Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
25 août 2007 6 25 /08 /août /2007 23:59

--quipe-en-couleurs.gif   صوت شعارات غريبة آت من بعيد.تصر أذنـــي  على تنبيه حواسي جميعها ، فاستيقظ رغما عني.انه اليوم الأول من الحملة الانتخابية، وكل هذا الصخب آت من مقــر الحزب الجديد الذي فتح دكانه بجوار بيتي . أصوات أعادت إلى ذاكرتـــــي ماض بعيد وحركت بداخلي مشاعر متناقضة.

افتح نافذتي في حركة فضولية ، فأجد الزقاق مليئا بوجوه لا تشابه بينها : فتيات محجبات وأخريات بأناقة صيفية مبالغ فيها. نساء مسنات وشباب بشعر طويل وضفائر افريقية شبه شقراء.منقبات وتلة من المتسكعين (الشمكارة) ....ما القاسم الشترك بين هؤلاء ياترى ؟ !

لابد أن وكيل اللائحة أو من معه أناس اجتماعيون للغاية.

استلقيت على فراشي من جديد ، لكن الصخب لم يتوقف. هذه المرة ليس لترديد الشعارات ، وإنما ليدخل الجمع العظيم في حوارات ثنائية، ثلاثية ، رباعية...تحولت إلى مشاحنات.أظنني "ضربتهم بالعين" كما يبدو. ودون محاولة مني للتصنت يبلغني حديثهم :

-" الالا ، احنا معاك فالجمعية ...لخياطة ولكتوبة او داكشي...كون عرفتو غادي ايكول لي صوتي عليا كاع ما نجي...واش فهمتي ؟"

صوت آخر :

- "كلت ليك كبايلة يالاه...ماكاين والو.."

-" نوضي فحالاتنا .."

شاب يتحدث هذه المرة:

- "يالاه احمد ! غادي تبقى تلصق أصاحبي؟"

ما الذي جرى ؟ الفضول يعيدني إلى النافذة من جديد، تفرق الحشد العظيم تاركا وراءه أوراقا بيضاء تغلف أرضية الزقاق ووجهين متذمرين بجوارهما لافتة مطوية بإهمال –كانت المسكينة قبل لحظات محمولة على الأعناق كالأبطال- ثم...جاءني الجواب مدويا  وقحا على لسان (شمكار) لازال يتسكع هنا:

- "ماكاين فلوس أولاد لق(...) الله يلعن (...)... "

هذا إذا هو مفتاح اللغز. شيء مقرف..لكنه مفرح في الوقت ذاته. ما أقبح الفقر والجهل خصوصا إذا اجتمعا، لكن يبدو أن هذا المرشح قرر بدء حملته بنزاهة حقيقية..إنها شجاعة منه في ظل العقلية السائدة ! يجب أن اطلع على برنامج حزبه وأحاول معرفة المزيد عنه، ربما...

أعود مرة أخرى لوسادتي التي بدات تتذمر من كثرة تحركاتي...الأصوات تطاردني من جديد ، لكنها قليلة و...مرحة!!..اقفز من مكاني ...لقد انتصرت النافذة مرة أخرى.

إنهم شباب يترك المقر بمرح وتباطؤ منتظرين صديقهم الذي التحق بهم برفقة امرأة ضاحكة.

- قالت :"خفتوا ادير لفلوس فجيبو وايزيد.. "

يبتسم الشباب ويستلمون رفيقهم ، فيما تعود المرأة أدراجها إلى دكان الحزب وهي تضع ورقة نقدية في كيسها.

      ارفع عيني إلى النوافذ ، فأجد جاراتي يتابعن الفرجة مثلي..فيما يخرج الجار المقابل لمنزلي بدلو من الماء يفرغه أمام بابه حيث كانت تجلس المتجمهرات والمتجمهرون، وهو ينظر شزرا إلى الأوراق الممزقة المتناثرة على الأرض.

      لم اعد استطيع العودة إلى وسادتي ...ولا البقاء في نافذتي...

 

                                                                  وداد الرنامـــي

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0

commentaires

T
moi c tarik je vx fait une conaissance avec toi est ce que possible?
Répondre
L
<br /> Mérci TARIK pour votre visite .Bien venue dans l'univers des blogs, moi c'est Ouidade ,34 ans , mariée et mère d'une petite fille - ses photos sont quelques part sur mes pages- .J'aime tout ce qui a un sens , et j'adore la littérature .Vous aussi je crois , car j'ai vu votre blog , très intéressant. <br /> Bonne continuation.

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك