الحاج محمد الشعبي
" إن قدرنا أن نكون شمعة تحترق لخدمة هذا الوطن".
- ضغطت على الزناد لكن الرصاصة سقطت أرضا بدل أن تتجه نحو جسمه.
- شيخ العرب السوسي الأصل كان رجلا بمعنى الكلمة حارب ضد الفساد وقد كان من الممكن أن يقدم للمغرب الكثير. إلا انه كان بينه وبين اوفقير ثار شخصي .
- أحسست أنني كنت على صواب يوم أعلن المغفور له الحسن الثاني أن المغرب سيصاب بالسكتة القلبية.
- هيئة الإنصاف و المصالحة لم تمنحنا الوقت الكافي بل لم تسمح لي حتى بالتدخل.
س :كيف لمعت أولى ومضات الوعي السياسي لديك سيد الشعبي؟
ولدت بحي تراب الصيني سنة 1935 ، كانت حياتي تدور حول عملي بمعامل التصبير ولعب كرة القدم مع الرفاق من سني في أزقة الحي. إلى أن جاءت أحداث السنغال سنة 1948 وأيضا خطاب طنجة التاريخي ، حيث حاول المستعمر بكل الطرق منع المغفور له محمد لخامس من الذهاب إلى طنجة. فلم يكن للشارع المغربي –بشيبه وشبابه - آنذاك من نقاش سوى هذا الموضوع ، إذ نما نوع من الوعي السياسي لدى المغاربة جميعا ،وكنت من بينهم. ففكرنا أنا ومجموعة من أصدقائي انه من غير المعقول أن لا يكون لنا رأي بل ودور في كل ما تعرفه بلادنا . لذا قررنا الالتحاق بحزب الاستقلال . كنت اصغر الملتحقين وكان المرحوم عبد السلام بنهيمة – صاحب مدرسة النهضة - مسؤولا عن الحزب باسفي.
س: كيف تحولت من شاب جديد ينضم إلى حزب الاستقلال إلى مقاوم فعلي ضد المستعمر؟
بدا عدد من الشباب يعبرون تلقائيا عن احتجاجهم وسخطهم على السياسة الاستعمارية بمختلف الطرق كحرق الأخشاب وقطع أسلاك الكهرباء ومن بينهم مجموعة تراب الصيني التي انتمي إليها. وجاء إضراب البحارة سنة1952 ليؤجج الأحداث . حيث تم تقديم مجموعة منهم إلى المحاكمة بدار الباشا بالمدينة القديمة والتي كانت محكمة في ذلك العهد ، وكان يترأس الجلسات الباشا الحاج الختار وهو ابن الصدر الأعظم الجزائري.
أتذكر جيدا موقف اليهود الذين كانت مساكنهم بالقرب من المحكمة. يشتمون البحارة المحاكمين ويسكبون عليهم عند مرورهم القاذورات و الماء الساخن والبول.
المهم ، هذه الأحداث جعلت المستعمر يزيد من الاحتياطيات الأمنية وبدا الحديث يتسرب عن مجموعة تراب الصيني.فنصحتني الوالدة رحمها الله بترك المدينة لفترة ، فعلا غادرت إلى البيضاء وعدت بعد 8 اشر.
جرى العرف داخل حزب الاستقلال في ذلك الوقت على جمع التبرعات من الأعضاء كل حسب قدرته. وقد اقترحت خلال احد لاجتماعات أن تستخدم تلك التبرعات في شراء أسلحة لمقاومة المستعمر ، إذ بدا لي جليا في ذلك الوقت أن الفرنسيين لن يتركوا بلادنا إلا بالقوة. بدا الاستغراب على وجوه الحاضرين نظرا لصغر سني وجرأة طرحي في ذلك الوقت.لكنني الحيت على السيد بنهيمة أن يبلغ اقتراحي إلى المسؤولين داخل الحزب فوعدني بذلك.
في اليوم الموالي اتصل بي علال الواصلي وسألته هل بلغه اقتراحي ، فقال نعم ،وأخذني إلى ورشة ميكانيكي دراجات كان يسمى سلام بريشة الذي اصطحبني إلى منزله بتراب الصيني . وجدنا مجموعة من الأطفال و الشباب من سني يرددون الأناشيد ، بقيت معهم طيلة تلك الصبيحة وفارقتهم وأنا أتساءل وكلي دهشة هل سنحرر بلادنا بالأناشيد؟ ! وكانت تلك نقطة تحول بالنسبة لي حيث فقدت الأمل في حزب الاستقلال الذي لم يقرر اللجوء إلى النضال المسلح إلا بعد نفي محمد الخامس.
على اثر ذلك اتفقت ومجموعة من الشباب الثائر مثلي على النضال ضد المستعمر بطرق فعلية. حيث اجتمعنا في محل إدريس التمري أنا وعبد الله ولد القايد وعبد الهادي لمياغري وبن الطالب حسن وولد العوادية وقد غاب عن ذهني للأسف اسم الشخص السابع.وقررنا بدا أول عملية بقطع السكة الحديدية. اشترينا فعلا الأدوات اللازمة ،وانتقلنا إلى عين المكان ، إلا أن دورية من الشرطة باغتتنا في آخر لحظة ففشلت العملية.
تطوعت بعد ذلك للقيام بمفردي بأول مبادرة، حيث قمت فعلا بإحراق سيارة احد الفرنسيين، وكان ذلك بمثابة الشرارة التي فجرت مجموعة من الأحداث بعدها، خصوصا بعد أن تداولتها الصحف .
لم نكن نتوفر من السلاح إلا على مسدس صغير من حجم 6,35 قررت استخدامه لتصفية احد المستعمرين ،.حددت هدفي بالفعل وكان فرنسيا ذا منصب مهم له هيئة ضخمة، تنم مشيته وتصرفاته عن غطرسة وغرور. علمت انه يتردد على حانة" شي ميمي" فاعترضت طريقه في احد الأيام وصوبت السلاح تجاهه . ضغطت على الزناد لكن الرصاصة سقطت أرضا بدل أن تتجه نحو جسمه، نفس الشيء وقع مع الرصاصة الثانية والثالثة. انتبه الفرنسي من دهشته وصوب نحوي سلاحه. لست أدرى حينها ما الذي وقع بالضبط ، فبدل أن أصاب بالهلع واهرب ، انتابتني نوبة من الضحك الهستيري وأنا اجمع الرصاصات الثلاث من فوق الأرض . نظر إلى ذالك الشخص باستغراب كبير ، ثم أعاد مسدسه إلى جيبه ومضى. أحسست انه كتب لي عمر جديد.
حادثة أخرى نجوت منها بتصريف الاهي ، حيث كان المسمى "الخليفة إدريس" يصرخ في وجه تجار الحبوب قرب مسجد الحاج التهامي ويقبل سلعهم ، وأنا أمر من هناك صدفة حاملا سلاحي تحت الثياب . بقيت انظر إليه بامتعاض فتوجه صوبي وسألني : ماذا تفعل هنا ؟ لم اعرف بماذا أجيب وكنت مستعدا لاستعمال السلاح في أية لحظة ، إلى إن سمعت صوت امرأة تنادي ، " سيدي محمد ، أين أنت يا سيدي محمد ؟" أجبتها بسرعة : "هانا اماما " ودخت في اتجاه منزلها. هذه المرة أيضا نجوت من الموت.وقد احتفظت ذاكرتي دائما بهذين الحادثين الغريبين.
بعد توالي مبادراتنا النضالية ضد المستعمر، بدا البحث من جديد عن مجموعتنا، فارتأيت السفر مرة ثانية خارج المدينة وتوجهت إلى سيدي حرازم والدار البيضاء. ولم اعد إلا بعد الاستقلال.
س: كيف جرت الأمور بعد الاستقلال ؟
جاء الاستقلال الذي طالما انتظرناه وحلمنا به ، لكن ما حدث مخالف تماما لكل أحلامنا وتوقعاتنا.
بيعت بطائق حزب الاستقلال بملايين السنتيمات لمن لا يستحق ، بل ولبعض الخونة. وسهل بعضهم عددا من المستعمرين في تهريب أموالهم إلى الخارج، وحماية بعض الخونة ،كل ذلك بمقابل مادي كبير. كما استغل الصراع الذي نشا بين حزب الاستقلال و حزب الشورى والاستقلال للنهب و السرقة . فكانت النتيجة اغتناء مجموعة من الأشخاص الذين لم يكونوا يملكون من متاع الدنيا شيئا. أما اغلب المقاومين الشرفاء الذين ناضلوا وكافحوا فعليا من اجل الوطن ، فإما بقوا في الظل ، أو منحت لهم بعض "الكريمات" ، أو استدعوا للعمل في أسلاك الشرطة في مراتب دنيا.
كنت من بين الذين تم استدعاؤهم للعمل بالأمن الوطني ، لكنني رفضت متحججا بوالدتي المسنة التي ليس لها احد يرعاها سواي. فأعادوا العرض من جديد وهذه المرة اقترحوا علي أن اشغل منصب ضابط، لكنني اصريت عل موقفي. فيما وافق عديد من رفاقي لجهلهم المصير الحقيقي الذي ينتظرهم.
لم يمر رفضي هذا دون حساب ، فقد تم استقدامي إلى مركز الشرطة ، عدة مرات لاستنطاقي من طرف احد الكوميسيرات الشباب أبناء احد الخونة. وكانت تهمتي التستر على السلاح بقصد القيام بأعمال تخريبية مما أثار دهشتي وضحكي في نفس الوقت.ثم استنطقني بعد ذلك ضابط فرنسي – حيث أن الإدارة المغربية آنذاك كانت في فترة انتقالية وتعاني خصاصا في الأطر –وقد كانت معاملته لي أحسن من معاملة الضابط المغربي. قال لي وهو يستقبلني عبارة لم ولن أنساها طيلة حياتي، قال :" أنا احترم الوطنيين أمثالك , ولكن صدقني ، سيأتي يوم يعتقلكم فيه ، ويحاكمكم ويعذبكم أبناء الخونة." فأجبته :" إن قدرنا أن نكون شمعة تحترق لخدمة هذا الوطن".
صرت مراقبا طيلة الوقت ، وأتساءل في داخلي اهذا هو الاستقلال الذي طالما انتظرته وحلمت به ؟ صحيح انه عرضت علي كريمة كباقي الإخوان ، لكنني اعتبرتها بمثابة الرشوة فرفضتها . كما عرضت علي كريمة ثانية سنوات بعد ذلك، لكن أفقير منحها أثناء اعتقالي إلى شخص آخر ، ومازالت تنتفع منها إحدى السيدات كطاكسي كبير بسبت جزولة.
التحقت للعمل بالبلدية سنة 1961 ، وقمت رفقة مجموعة من العمال بتأسيس نقابة مهنية تابعة للاتحاد المغربي للشغل وكنت كاتبها المحلي.وقد تمكنا فعلا من تحقيق مجموعة من المطالب .إلى أن جاء إضراب موظفي السفارات المغربية الذي تضامنا معه وتوقفنا عن العمل حتى امتلأت المدينة بالازبال. تم بعدها توقيفي توقيفا تعسفيا.
كنت أعاني من مرض على مستوى الجهاز التنفسي ، فنصحني الطبيب بالسكن خارج المدينة. لذا انتقلت إلى منطقة سيدي بوزيد وأقمت بها ثم بعت دراجة نارية كانت كل ما املك واشتريت بثمنها قطعة ارض وبعض البهائم ومحراثا وأخذت اشتغل بالفلاحة. كان المغرب تلك السنة يعاني من الجفاف ، لكن الله بارك لي في عملي وجنيت محصولا كبيرا من القمح .
س :السيد الشعبي انت من مؤسسي الاتحاد الوطني للقواة الشعبية، حدثنا عن المرحلة؟
فعلا ،كنت من بين مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وقمت رفقة مجموعة من الإخوان بتأسيس خلايا للحزب بالمدينة ،وشغلت منصب كاتبه الإقليمي مما زاد مراقبة أجهزة الأمن لي.
اذكر من بين الأسماء في تلك المرحلة فريجي ،ايحماد ، البوفي ، الياجزي، كما التحق بنا المرحوم الحاج محماد مرابطين الذي كان يعمل حينها عند "عبد الرحمان السيكليس ". وكان يزورنا بين الفينة و الأخرى بعض قياديي الحزب على المستوى الوطني كمحمد بن سعيد ايت ايدر الذي كان قياديا بجيش التحرير كذلك.
سنة 1963 اتخذ حزب الاتحاد الوطني للقواة الشعبية موقفا معارضا من الدستور الممنوح ، وهي نفس السنة التي قال فيها علال الفاسي قولته الشهيرة أثناء خطاب له بمدينة اسفي "اليوم تبيض وجوه وتسود وجوه" . وقد تلا ذلك عدة أحداث على رأسها الصراع بين "جبهة الدفاع عن المؤسسات "FDIK و "حزب الاستقلال . فعند سقوط الحكومة الاستقلالية ، أطلقت جبهة الدفاع اليد للشعب للانتقام من حزب الاستقلال وصار أعضاؤه وعائلاتهم يعاملون كالخونة. على خلفية هذه الأحداث كلها تم اعتقالي سنة 1954 حيث قضيت مدة سنة و 4 اشهر.
س س:ما هي حقيقة علاقتك بخلية شيخ العرب ؟
شيخ العرب السوسي الأصل كان رجلا بمعنى الكلمة ،ووطنيا كبيرا حارب ضد الفساد وقد كان من الممكن أن يقدم للمغرب الكثير. إلا انه كان بينه وبين اوفقير ثار شخصي . حيث أن هذا الأخير أثناء حملته لتصفية حساباته مع مجموعة من الوطنيين ،من بينهم عدد كبير من آهل سوس ، قام باغتيال والد شيخ العرب. فتوجه الابن المكلوم إلى الجزائر وبدا بتكوين خلية مع عدد من المقاومين هدفها تصفية مجوعة من الخونة أثناء الاستعمار الذين احتلوا مراكز عليا خلال الاستقلال ربداوا بتصفية حساباته مع المقاومين ، على راس اللائحة الجنرال اوفقير.
أما عن علاقتي به ، فهي أنني قضيت فترة بالجزائر للتدرب على حمل السلاح بقصد التوجه للنضال بفلسطين بعد ذلك.فتعرفت على مجموعة من الإخوة الذين زكوني لدى شيخ العرب كشخص صالح للالتحاق به وتمثيل الخلية باسفي. لكنني لم التق به شخصيا إلا مرة واحدة عندما قام بزيارتي بالبيضاء وطلب مني الالتحاق به. أبديت موافقتي المبدئية. لكن الظروف حالت دون لقائنا مرة ثانية .
س : ما هي أهم ذكرياتك عن فترة الاعتقال ؟
كان اوفقير سنة 1963 يدبر مؤامرة لاعتقال مجموعة من الوطنيين داخل حزب الاتحاد الوطني للقواة الشعبية و المعروفين بجناح الفقيه البصري ، وذلك بضبط السلاح في منازلهم .وكان البخاري عميل المخابرات يزودهم بالسلاح.وللإشارة المرحوم الحاج محماد هو من جاء به إلى الحزب وقد كنت رافضا تماما للفكرة لأنني كنت اشك فيه ولم اطمئن له يوما. ولكني وافقت أمام إصراره وقلت له تحمل مسؤوليتك في ذلك.
المهم ، جاء ذات يوم عند الحاج محماد وطلب منه أن يأتي لأخذ السلاح المخبأ في مخزنه ، لكن مرابطين أحس بشيء غريب في الموضوع ورفض استلام السلاح ،رغم ذلك تم اعتقاله.عند عودتي إلى اسفي لاحظت اختفاءه وأرسلت والدتي لتسال زوجته عن مكانه ، فقابلتها هذه الأخيرة بطريقة فهمت منها انه تم اعتقاله وأنها لا تريد الإفصاح.عدت إلى الدار البيضاء حيث التقيت البخاري صدفة في احد الشوارع ،سألته عن الحاج محماد فانكر علمه بأي معلومة حوله ، وطرح علي أن أعود لاستلام السلاح الذي لديه ، تأكدت حينما من شكوكي حوله. لذا حاولت أن أطلق عليه النار عندما التقية باسفي بحي هرايات البيض وكنت أظن هذا اللقاء أيضا صدفة ، إلا أن مجموعة من رجال الشرطة باغتوني وقاموا بحصاري فأطلقت النار في الهواء و لم اصب إلا حذاء احدهم.
ساقوني إلى إحدى الفيلات ، وهي ما تزال موجودة إلى اليوم حيث قضيت 15 يوما، ثم بعدها إلى البيضاء حيث بدؤوا باستنطاقي . اعترفت بان المسدس هو لي ، أما باقي السلاح الموجود بالمخزن فهو للبخاري.أخذوني بعدها إلى درب مولاي الشريف حيث التقيت الحاج محماد ، ثم نقلونا معا إلى مراكش الذي التقيت فيه الكوميسير الشاب ذاته الذي كان يستنطقني باسفي.
هناك أذاقونا الأمرين، فقد كنا نأكل الخبز "الغامل" وتتناوب علينا فرقتين متخصصتين في كل فنون التعذيب. كلهم من الخونة أثناء فترة الاستعمار، إذ استطعت التعرف على شخصين من البيضاء وواحد من اسفي احدهم قتل جيش التحرير أباه الخائن.مرت 10 أيام من التعذيب المتواصل بين فلقة وتعذيب بالكهرباء وبالماء وبهما معا حتى أنني لم اعد اشعر بجسدي ، فحين أرادوا تقديمنا أمام وكيل الملك سمحوا لنا بالاستحمام و الحلاقة ،كان الماء الساخن درجة الاحتراق أحسه على جسمي باردا . بل الأغرب أنني اكتشفت أثناء الحلاقة أن شعر راسي ابيض بعدما كان اسودا.المهم اصطحبونا عند الوكيل مرفوقين ب"محضر" وقضيت بعدها في الاعتقال سنة وأربعة اشهر لأخرج سنة 1969.
عدت إلى مزاولة نشاطي السياسي ، إلى أن تم اعتقالي مرة ثانية ضمن ما يسمى بمجموعة بونعيلات ، حيث حوكم 300 شخص محاكمات صورية كان نصيبي منها 10 سنوات من الاعتقال، قضيت منها ستة أعوام وخرجت سنة1975. وعدت لمزاولة نشاطي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث لا أزال إلى اليوم.
س: حياة مليئة بالمخاطر و التحديات ،ماذا ربحت من كل هذا ؟
لم اربح سوى التعذيب ، أما ماديا فقد نزعت مني الكريمة الثانية ومنحها اوفقير لإحدى السيدات بعد اعتقالي، حتى دراجتي النارية بعتها . أما هيئة الإنصاف و المصالحة فلم تمنحنا الوقت الكافي بل لم تسمح لي حتى بالتدخل. وقد صرفت لي مبلغا للتعويض قدره 28 مليون سنتيم فيما صرفت أكثر من ذلك بكثير لأشخاص لم يعانوا ربع ما عانيته. وقد كنت سأرفض ذلك التعويض لولا انه جاء في وقت وجدني مثقلا بالديون ، فوزعته على الدائنين.
س :هل تعرف مناضلين لم ياخذوا حقهم ؟
إبراهيم الحلاوي، وهو من الخميسات ،كان محكوما عليه بالإعدام.
س: لماذا اخترت هذا النوع من الحياة؟
انه واجب وطني وغيرة على البلاد . كنا نعمل على محاربة الظلم سواء خلال فترة الاستعمار أو بعد الاستقلال.
س:بعد كل هذه السنوات ، هل أحسست بأنك كنت على صواب ؟
أحسست أنني كنت على صواب يوم أعلن المغفور له الحسن الثاني أن المغرب سيصاب بالسكتة القلبية.
س:ما رأيك في المغرب اليوم على مستوى الحريات ؟
المغرب اليوم يتمتع بقدر اكبر من الحريات ، لكنها حريات تحتاج إلى جرعات من الأكسجين.
حاورته:جريدة ابراج