Safi, elle est délimitée par les communes de  Badouza (du nord), et d’Eloualidia (du sud). Ayir s’étend sur une superficie de 321 km2, quant aux habitants de la région, ils font dans l’ensemble 24,176 habitants (recensement 2004). La plupart des travaux exercés à l’enceinte  d’Ayir sont l’agriculture et l’élevage des bétails.

La forteresse d’Ayir.

Comme elle est présentée dans l’ouvrage historique déjà cité, la forteresse d’Ayir est une garde maritime islamique qui se situe au nord de la ville de Safi. Voisine de la mer atlantique, la  forteresse contient deux portes ; la première  donne sur la mer et la deuxième s’ouvre sur le sens inverse. Les deux portes se distinguent par la présence de deux  grands tours à leurs dessus. La seconde porte donne aussi sur une mosquée antique qui garantit sa pérennité grâce à ses  douze piliers. Sur la porte de la mosquée on a écrit  l’expression suivante : "cette porte a été ouverte depuis 1200 de l’ère musulmane". La mosquée se compose également d’une école constituée de plusieurs chambres chose qui attestent la valeur donnée à la religion,  la science et au coran par les habitants d’Ayir à cette période.

Med Ben Ahmed ELKANOUNI LAABDI ajoute que la date de l’édification de cette forteresse est inconnue, nonobstant il est communément admis qu’elle était présente pendant le IIX siècle de l’ère musulmane. On l’appelait à l’époque "Cap d’Ayir", la forteresse d’Ayir n’a pas raté d’assujettir au colonialisme portugais, néanmoins les troupes d’intervention menées par le  Chérif Abou Med Abdellah Saâdi en 1517 de l’ère chrétienne ont obligé les portugais de  partir. L’incident de l’explosion d’un baril d’amorce  a plaidé en faveur d’Abou Med Abdellah Saâdi ce qui a causé la destruction de quelques murs et facilité la tâche aux intervenants.

La forteresse d’Ayir est habitée par des hommes venant de Sanhaja connus par le respect qu’on leur a accordé les rois de l’Islam pour leur surveillance de la mer. De nos jours la  forteresse d’Ayir a besoin d’une restauration immédiate qui peut et  assurer sa pérennité et sauvegarder la mémoire collective des Ayiriens.

 

RAJA   KADER
____________

-         Med Ben Ahmed ELKANOUNI LAABDI, 2005, Asfi wa ma ilayh kadiman wa haditan, " Safi et ses régions", Rabat, Rabat Net Maroc.

-         Alal RAKOUK, 2005, Musique de Safi,   exemples et  manifestations, " Moussika asfi, namadij wa tahlilat" Rabat, Rabat Net Maroc.

-         Brahim KREDYA, 2003,  Issa Ben Omar et la révolution de Wled Zid, évenement de Rafssa. " âissa ben omar wa tawrat wlad zid wa wakiât rafssa".  Safi, IMBH.

P.S : les trois ouvrages sont écrits en arabe.

 

Partager cet article
Repost0
12 avril 2008 6 12 /04 /avril /2008 18:18

 

إقليم اسفي منارة من منارات التاريخ المغربي. له ذاكرة

تاريخية حافلة  امتدت منذ غابر العصور.وإذا كانت الكتابات قصرت في إيفائه حقه ، فان أبناءه مصرون على النبش في ماضيه المجيد كدليل عن حبهم وعرفانهم. وبينهم الأستاذ "مصطفى حمزة" الذي قدم مؤلفه {مدرسة الأمراء بالشماعية –معلمة عمرانية وحضارية ببادية اسفي }بالعبارات التالية :

       كنت كلما مررت بالقرب من مدرسة الأمراء،وغيرها من المعالم العمرانية والحضارية التي تؤثث فضاءات مدينة الشماعية (القصبة الاسماعلية سابقا )، وعاينت ما تعانيه من إهمال ،وتهميش،إلا واسترجعت المقولة التالية:''إن إهمال الآثار معناه فقدان جزئي لذاكرة الأمة ،والأمة التي تنسى ماضيها ترتبك في حاضرها ومستقبلها"

        وحتى لا أكون ضمن المتواطئين في هذا الإهمال والتهميش ، أخذت على عاتقي  معاناة البحث والتنقيب في المآثر العمرانية والحضارية لمدينة الشماعة ، لما لعبته هذه المآثر (القصبة الاسماعلية – مدرسة الأمراء ...)من ادوار رئيسية في تاريخ المنطقة بصفة خاصة، وتاريخ المغرب بصفة عامة . وذلك بهدف أن ابرز أهمية هذه المآثر للأجيال المتعاقبة  لكي تعتني بها و بالإبقاء على مظاهرها وتطويرها وتشجيع البحث فيها.

            ورغم الصعوبات التي واجهتني أُثناء البحث ،بفعل ندرة المصادر،وقلة المراجع ،فقد تمكنت بدعم من أبناء الشماعية ، من إنجاز المهمة التي عاهدت نفسي على القيام بها.

           وقد أثمرت الجهود التي بذلتها عن تأليف مجموعة من البحوث ،تخص كل القصبة الاسماعلية ،ودار السرسار،ودار القائد محبوب،ودار الخليفة بن عطي،ومدرسة الأمراء .

           وقد آثرت أن يكون أول إصدار عن "مدرسة الأمراء " وذلك للاعتبارات التالية:

1-  لكونها شكلت عبر مسارها التاريخي ،أحد أهم المراكز التربوية والتكوينية ،بالنسبة للأمراء العلويين ، ومرافيقهم من أبناء النخبة ،وهو ما يشكل في نظري القيمة المادية والمعنوية التي لمدينة الشماعية عند سلاطين المغرب.

2-  القيمة الفكرية والمعرفية ،التي كانت للأساتذة والشيوخ الذين درسوا بها.

3-  قيمتها العمرانية والمعرفية ،التي تشهد عليها أشكال هندسة أسوارها والمرافق المكونة لها.

4-  لكونها عاصرت الإصلاحات التعليمية التي حدثت في عهد السلطانين محمد بن عبد الله ،ومولاي إسماعيل.

5-  وأخيرا ، لكون الحديث عنها ،كثيرا ما يحيل على تاريخ مدينة الشماعية ، ومنطقة احمر.

 

 

                                                 
                                                    
المصطفى حمزة
                                         الشماعية في: 05/03/2007


نشر للباحث عدة مساهمات بجرائد وكتب محلية ووطنية نورد بعض عناوينها
:


 

* ورقات من تاريخ احمر.

*الشماعية ذاكرة منطقة احمر

*بحيرة زيما بين الأسطورة والواقع.

* نساء حفل بهن التاريخ.

*اليوسفية هبة نجد الكنتور.

* رباط شاطر معلمة روحية بإقليم اسفي.

* جبل ايغود مهد الإنسان القديم

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0
5 mars 2008 3 05 /03 /mars /2008 20:31

مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات كان يشبه عيدا، ثم تحول إلى يوم عادي جدا لا أحد يهتم به. في مثل هذا اليوم كان المغرب ينقلب عن بكرة أبيه، وتتحول المدن المغربية إلى كتل من الأضواء والألوان والأعلام التي ترفرف في كل مكان واللافتات التي تمجد تقدم وازدهار المغرب وآيات التبريك والتهاني وقصائد المديح وأناشيد لا أول لها ولا آخر، حتى اعتقد الناس أن 3 مارس يوم مقدس نزل من السماء.
       استمر هذا الواقع قرابة أربعين عاما، هي مدة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، وعندما غادر هذا الرجل الحياة كما تغادرها كل المخلوقات الفانية، صار يوم 3 مارس يوما كباقي أيام الله، لا هو عيد للعرش ولا هو عيد الولاء ولا هو يوم للذكرى.
       في ذلك الماضي الذي يبدو بعيدا، كان يوم 3 مارس غولا حقيقيا لرجال السلطة والمسؤولين الذين كان عليهم أن يظهروا حنّة أيديهم خلال هذا اليوم، وإلا فإن العاقبة لن تكون خيرا. كانوا يحوّلون كل قطعة من مدنهم وقراهم إلى كتلة من الفرح، الفرح الاصطناعي طبعا. كان المقدمون يطوفون على المنازل والمتاجر ويطلبون من أصحابها رفع الأعلام، وكانوا أحيانا يجمعون الإتاوات من المواطنين البسطاء حتى يصرفوا على الاحتفالات الباذخة بهذا اليوم الذي أصبح المغاربة يربطونه بعيد العرش كما يرتبط كوكب الأرض بالمجموعة الشمسية، أحيانا كانوا يبيعون أوراق اليانصيب التي فات أجل مسابقتها، وأحيانا يبيعون اليوميات، وأحيانا يفرضون ذعائر بلا موجب، المهم هو أن تتوفر المدينة أو القرية أو الحي على ما يكفي من المال لكي يكون الاحتفال بعيد العرش محمّرا للوجه.
كان 3 مارس يوما لا يرتاح فيه لا قائد ولا مقدم ولا شيخ ولا عامل ولا وزير. كان يوما للعمل بامتياز. وفي المساء كان المذيع الشهير مصطفى العلوي يتكفل بتحويل كل ذلك إلى عالم من الرومانسية التلفزيونية وهو يشنف أسماع المغاربة بجلال الذكرى وأهمية هذا اليوم التاريخي وحلل التقدم والازدهار التي يرفل فيها المغرب، حتى يعتقد الناس أن البلاد قفزت إلى المرتبة الثالثة عالميا في ظرف 24 ساعة.
         في تلك الأيام كان المسؤولون يبالغون بكثير من الإصرار في تبذير قوت شعب في احتفالات لا أحد يعرف ما الذي تضيفه إلى هذا البلد المسكين. وحتى عندما يأتي صحافيون أجانب ويستغربون لماذا يتم إنفاق كل هذا المال في يوم 3 مارس، فإن الجميع يجيبونهم: «ما شي شغلكم.. هادا شغل المغاربة». لكن الحقيقة أن ذلك لم يكن شغل المغاربة كلهم. ويتذكر المغاربة أنه في أحد الأيام، وبينما كان الملك الراحل في ندوة صحافية، نهض صحافي من مجلة عربية كانت تسمى «التضامن»، وسأل الملك بلسان ما فيه عظم «كم صرفتم يا صاحب الجلالة على احتفالات عيد العرش لهذا العام»، ففاجأه الملك بطريقة لم يكن يتوقعها أحد قائلا بأن مجلة «التضامن» ليست هي التي تصرف على هذه الاحتفالات، وأن الأسواق في المغرب عامرة بالخضر والفواكه، ثم وجد الصحافي نفسه مجبرا كي يبحث عن أقرب طريق نحو المطار.
        كان الأجانب يستغربون كثيرا كيف يصرف بلد فقير أموالا ضخمة من أجل هذه الاحتفالات، وكانوا يستغربون كيف أن مناطق لا توجد فيها مدارس ولا مستشفيات ولا مطارح نفايات ولا مجاري الواد الحار تنفق ميزانيتها وميزانية غيرها في الاحتفالات ثم يعود الجميع لكي ينام على "الدّصّ" المسؤولون في المدن والقرى كانوا يتنافسون في التبذير وتقديس يوم هو كغيره من أيام الله. والحقيقة أن المسؤولين المغاربة كانوا يفعلون أكثر من ذلك. فعندما كان يمر الملك الراحل على متن قطاره الخاص، كانوا يصطفون بجلابيبهم البيضاء ويسجدون للقطار عدة مرات. كان هذا المشهد كافيا لكي يجعل الكثيرين يسخرون من «عبدة القطار» الذين كانوا يعطون صورة كاريكاتورية عن المغرب وأهله، وهو ما جعل هذه البلاد محط تندّر الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية. 
       السؤال الآن هو كم من المغاربة يتذكرون أن اليوم هو عيد العرش سابقا. لقد أصبح هذا اليوم شبيها بأذان المغرب في فاتح شوال. مات الحسن الثاني كما يموت كل البشر، وتحولت ذكرى اعتلائه العرش إلى ذكرى منسية، وبقي الشعب المغربي حيا يقاوم من أجل أيام أفضل.

  

                                   ايمـــــــــــــــــــان

 

Partager cet article
Repost0
26 novembre 2007 1 26 /11 /novembre /2007 22:52

القائد الذي عزله "رضى أكديرة "بعدما رفض تزوير الانتخابات

السيد صلاح الوديع - 4.9 كيلوبايت 

                             "صلاح الوديع"

ابن الفقيــــد



      {إن المغرب فقد فيه وطنيا صادقا ومثقفا ملتزما ورجلا مقداما لا يخشى في الله لومة لائم متشبثا بثوابت أمته غيورا على سمعة وطنه وحرمته}. بهده الكلمات الرقيقة نعى العاهل المغربي محمد السادس المناضل الفذ والكاتب والشاعر "محمد الوديع الاسفي" حين وافته المنية يوم الفاتح من ماي 2004 في يوم عيد العمال، وهو الذي ظل مرتبطا بالطبقة الكادحة وناضل من اجلها عبر أروقة ومؤتمرات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالنقابة الوطنية للتعليم التي ساهم في تأسيسها بعد أن عزله "رضى اكديرة " من منصب القائد الممتاز سنة .1962

ولد "محمد بلعربي" أو "محمد الشرقي" الملقب "بالوديع الاسفي" في احد أيام سنة 1923 بمدينة اسفي، أخد أولى مبادئ العلم والتربية على يد مجموعة من العلماء والفقهاء أمثال "احمد بن محمد العبدي الكانوني" صاحب الكتاب المشهور "اسفي وما إليه" والفقيه "إدريس بناصر". وبعدها رحل إلى مراكش ودرس على يد العلامة "محمد المختار السوسي" والذي يقول عنه في كتابه ذكريات؛{كان ياخد عنه من الاسفيين أربعة "احمد عيلان" و"محمد بن العربي" و"ابن سترة"و"محمد فتحا" وكلهم من انبتقت النجابة في افاقهم على قلة مكثهم عندنا ...فأما "ابن العربي" فانه لازمنا حتى فرقت عوادي الدهر بيننا ،وكان نشطا ذا مبدأ وقد كان برقت منه بارقة نجابة فعهدي به كان في وقت الدراسة كثير الأسئلة،فيقبل ويرد. وكان مولعا فخورا بتحصيله على مبدئه الشريف وأما أعظم فرحتي يوم حصلت في منفاي برسالة منه من كتاب "أعلام اسفي"} .

وبعد مروره بمراكش انتقل لفاس ليتم تعليمه بجامعة القرويين ونال منها الشهادة الثانوية سنة 1943. وصادف أن كانت الساحة تغلي وكانت مظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي الذي كانت يجثم على رقاب المغاربة، واعتقل سنة 1944 بعد أن شارك في إحداها بعد تقديم وثيقة الاستقلال، وحوكم بسنتين وحرم من مواصلة تعليمه .وبعد خروجه عمل كأستاذ بمدرسة النهضة بمكناس، لكن عمله الوطني ونضاله ضد الظلم والحيف الذي كان يمارس على الشعب المغربي جعل الاستعمار الفرنسي يعفيه من مهمة التدريس .وتوالت محنته مع الاعتقالات خاصة بعد المظاهرات التي نظمها الشعب المغربي بعد اغتيال المناضل النقابي التونسي فرحات حشاد سنة 1951، ونفي إلى مدينة سلا بقرار جائر من لدن إدارة الشؤون الداخلية التابعة للإقامة العامة، واعتقل بعد ذالك في أعقاب أحداث غشت 1953 بعد نفي محمد الخامس.

وبعد حصول المغرب على الاستقلال عين في منصب قائد بمنطقة الخميسات قبل أن ينتقل إلى سيدي بنور كقائد ممتاز. إلا أن وقوفه ضد مظاهر الاستبداد الجديدة ومناصرته للفقراء والمستضعفين ،وانتماءه للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، آنذاك وسهره على مرور الانتخابات في جو تطبعه النزاهة والشفافية، ورفضه الدخول في مسلسل التزوير الذي كان حديثا كان وراء إعفاءه من طرف وزير الداخلية آنذاك "رضى اكديرة" سنة 1963.

وظلت لعنة الاعتقالات التعسفية تلاحقه .حيت تم اعتقاله في مارس 1973 وتم نقله إلى مسقط رأسه، ثم أعيد إلى مطار آنفا ،ولم يطلق سراحه إلا في يناير 1974 حيث واصل رسالته المرتبطة بالدفاع عن الطبقات المستضعفة عبر بوابة الاتحاد الاشتراكي والنقابة الوطنية للتعليم.

ولم يكن "الوديع الاسفي" مناضلا فقط ، بل شاعرا وكاتبا وصحفيا . حيث بدا النشر سنة 1942 بمجلة "الثقافة المغربية"التي كانت تصدر من الرباط بمقالة حول شاعر العاطفة "أبو القاسم الشابي"، ونشر بمجلة الأدب وبالصحف المغربية: "كالعلم" و"التحرير" و"المحرر" و"البلاغ" و"الاتحاد الاشتراكي" فيما بعد...

وكان" الوديع الاسفي" مناضلا قوميا، حيث اصدر مجلة "فلسطين"  وظل يرأس تحريرها من 1968 إلى 1971 إلى جانب المرحومين "عمر بن جلون" و"مصطفى القرشاوي"، حيث صدر منها 134 عددا وكانت منبرا للأحرار والمدافعين عن الفكر الحر ضد الاستبداد والطغيان. وورث عنه أبناؤه وبناته التشبث بالقيم النبيلة وحب الوطن ،ومنهم "صلاح الوديع "صاحب رواية "العريس" وعزيز و"آسية" .وليس هدا بغريب عن أسرة مناضلة ابتدءا من الأب والأم المرحومة" ثريا السقاط" .

"صلاح الوديع" الذي طالته هو أيضا لعنة الاعتقالات رفقة أخيه عزيز يوم 6 نونبر 1974، حيث صدر فيهما حكم بالسجن مدة 22 سنة. فمعذرة إن كانت المجال لا يتسع للحديث  عن هذه التجربة .

ولمحمد الوديع قصائد شعرية أهمها قصيدة "الجرح العنيد".
                         

                                     *** احمــــد الدكالـــــي***

 

مؤلفاته

"الجرح العنيد" ديوان شعر  1979

"من معالم الطريق عبد العزيز الماسي" 1982

"منطقة ايت باعمران ملحمة البطولة" 1986

"الأرض" ديوان شعر 1983

"السلفي المناضل محمد بلعربي العلوي" 1986

"عمر بن جلون الإنسان المتفتح كما عرفته" 1992

"عبد الرحيم بوعبيد مدرسة التكوين والتوجيه" 1997

 

مخطوطاته

"يطو الزيانية مشعل الثورة الأطلسية"

"مواقف بطولية حاسمة للمناضل السرفاتي"

"الحركة الوطنية خلال النصف الأول من القرن"

   

 

Partager cet article
Repost0
5 novembre 2007 1 05 /11 /novembre /2007 01:06

قالت أمي:

 

{ كانوا ينتشرون في كل أحياء اسفي:أشبار، جنان الفسيان ، رحات الريح ...وخاصة في المدينة القديمة حيث كانت منازلهم مجاورة لمنازلنا ، لم يكن لهم ملاح خاص بهم كما هو الحال في مدن مغربية أخرى كالجديدة ، وإنما كانوا يقيمون في مختلف الأزقة.إلا أنهم تركزوا بشكل كبير في "درب الحبس"،"درب اليهود"و"درب الديوانة" .

عرف اليهود المسفيويون ببعض الحرف دون غيرها، كبيع الأثواب وبذور عباد الشمس(الزريعة) والجراد المملح. وكان لهم قاض خاص لفض النزاعات بينهم ، و"حزان" مكلف بالشؤون الدينية. وكان  أطفالهم   يدرسون في مدرسة خاصة سميت آنذاك مدرسة اليهود*1

    كانت نساؤهم خياطات بارعات ، فما أزال اذكر سعدى وزهرة وجوهرة وسمحة. اللواتي كن يخطن لنساء اكبر العائلات بالمدينة كحريم الباشا الكراوي مثلا.كما أنهن كن طباخات ماهرات وتعلمنا منهن تهيئ أشهر حلويات اسفي كالكعك و "الماصابان".

كانت منازل اليهود تعبق بالروائح المختلفة يوم الجمعة ، حيث تعد النساء أصنافا متعددة من الطعام وينظفن منازلهن ثم ينهين اليوم في حمام اليهود*2 كل ذلك استعدادا ليوم السبت الذي يعتبر عيدا دينيا لا يشعلون فيه نارا.ويذهبون يومها لأداء صلواتهم وتبادل الزيارات بينهم.

كانت بيننا علاقات طيبة ، حيث كنا نتبادل المجاملات الاجتماعية في مختلف أعيادنا وأعيادهم ، فنحن نقدم لجاراتنا اليهوديات "صينية " مشكلة من مختلف "الرغائف" والحلويات والأكلات المغربية الشهيرة .كما كانت جاراتنا لا تبخلن علينا بمختلف الوصفات "كالسخينة" و"الترفاس" و"الرقاق" . وعلى ذكر هذا الأخير ، كان لهم عيد يسمى عيد الرقاق أظنه كان يصادف موسم الحصاد.

   كنا نتبادل الزيارات وأطفالنا يلعبون مع أطفالهم .نهنئ بعضنا في المسرات ونواسي بعضنا في الأحزان ن حتى أنني لازلت أتذكر منذ الطفولة بعض العبارات التي كانت النساء تندبن بها الميت {بوه بوه ، خلى خبيزتو فالطاق ومشا لميعارة*3}.

هكذا مضت السنين إلى دخول "الميريكان" ، أتذكر انه كان يوم احد خلال أسبوع عيد الأضحى. على الساعة الثانية صباحا كان جيراننا اليهود يستقبلون الجنود الأمريكيين بالورود والحليب ونحن لا علم لنا .وحين بلغنا الخبر ، هرب اغلبنا إلى الضواحي حاملين ما تبقى من أضحية العيد و "المناجيج"*4 . وعلى صوت تبادل الرصاص بين الجنود الأمريكيين والمغاربة من "القشلة " *5 انتقلت رفقة أسرتي إلى منطقة الصعادلة على ظهر الدواب ليلا ، لم اتناول الطعام لمدة أربعة أيام من شدة الخوف .وقد كان خوفي في محله خصوصا لما بلغنا بعد ذلك من همجية أولائك القوم، فقد كانوا يقتحمون حمامات النساء ،ويغتصبون الحيوانات في الخلاء...أعوذ بالله.

بعد حملة الميريكان ، بدأنا نسمع أن جيراننا يهاجرون الواحد تلو الآخر إلى فلسطين.}

 

                      وداد الرنامي

 

الهوامش:

1/ مدرسة "الغياتي" حاليا.

2/ حمام اليهود ما يزال موجودا بسوق الغزل  

   بالمدينة القديمة.

3/ الميعارة تعني المقبرة.

4/ آلات خشبية عتيقة لنسج خيوط الصوف.

5/ حيث يوجد فندق "اتلنتيد" حاليا.

 

Partager cet article
Repost0
30 juin 2007 6 30 /06 /juin /2007 02:19

ارتسامات عن اسفي في عهد الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال

 

عندما ابتلى الله المغرب باستعمار جديد ، لم يجد الفرنسيون اسفي مدينة منحطة متردية بل مدينة بها تقاليدها الحضارية ، وسكانها على اطلاع بكثير من نماذج الحياة الأوروبية وكان منهم العديد من الفقهاء والعلماء وعناصر من البعثة الطلابية التي أوفدها السلطان مولاي الحسن الأول إلى الديار الأوروبية ، يملكون الكتب القيمة في مختلف مجالات المعرفة ، وان الزوايا والمساجد كانت لها خزاناتها .

       ولما فتح ما كان يسمى بالمدارس الفرنسية – المغربية ، كان الرعيل الأول من خريجيها المتوفرين على تعليم مزدوج ، والحافظين للقران ، يحظون بعناية السكان وتقديرهم ، إذ وضعوا فيهم كل الآمال للمساهمة في النهوض بالبلاد ، حسب ما يتطلبه العصر ، فكان منهم الميسترو ، والترجمان بالبلدية "بدار الجوج " –La maison juge – التي تعني المحكمة ، كما أن "دار الطبيب" كانت تعني المستشفى.

       كان من هذا الصنف الجديد من المتعلمين يجالسون شيوخهم ويستكملون تكوينهم على أيديهم أثناء حلقات دراسية مجانية تنظم في المساجد والزوايا والمدرسة بين صلاة العشائين، ثم يناقشونهم في  ميادين المعرفة ويستفتونهم في قضايا الدين والحياة.

       كان عدد الفقهاء والعلماء غير يسير إلى حدود الخمسينات ، لكن اغلبهم رحلوا ولم يأت من يعوضهم، وليس اليوم في المدينة من يضاهيهم معرفة وعلما في اختصاصهم.

       من جملة المكتبات الشهيرة التي كنا نعرفها، مكتبة المرحوم البخاري وكان الناس المهتمون بالمعرفة يجدون فيها نوادر المخطوطات والكتب القيمة ، ولكنها بادت وليس لها في المدينة بديل رغم ازدهار الحركة العلمية والتأليف والنشر في المغرب.

       وفي موضوع المدينة العتيقة ، يوجد ما يقال بإسهاب ، كانت أزقتها جميلة بأقواسها المتعددة والمنسجمة مع هندسة البناء ، توفر الراحة لساكنيها ، هواءها عذب في الصيف ، دافئ في الشتاء ، نظيفة صالحة مستصلحة ، تفوح من منازلها روائع الطهي الشهي ، أزقة ودروب كانت تجلب الأنظار وتثير في النفوس إحساسا بالاطمئنان ، لا يسمع فيها لغو ولا تاتيم إلا قيلا سلاما سلاما.

       أما اليوم ، فانك إذا دخلتها ، تراها تلاقيك بوجه حزين كئيب وكأنك تسمع لسان حالها يرثي مجدها المفقود،رونقها السليب وحضارتها الراحلة . هنا وهناك ، جدران تتساقط قشورها ، ومنازل تشكو من الإهمال المسلط عليها حتى إن سقوف بعضها انهارت وأصحابها عنها غافلون، أرضيتها كلها أخاديد ، زواياها مليئة بما فيها ، قنوات تصريف المياه المنزلية في حاجة إلى التطهير.

       اتفق القوم قبل الاستعمار الفرنسي وخلاله أن سوق الخميس لا يعمر إلا خارج الأسوار وان الجوطية لا مكان لها ملائما إلا خارج المدينة ، فكانت "البلاصة بباب الشعبة".

       لكن نفرا من المتأخرين ربما أحسوا بالغيرة على آثار "الدازنبوج"، شيخ سلا زار وأمثاله ،فاستحسنوا العناية بهذه الآثار ، فأمست "البلاصة"في خبر كان ، وطهروا الأسوار من الطفيليات ثم أقدموا على ترميمها واجتهدوا في إبراز حسنها نهارا وطرفا من الليل ، فكرة حسنة وفائدة للتاريخ والأهالي.

       لكن من هذا اتخذ قرار غير حكيم تم بمقتضاه نقل "البلاصة" والجوطية إلى وسط المدينة العتيقة ونشرهما طوا  أهم شارع فيها ، كان إلى الأمس القريب ملتقى الأصدقاء وفيه يغدون ويروحون ، لا شيء يعرقل حركاتهم في هذا الممشى الذي أصابه ضرب من المسخ من جراء تكاثر باعة سمح لهم بغزوه غزوا وخنقه خنقا.

       هناك بهذا الشارع ، وأمام البويبة ، كانت المدرسة مفتوحة يصلي فيها الناس ،وتلقى فيها دروس في الفقه واللغة والدين ، فطاب لقوم أن يغلقوها ، ويحولوا حجرتها إلى دكاكين مفتوحة أبوابها على مقربة من المسجد الكبير ، يباع فيها من جملة ما يباع ، آلات الكترونية وراديو هات ، يتخبطها الشيطان من المس بين الحين والحين ، طيلة النهار وزلفا من الليل ، فيصيبها الجنون وتطلق العنان لصراخها ، لا تبالي بالمصلين والمتعبدين فتزعج هؤلاء وؤلائك في خشوعهم واعتكافهم.

       كانت للمدرسة ساعة كبيرة مستديرة الحجم راسية بصومعتها ، تشكل معلمة من معالم المدينة ،تذكر المرء بالزمان والتاريخ ، لكنها اختفت بقدرة قادر ، ماذا فعلوا ب "المكانة "؟ أليس من المفيد أن ترجع إلى مكانها  أو أن تعوض بأخرى ؟ أليس من المصلحة العامة استصلاح المدرسة وتحويل حجراتها إلى خزانات وقاعات للمطالعة قريبة من سكان المدينة وما فوقها ؟ أليس من المنافع الكبرى الاعتناء بالمدينة العتيقة لتكون قبلة للسياح والزائرين؟

       غريب، غريب والله أمر قوم صرفوا عنايتهم لآثار البرتغال وانصرفوا من تراثهم العمراني والحضاري !  الشعوب الراقية تصون الأحجار البالية في الجدران ، وحتى الأشجار النادرة اليحفورية تحفظها حية في التربان ، وتتخذها شهادات ووثائق تاريخية ،وعلمية وهنا ، هنا في هذه الديار ، اغفل بعضهم تراثنا التاريخي ، فساهموا بإهمالهم في طمس معالمه وإتلافها ، كما غضوا الطرف لما جاء من جاء أو أمر بما لم يأمر به الفرنسيون، ألا وهو هدم ما تبقى من سور الموحدين وهو لا يعلم انه عبث بوثيقة تاريخية هامة في سبيل ما يسمى بالكورنيش.

       طبعا لا ينكر احد أن المدينة ازدادت اتساعا وعمرانا ، وشقت فيها الطرق والقنوات ، وتضاعف عدد مدارسها العصرية ، لكن كيف ؟

       المدينة انقسمت إلى شطرين ، شطر الشمال وشطر الجنوب بينهما منطقة تبحث عن طريقها ، تقدم الجنوب وتأخر الشمال ، خلافا لما يلاحظه عادة علماء الاجتماع بالنسبة للأقطار والأمصار ، ينطلق شطر الشمال من سيدي بو الذهب إلى ما فوق إلى عالمه المتخلف ، عالمه الثالث.

       كان في شمالها جنان الفسيان ، طله ورد وريحان ، فكاد يصبح أرضا جرذاء ،وقد امتلأت أطرافها هي الأخرى بالحفر والأخاديد ، وصار جزء منها ملحقة تابعة لربوة الفخارة ،وعهدي بالملحقات لا تكون إلا للمدارس والكليات والإدارات والمستشفيات ، لم يكف ربوة الفخارة التوسع على ما كان بجوارها من مسالك ومقابر ولربما سنرى يوم دار بالهواري تحولت إلى فخارة.

       أما عن ابياضة وأشبار ، فان حالتهما تردت وصارا لا يختلفان عن حي من أحياء القرى ، وان من قرى الأمس القريب ، ما صار اليوم أرقى من شطر شمال اسفي وغير بعيد عن هناك ، كان واد الباشا حقلا اخضر ، ينبت فيه شجر التين والزيتون ، والتوت والخروب ، فانقلب إلى مجموعة سكنية في تناقض  تام مع أحياء شطر الجنوب والمدينة الجديدة . فأضحى لاسفي وجهان ومن له وجهان ،يبدو مخادعا حسب المفهوم الشعبي.

       وفي موضوع الميناء ، نقول بأنه لم يستطع في عهد الاستعمار آن يتطاول على شاطئ السباحة ، فسمح له من سمح بان يبتلع ذلك الشاطئ في عهد الاستقلال دون أداء المقابل إلى السكان ، ولا ندري هل تستفيد المدينة من غزو الميناء لشاطئها المفقود . ويقال ويشاع والله اعلم ، أن الكيماويات الفوسفاطية ، سخية كل السخاء في إبعاد الأسماك وتلوث البيئة والأجواء ، ولئن كان لابد للميدالية من وجه براق، فلها كذلك وجه حراق ، ولآت حين مناص.

       اشتهرت المدينة بسردينها وصناعتها اليدوية كالخزفيات والبلغة والريحية والحائك ، وتنبأ لها المستعمرون الفرنسيون بمستقبل زاهر ، اقتصاديا وسياحيا ومجتمعيا.كان بها مائة معمل لتصبير الأسماك لم يبق منها اليوم إلا ما يزيد عن الثلاثين بقليل،وليس فيها ما يجلب قوافل السياح.

اسفي مدينة ثكلى وما هي بثكلى،فأبناءها مبتوثون ومتناثرون كالبراعم والأزهار في كثير من الحواضر،فمتى سيجتمعون على كلمة سواء ليساهموا كلهم في النهوض بشؤون أمهم حتى يدرك شمالها وجنوبها في التقدم والعمران،وحتى يعود للمدينة العتيقة نصيبها من الاعتبار؟ أيظن أحد أن تلك المدينة البرتغالية المدعوة "بورتماو" التي توأموها بها، تستطيع أن تصنع معجزات هم غير قادرين عليها؟هل ينتظرون من "بورتماو" أن تبعث لهم عمال لتطهير المدينة العتيقة وتحسين إنارتها وترميم جدرانها وأزقتها؟هل كان على صدق من قال:(لا تخف على اسفي إلا من أهلها؟)

 

                                                             ذ.احمد بنجلون

                          {مقتطف من مداخلته بعنوان "اسفي بين الأمس واليوم}

                                              الملتقى الفكري الأول لمدينة اسفي

                                                         23-25 يونيو 1988

 

 

Partager cet article
Repost0
24 juin 2007 7 24 /06 /juin /2007 19:00

                                        اسفي و الفتية المغررين

       ...تحtoufiq-1-.jpgدث الإدريسي عن اسفي أو اسفي، وربط أصل اسمها بقصة فتية سماهم بالمغررين ، خرجوا من اشبونة وركبوا البحر المظلم ليقفوا على نهايته ، وأنهم صيروا إلى موضع اسفي ورآهم جماعة من البربر فعرفوا أمرهم، فقال زعيمهم وااسفي تحسرا على ما قاسوه، فسمي المكان إلى اليوم :اسفي/بتلك الكلمة.

إن هذه القصة مذكورة بنصها في نزهة المشتاق، حيث يمكن الرجوع إليها في نشرة دي خوي أو في النشرة الايطالية(Opus géographicum).وممن نقل القصة عن الإدريسي صاحب الروض المعطار ،وكان قد ترجم الجزء المتعلق منه بشبه جزيرة اييبريا البحاثة ليفي –بروفنسال حيث حقق في بعض هوامش الترجمة ان ذكرى الفتية المغررين ظلت محفوظة في ذاكرة مدينة اشبونة.

بيد أن الجدير بالتنبيه إليه هو أن القصة المتعلقة بهؤلاء الفتية لم ترد عند الإدريسي في معرض ذكر اسفي وإنما اكتفى هنالك بالإشارة إلى علاقة اسم هذه المدينة بتلك القصة وقال انه سيذكرها في مكانها اللائق بها اي عند ذكر اشبونة (لشبونة)،فيجوز لنا على هذا الأساس أن نفهم من منزعه أن صحة علاقة هذه القصة باسفي او عدم صحتها لم تكن محط نظر هذا الجغرافي الفذ. وإنما كان اهتمامه منصرفا لما هو أعظم في اشتغالا ته ألا وهو قصة الكشف الجغرافي عامة والبحري خاصة، وهو امر خطير بالنسبة لذالك العصر. فقد كانت ذكرى خروج أولئك  المغامرين ما تزال حية في تلك المدينة، يشهد عليها حي سمي باسمهم علما بان الخروج إلى البحار لاستكشاف مجاهلها في العصرين القديم والوسيط الأعلى قد أغرى أفواجا من الناس، فانطلقوا من جهات متعددة ولم يكتب لهم الرجوع إليها. ومن البديهي أن يهتم بمثل هذه القصص عالم دارس لعروض الأرض وأطوالها،يابسها وبحارها عامرها وغامرها، فكل منطقة من مجاهل العلم والعالم كانت تكتنفها عناصر الأسطورة، وتدور حولها عناصر من الثقافة الشعبية المسماة بالفلكلور،وهي عناصر لها قوالبها المختارة في كل مكان،تفضل أبعادا وأعدادا وتجنح لأساليب يقتضيها السرد وتستدعيها ملابسات الرواية،يستكنهها من وقف متمعنا عند نص القصة المذكورة أو عند شبيهاتها مما تزخر به الآداب الغربية والعربية.  
 

                                             ذ.احمد التوفيق

جزء من مداخلته حول "معنى اسم اسفي"

Partager cet article
Repost0
21 juin 2007 4 21 /06 /juin /2007 22:15

2.jpg

الحاج محماد لمرابطين (السكليس)

آن لهذا الفارس أن يترجل عن صهوة الحياة
1.jpg

 

عندما انتقل إلى رحمة الله المناضل، المرابطين لم يصدق أحد أن هذا الرمز الشامخ والذي لم تنل منه كل المحن والمعتقلات والتعذيب والأمراض ،سيغيب عنا بتلك الصورة.ولأنني ممن فقدوا فيه أبا وصديقا ورفيقا، فلازلت لم أصدق أنه فعلا رحل، ولازلت أنتظر زيارته ليخبرني بالذهاب إلى تجمع خطابي أو مهرجان سياسي كما كان يفعل دائما.ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها رحل "السكليس" الذي صنع من تاريخه رمزا للنضال والإنسانية. لم يسلم منه ومن نضاله كل من عمل على تعطيل عجلة المغرب نحو التنمية والديمقراطية ،ولم يسلم هو من كرم الضيافة اياها في معاقل البوليس السري ومعتقلات التعذيب ،والمحاكمات الصورية.الحاج محماد لمرابطين من الرجال القلائل الذين لم ينطلقوا في النضال عفويا، فقد كان رحمه من الرعيل الأول المؤسس للإتحاد الوطني للقوات الشعبية ، ومن المؤسسين للخلايا الثورية التي تزعمها المناضل شيخ العرب. وقد كانت خلية اسفي تظم بالإضافة للحاج كل من "شكار" و"الحاج محمد الشعبي" ،أطال الله عمرهما. وقد عانوا جميعا من كل ظروف التعذيب والاعتقال.
     ساهم المرحوم أيضا في تأسيس الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،والنقابة الوطنية للتجار، والكونفدرالية  الديموقراطية للشغل ثمحزب المؤتمر بعد ذلك. أنتخب عضوا في عدة هيئات سياسية وشعبية، وتحمل مسؤولية عضو المجلس الجماعي اسفي الزاوية.

وحتى والراحل يعاني المرض، لم يستسلم لقدره وضل وفيا لحضور كل الأنشطة الحزبية والنضالية. وأتذكر أن السيد "أحمد بن جلون" في لقاء جماهيري بالبيضاء، في ذكرى استشهاد المناضل "عمر بن جلون " استخدم عبارة {...منهم من قضى ومنهم من لازال ينتظر...}.التفت نحو "الحاج محماد " فقلت له{فاول عليك ألحاج } .فضحك رحمه الله وقال لي: {ماذا نقول لأخ عمر؟}.وكأنه كان يعلم ما لا نعلم.

كان المرحوم أبا لجميع أبناء المناضلين. لم يبخل يوما بإمكانياته على أحد، ولم يستفد أي استفادة شخصية من وراء تاريخه هذا ،ولا من المهام التي تقلدها.

غادرنا "السكليس" الذي رفض أن يكون "سكليسا" فقط ، واختار مسارا أخر مشرفا لنا جميعا. لقد ناب عن أجيال في كلمة حق. وباسمهم نقول:  أن التاريخ ليس بجاحد. رحم الله "الحاج محماد لمرابطين" المناضل الصلب والإنسان الخلوق.

                 

                  نور الدين ميفراني

Partager cet article
Repost0
18 juin 2007 1 18 /06 /juin /2007 02:46

الشيخ ابو محمد صالح

      

         الشيخ ابو محمد صالح: هو ابو محمد بن ينصارن بن غفيان، ولد باسفي سنة 550ه/1156م ، تعلم بمسقط رأسه ثم انتقل إلى فاس ، وبعدها قصد المشرق ،وبه قضى أكثر من عشرين سنة ، صرفها في دراسة علوم الدين وفي التعبد ، وحوالي سنة 590 ه/1194 م عاد إلى اسفي ، وبعد مدة من الخلوة والمجاهدة، أشهر بعد تردد طريقه الصوفي ،وشيد رباطا صار قبلة المريدين والزوار من داخل المغرب وخارجه،فيه كان الشيخ يلقن علوم الدين وطريقه الصوفي ،ومنه أيضا كان يحث الناس على أداء فريضة الحج ، بعد إن أفتى علماء المغرب والأندلس بسقوطها وتعويضها بالجهاد، بسبب أخطار عدم امن الطريق.

وقد تخرج على يديه شيوخ في التصوف والصلاح شادوا عدة زوايا كالزاوية الاغماثية والزاوية الحنصالية.

             توفي أبو محمد صالح سنة 631 ه/1234 م، ولا ندري متى شيدت على ضريحه قبة ، إلا أن الكانوني يذكر أن القائد عبد الرحمان بن ناصر الجرموني العبدي جدد بناءها ، بعد أن تصدعت بفعل "بعض الزلزال" ، وقد فرغ من بنائها "يوم الأحد ثاني جمادى الثانية سنة ثمان ومائتين "الموافقة لسنة 1793 م،كما نذكر أيضا أن القائد محمد بن عمر العبدي  زخرف القبة من الداخل بان "حشر لها الصناع فأودعوها ما شاءوا من أنواع النقش والترخيم والتزويق ، فجاءت على مثال بديع فائق ومنظر بهيج رائق "،وكان ذلك سنة  1282 ه/ 1865 م.

              الشيخ احمد بن الشيخ ابي محمد صالح :هو الابن البكر للشيخ أبي محمد صالح ، ولد سنة 601 ه/1204 م، ترجم له صاحب المنهاج الواضح ، وذكر انه "كان جليل القدر عظيم الخطر ، له فضائل عجيبة وأحوال غريبة ، ظهرت منه بدايته إلى نهايته"، أدى فريضة الحج وهو صغير السن ، فاظهر قوة وإرادة وجلد في مواجهة مشاق السفر ،وكان كثير السياحة ، "جال في بلاد المغرب ومدنه وقراه" ،كما تنقل بين بلدان المشرق ، " حتى بلغ بغداد"، وقد انتدبه والده مقدما للحجيج الذي كان يتجمع بزاوية كلاوة بالحوز قبل انطلاقه إلى ارض الحجاز، كما كان يخصه باعتبار خاص ، وقد سئل يوما والده عمن يكون خليفته في رباطه ، فأجاب "ولدي احمد ، ولقد بلغ في المجاهدة أكثر مما بلغته ،وحج أكثر مما حججته ، ولقد حج إحدى عشر حجة ، وما حججت إنا سوى واحدة ، وزاد في الوصال إلى حد لم اخبر به ، وقد توفي الشيخ احمد "يوم الأحد الرابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة ستين وستمائة " موافق 1216 م ،ويوجد قبره خلف قبر والده إلى اليمين.

             الشيخ عبد الله بن الشيخ ابي محمد صالح : ورد في المنهاج الواضح انه " كان حاجا فاضلا وله دنيا ،وقد خلف والده برباطه بتواطؤ مع قرابته قبائل هسكورة ، الذين ابعدوا أخاه الشيخ احمد.

             توفي الشيخ عبد الله في مستهل صفر 651 ه/ 1259 م،ويوجد قبره بجوار قبر أخيه الشيخ احمد ، خلف والده إلى اليسار.

Safi-Abi-Mohammed-Salih-small-1-.jpg

 

                                      

      
كريدية ابراهيم

           من مؤلفه :{صلحاء اسفي وعبدة }

 

Partager cet article
Repost0

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك