Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
3 avril 2014 4 03 /04 /avril /2014 17:02


مابين حب وحب.......احبك آنت .......
ومابين واحده ودعتني..
وواحدة سوف تأتي..
أفتش عنك هنا ..وهناك...
كأن الزمان الوحيد زمانك أنت
كأن جميع الوعود لكي وحدك أنت

فكيف أفسر هذا الشعور الذي يعتريني صباح مساء...
وكيف تمرين بالبال,مثل الحمامة...
حين أكون بحضرة احلي النساء؟

ومابين وعدين...وامرأتين... وبين حب يجيء وآخر يمضي....
هناك خمس دقائق
ادعوك فيها لحفلة وداع قبل السفر.......

هناك خمس دقائق ...
بها اطمئن عليك قليلا...
وأشكو إليك همومي قليلا....
هناك خمس دقائق....
بها تقبلين حياتي قليلا....
فماذا تسمين هذا التشتت
هذا التمزق....
هذا العذاب الطويل الطويل.
وكيف تكون الخيانة حلا؟
وكيف يكون النفاق جميلا؟


وبين كلام الهوى في جميع اللغات
هناك كلام يقال لأجلك آنت.
وشعر ...سيربطه الدارسون بعصرك آنت..

وفي لحظات الهبوط السقوط
وفي لحظات انتحار الأماني وموت الرجاء
وفي لحظات التناقض
حين تصير الحبيبات ضدي...والحب ضدي...
وتصبح القصائد ضدي

احبك حين أكون حبيب سواك....
واشرب كاس حبك حين تصاحبني امرأة للعشاء
ويتعثر دوما لساني...
فأهتف باسمك حين أنادي عليها.....
واشغل نفسي خلال الطعام...
بمحاوله إيجاد التشابه بين خطوط يديك ويديها
واشعر باني أقوم بدور المهرج وإنا أغازلها....


واشعر إني أخون الحقيقة....
حين أقارن بين حنيني إليك وحنيني إليها...
فماذا تسمين هذا؟
ازدواجا ... سقوطا,,,هروبا....جنونا...
وكيف أكون لديك؟
وازعم أني لديها......

Partager cet article
Repost0
13 février 2014 4 13 /02 /février /2014 15:46

 

 

نظم موظفو جماعة بوكدرة يوم الأربعاء 12 فبراير 2014 حفلا لتكريم الزميلين "الحسين الطيان" و "ميلود بلخير" بمناسبة بلوغهما سن التقاعد.

d.jpg

تشرف الحفل بحضور السيد "محمد الجواهري" قائد قيادة العامر ، والسيد "عبد الجليل الشعابتي" الكاتب العام لجماعة بوكدرة ،وحشد من الموظفات و الموظفين العاملين بالجماعة.

وتميز بالكلمة التي ألقاها السيد القائد  "محمد الجواهري" في حق المحتفى بهما، و الجهود و الخدمات التي قدماها للجماعة . كما عبر عن سعادته بحضور حفل يجتمع فيه موظفو الجماعة للاحتفاء بزميلين لهم .

وقدم السيد الكاتب العام "عبد الجليل الشعابتي" كلمة تعرض فيها للمسار المهني لكل من المحتفى بهما ، حيث تحدث عن السيد "ميلود بلخير" العامل الطيب الذي يفتخر دائما بكونه أدى الخدمة العسكرية ، وأشاد بالسيد "الحسين الطيان" الذي يعتبر مثالا للموظف الجاد الملتزم المتمكن من عمله، وأطلق عليه لقب "قيدوم قسم الحالة المدنية " لكونه يختزن في ذاكرته أسماء اغلب مواليد الجماعة، بل و المناطق التي ينحدرون منها .

2014-02-12-12.26.13-copie-1.jpg


توالت بعد ذلك كلمات الحاضرين للتعبير عن حبهم للسيد "الحسين الطيان"، وشعورهم بالحزن لفقدان شخص عزيز وموظف جاد يعتمد عليه.

كما حضر الحفل ابن المحتفى به الشاب "طارق الطيان" الذي قدم لوالده هدية بالمناسبة ،وعبر عن سعادته وافتخاره بحضور حفل تكريمه.

2014-02-12-12.41.44.jpg

وتوج الحفل بتقديم هدايا رمزية وشواهد تقديرية للمحتفى بهما.

                                                                                               

                                                                                              وداد الرنامي

Partager cet article
Repost0
9 mai 2013 4 09 /05 /mai /2013 09:26

نظم المجلس المحلي للشباب بأسفي بشراكة مع المجP5070064-copie-1.JPG

لس الحضري لأسفي و الكلية المتعددة التخصصات بأسفي : ندوة بعنوان " قراءة في كتاب " روح الدستور " للدكتور سعيد خمري برحاب الكلية المتعددة التخصصات .

المؤلف موضوع الندوة هو للأستاد سعيد خمري الباحث في علم السياسة والقانون الدستوري ، وأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بأسفي و مجموعة من المؤسسات الأكاديمية في بالمغرب ، وقد جاء كتابه في ظرفية سياسية تتسم بالدقة نظرا للحراك الذي يعرفه العالم العربي ، وانعكاساته على الواقع السياسي المغربي ، وما نتج عن ذلك من أحداث على رأسها حركة 20 فبراير ، ثم الخطاب الملكي ل9 فبراير 2011 ، و بعده التعديلات الدستورية التي كانت أول تجلياتها الحكومة الجديدة بقيادة الحزب الحاصل على الأغلبية في الانتخابات التشريعية .

المؤلف في ظل ما سبق ، حاول الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي استحوذت على فكر المهتمين يالشأن السياسي المغربي عامة ، والباحث على وجه الخصوص ، والتي يمكن تلخيصها كالأتي :

-         ما التغيير  وما الإصلاح ؟ و ما الإنتقال ؟

-         أي تغيير نريد ؟  و أي إصلاح نريد ؟ و أي انتقال ديمقراطي نسعى إليه ؟

-         من هم الفاعلون المعنيون بعملية الإصلاح ؟

-         ما هي ملامح الملكية البرلمانية التي حمل شعارها المتظاهرون في حركة 20 فبراير ؟

-         لماذا لم تنجح محاولات الإصلاح التي اعتمدها المغرب إلى حدود العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ؟

-         ما علاقة الإصلاح السياسي و الدستوري بالإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية ؟

-         أي دستور ينشده المغاربة اليوم ، بأي مضمون و بأية صيغة ؟

تميزت الجلسة الإفتتاحية للندوة بكلمات ممثلي الجهات المساهمة في تنظيمها ، حيث تدخل عميد الكلية المتعددة التخصصات ، و ممثلي المجلس المحلي للشباب و المجلس الحضري لأسفي ، وكذا ممثل برنامج الحكامة المحلية ، والذين تناولوا عدة محاور على رأسها التنويه بمبادرة الإحتفاء ومناقشة كل إصدار علمي جديد و ضرورة المحافظة على هذا التقليد .

عقب ذلك تدخل الدكاترة  عبد اللطيف بكور و  إبراهيم أولتيت و مصطفى الصوفي لمناقشة كتاب " روح الدستور " .

أشار ذ عبد اللطيف بكور في مستهل قراءته إلى الأهمية الكبيرة لكتاب " روح الدستور : نظرا ل :

1-   لأهمية الموضوع و تناوله لإشكالية الإصلاح في علاقته بسؤال السلطة والشرعية .

2-   ملامسته لمجموعة من القضايا عبر محطات تاريخية .

3-   لصدور الكتاب في ظروف سياسية دقيقة .

4-   لمحاولة الكاتب الإجابة عن عدد من الأسئلة الهامة من قبيل الإصلاح ، التغيير ، الإنتقال الديمقراطي .

و بذلك يعتبر  العمل فعليا قيمة مضافة .

كما نوه ذ بكور بتوفق المؤلف إلى حد كبير في اعتماده المنهج السوسيو سياسي ،حيث عمل على استحضار البعد التاريخي و السياسي والإجتماعي ، والعوامل الداخلية و المحيطة بالموضوع ، هذا على مستوى الشكل ، أما على مستوى المضمون ، فقد اكتفى بالحديث عن التقديم الذي قام به الأستاذ " عبد الله ساعف " للكتاب ، والذي  أشار إلى تجدر الفكرة الدستورية في التاريخ المغربي ، إذ كانت التغييرات الدستورية موازية لملفي الإنتخابات و حقوق الإنسان ، وكأن التغيير الدستوري هو المدخل الرئيسي للإصلاح في حين أن القوانين قد تظل حبرا على ورق إن لم يتم تفعليها على أرض الواقع ( حسب الأستاذ ساعف دائما) .

و بعد حديث مقتضب عن أهمية تأصيل المؤلف لعدد من المفاهيم التي استخدمها في مؤلفه ، ذكر ذ بكور عددا من  المؤاخذات الشكلية على الكتاب ككثرة الفصول  وعدم انسجام العنوان مع مضمون النص .

لم يناقش الدكتور إبراهيم أولتيت في مداخلته مضمون الكتاب " روح الدستور "على اعتبار أنه يعكس رؤية الكاتب ، بل ركز على عدد من المفاهيم الواردة فيه من قبيل : التغيير ، الإستقرار ، الشرعية  و المشروعية ..كما ذكر أن الباحث في القانون عليه أن يتحلى بالمنطق ، أي توخي الإنسجام بين المقدمات و النتائج ، واعتماد المنطق الاحتجاجي للإقناع ، إضافة إلى استخدام التسميات العلمية للأشياء والتي تختلف عن القاموس الإعلامي .

الأستاذ مصطفى الصوفي اعتبر بدوره أن المؤلف مساهمة قيمة ولو من مبدأ أن رافعة الإنتاج العلمي هو الهم المعرفي الذي يؤرق الكاتب ، خصوصا أن أصعب مراحل الكتابة صياغة الأسئلة التي تعكس الواقع بالطريقة المناسبة ، أما الأجوبة فتبقى نسبية ، كما حيا شجاعة الكاتب في صياغته لعنوان مؤلفه " روح الدستور " والذي يعتبر تحديا في حد ذاته.

بعدها انتقل ذ الصوفي إلى الحديث عن موضوع الدستور الذي يتربع على هرم القوانين ، وبالتالي يمثل أرقى أشكال الصراع بين موازين القوى ، وكيف أن المطالبة بالإصلاح الدستوري  تشكل دائما  جزءا من مسار المطالبة بالإصلاح السياسي عبر التاريخ المغربي منذ دستور 1962 .

و عن الإمكانيات المتاحة للإنتقال الديمقراطي ، أكد ذ الصوفي عن ضرورة وجود تربية على الديمقراطية بالنسبة لكل الأطراف ( أحزاب ، مجتمع مدني ، دولة ..) ، وأضاف أن هذا الانتقال لا يمكن أن يتم إلا عبر الهوية – المرتبطة بالوحدة الترابية -  وتوفر الإمكانيات بوجود تنمية حقيقية .

بعد هذه القراءات فتح باب النقاش ، حيث انصبت مداخلات الحضور على الكتاب المحتفى به من حيث الشكل والمضمون ، وكذا حول الدستور المغربي الذي يوفر في نظر بعض المتدخلين إمكانيات غير متاحة ، وكما عبرت أراء أخرى عن غياب أي تغيير حقيقي أو انتقال ديمقراطي في المغرب ، بدليل تقارير المنظمات الدولية التي تصنف المغرب في مراكز متدنية من ناحية الفساد و التمنية البشرية و الحريات ، فيما تحدث  جزء من الحضور عن إمكانية التغيير الهادئ و السلمي في ظل الاستقرار السياسي ، وفي تدخل أخير ناشد أحد الحضور الأحزاب السياسية بالابتعاد عن النقاشات الهامشية و التلاسن عبر وسائل الإعلام ، في حين أن القضية الوطنية أحق بهذا المجهود .

وفي ختام الندوة أخد الكلمة الدكتور سعيد خمري  للتعقيب عن مجمل المداخلات و عبر عن سعادته بتفاعل القراء و الحضور مع مؤلفه  الذي أخد منه عدة سنوات و لهذا لا يمكن اعتباره - حسب رأي المؤلف – جاء ردا على حركة 20 فبراير كما يظن البعض .

كما أن كتب " روح الدستور " لا يمكن أن يحمل إجابات عن كل الاشكالات المحيطة بموضوع الدستور ، لذا فقد قام بتحديد عدد من الأسئلة و حاول التطرق لها .

وعن الشكل العام للمؤلف وعنوانه ، اعتبر ذلك اختيارا شخصيا يختلف من باحث لآخر ، ونفس الشيء بالنسبة لعنوان المؤلف ، أما فيما يخص المفاهيم المستعملة ، فقد قام بتأصيلها في بداية الكتاب تفاديا لأي لبس .

 

وداد الرنامي

 

 

Partager cet article
Repost0
17 août 2012 5 17 /08 /août /2012 22:43

محمد الساسي يحلل الوضع السياسي في المغرب

نظم الحزب الإشتراكي الموحد بأسفي لقاءا جماهيريا مع الباحث السياسي  السيد محمد الساسي عضو المجلس الوطني للحزب وأحد المنظرين الأساسيين داخل الفضاء المغربي والذي تناول خلال اللقاء بالتحليل موضوع " الوضع السياسي الراهن "

قسم الأستاذ الساسي بحثه إلى قسمين خصص الجزء الأول لملامح الوضع السياسي في المغرب والثاني لمهام اليسار في المرحلة .

وحدد الساسي 8 نقط حلل من خلالها الوضع السياسي الراهن علما أنه فتح النقاش في الجزء الثاني والخاص بدور اليسار دون أن يعبر عن رأيه فيه .

1 – تنامي ظاهرة الإحتجاج في المغرب : تأثير الربيع العربي أدى لتنامي ثقافة الإحتجاج في الشارع المغربي و نهاية زمن الخوف حيث أن الشارع المغربي أصبح يغلي رغم القمع كما خرج للشارع فئات كانت في الغالب ممنوعة من التظاهر كالمقدمين والشيوخ والقضاة  وهو ما يعني لدى اليسار أن هناك نفس طويل في الوضع الحالي لاحتجاج ضد كل مظاهر الظلم والقمع وغياب العدالة الإجتماعية .

2 – تقديم النظام المخزني لتنازلات جزئية :أدى تزايد الإحتجاج في المغرب لتقديم النظام الحاكم في المغرب لتنازلات عبر دستور جديد لكبح الإحتقان في الشارع وهو ما جعل البعض يتحدث عن الإستثناء المغربي النابع أساسا من لعبة سياسية تدور بنفس الطريقة كلما احتقن الوضع السياسي يقدم النظام تنازلات ،علما أن التنازلات الحالية كانت في مطلب الكتلة الديمقراطية في 1992 وهو ما يعني أن الدستور الحالي متأخر ب20 سنة .

ورفض الحزب الإشتراكي الموحد التصويت لصالح الدستور لكونه لا يشرع لملكية برلمانية حيث لا يعطي المسؤولية للمنتخبين ولا يرسخ فكرة المحاسبة ولازال الملك مسيطرا على وضع الاستراتيجية العامة للبلاد من خلال ترأسه لمجلس الوزراء .

3 – تحالف سياسي جديد : تشكل تحالف جديد بين العدالة والتنمية والملكية بناء على تنازلات مشتركة .

فالنظام الحاكم لم يقم بمناورات لحرمان العدالة والتنمية من الحكم ولم يقفل أمامه أبواب الإنتخابات وقدم تنازلات في صياغة الدستور من قبيل إلغاء حرية العقيدة  وتوافقات حول هوية الدولة المغربية .

وبالمقابل دافع حزب العدالة والتنمية على الدستور ولم يشارك في حركة 20 فبراير وصوت لصالح دستور ممنوح ولم يطعن في نتائج الإنتخابات وقبل تحالفات على مقياس الملك .

4- انتقال الحكومة من خطاب اندفاعي لخطاب دفاعي :رغم كون خطاب بنكيران يفتقد للعمق إلا أنه تمكن من خلق تواصل مقبول مع الشعب من خلال حديث عفوي حول علاقته بالملك دون أن يتحدث عن عمق المشاكل التي تعانيها حكومته ،كما انتقل وزراء العدالة والتنمية من خطاب اندفاعي عبر نشر لوائح المستفيدين من رخص النقل ومعارضة تي جي في إلى خطاب دفاعي مباشرة بعد الزيادة في ثمن المحروقات وتجميد دفاتر التحملات وتعيين الولاة والعمال .

5 - مفهوم المعارضة : لا أحد يعرف من يقوم بدور المعارضة في المغرب حيث  اعتبر الساسي أن هناك غموض يلف هذا المفهوم حاليا بعدما أصبح العدالة والتنمية يهدد بدوره بالخروج للشارع رغم كونه في الحكومة ،كما أن الاتحاد الاشتراكي الذي اختار التموقع في المعارضة أصبح معارضا لقرارات بنكيران وحده وليس النظام كاملا فمثلا انتقد قرار بنكيران في عدم التدخل في تعيينات العمال والولاة والسكوت عن تعيينات السفراء قبل بداية الحكومة .

6 – حالة لا توازن حزبي : لا يختلف إثنان في كون حزب العدالة والتنمية اليوم كونه حزب قوي ومنظم وأكد خلال مؤتمره الأخير وجلسته الإفتتاحية والوجوه التي حضرت أنه رقم مهم في الساحة السياسية المغربية .

وفي المقابل هناك يمين غائب وضعيف ومنبطح ويسار مشتت وفقد بعضه جزء من المصداقية عبر مشاركته في تدبير الشأن العام .

7  - استقواء نزعات القمع الفكري : ويستشهد الساسي بحادثة النهاري والغزيوي صحفي الأحداث ولغة الدعوة للقتل التي أطلقها البعض على بعض الشباب في قضية إفطار رمضان ورفض فكرة الحوار والإقناع  وتوسيع الحوار الوطني .

8 – بداية شن حرب انتقامية على حركة 20 فبراير : اعتبر الساسي أن في البداية عوملت الحركة كشباب متحمس يجب الإنصات لهم والإستماع لمطالبهم وتقديم التغيير الدستوري بمثابة استجابة ملكية لكل مطالبهم ،وأدى فوز العدالة والتنمية وانسحاب العدل والإحسان من الحركة لتراجعها و قمعها من طرف النظام ورغم ذلك لازالت هناك مظاهر الإحتجاج متواصلة وهو ما يعني أن هناك ضرورة ملحية لإصلاح حقيقي وشامل ويؤكد أن النظام لم يقدم سوى تنازلات لم تمس جوهر المطالب الحقيقية للشباب المغربي وطموحاته في الحرية والديمقراطية .

نورالدين ميفراني

Mohamed-Sassi.jpg

Partager cet article
Repost0
23 janvier 2012 1 23 /01 /janvier /2012 13:39

    كلام صامت

Photo 005

 


 

 

 

رجا قادر

 

        قد يتذكر المغاربة جميعا، كما نتذكر ثدي الأم  الذي كنا  ننسج عليه حروف سمفونية جميلة بدمعات صامتة، ﺫلك المسلسل  المكسيكي الذي كان يقام له و يقعد و كانت المنازل المغربية تعرف حالة من الاستنفار ونوعا من  حظر التجول عندما تبدأ موسيقى جينيريكه  معلنة بداية حلقة من حلقاته. سمي المسلسل “ رهينة الماضي” و لكن كانت الغالبية تفضل تسميته “ڭوادالوبي”  لكون الاسم يعود لبطلته التي جعلت مشاهديها رهائن لديها كل يوم ابتداء من الساعة السابعة و النصف إلى الثامنة و النصف من الليل، و كان مشاهدو هذا الإنتاج المكسيكي الأصل يودون البقاء رهائن لدى ڭوادالوبي طويلا؛ فقد كانت و جوهم تعبس و تتغير ملامحها عند مغادرة السيدة “ڭوادالوبي”   شاشتهم كل ليلة.                             يبقى مسلسل ڭوادالوبي   ظاهرة تلفزية لكون تأثيره  كان كبيرا٬ و داع صيته بين الجميع و أصبح حديث الفتيات الطامعات في أمير لن يأتي٬  و النساء المشتكيات من شح كلمات زوج لا يعبر عن حبه على الطريقة المكسيكية؛و بالعودة لتجليات  الظاهرة يمكن إجمالها فيما يلي:                                                                                            

- أصبح مسلسل ڭوادالوبي   على رأس قائمة مواضيع اليومي خصوصا في البادية التي كانت تعرف طقوسا مميزة في انتظار حلقة الليلة كتعبئة البطارية و ربطها بالجهاز الموضوع على صندوق الخضر الفارغ  و تحضير العشاء قبل حلول ڭوادالوبي ضيفة على أهل الدار٬ و كذا  إنهاء جميع الواجبات المنزلية للتفرغ لاستضافة السيدة المنتظرة.            

- استغل الحب الساذج للمسلسل من أجل الاستثمار  في مجالات كالغناء و بيع الملابس؛ حيت عرف زمان المسلسل تأليف أغاني شعبية و بيعها في شكل شرائط٬ كما كان ارتداء قميص يحمل صورة  لبطلي المنتوج التلفزي أو لأحدهما دليل عنفوان و تعلق فاق الشديد به. و بهذا استطاع المسلسل أن يحقق للبعض استثمارا إيجابيا٬ وسميت شاحنات باسم بطلي المسلسل٬  و رهن الجميع في نهاية المطاف.                                                         

- بعد الحب الذي منحه المغاربة لڭوادالوبي في سخاء أسطوري و كأنها رضعت من  نفس الثدي الذي رضعوا منه٬ جاءت  إلى المغرب و قدمت جوائز في احتفالات أسبوع الفرس بالرباط و هبت رهائن ڭوادالوبي للقياها و التمعن في قسمات وجهها، و كأن الذين دعوا الممثلة المكسيكية عرفوا جيدا من أي “بزولة  يدوخ ”  مشاهدو تلفزاتنا.                         

       غادرت ڭوادالوبي شاشات المغاربة فتحسر البعض على رحيلها٬  و بحث عنها آخرون في قائمة القنوات الفضائية بعد انتشار الدش على نطاق واسع. و ما زلت أحفظ في ذاكرتي صورة نساء بلدتي الصغيرة وهن خارجات يزغردن عند نهاية المسلسل و كأنهن يودعنها  لآخر مرة، و بقي “رهينة الماضي”٬الذي كنا نتمنى أن تقام لأجله دراسات لمزيد من الكشف عن علاقة المغاربة بڭوادالوبي٬ ظاهرة تلفزية بامتياز.                                    

       حلت أسماء جديدة ضيفة على الشاشة المغربية كسمنطا و يحيى و مهند٬ لكنها لم تتمكن من أن تصل“ بريستيج” ڭوادالوبي٬ أما اليوم فمعضلة الأفلام المدبلجة بالدارجة تفرض ذاتها بحدة و تعد  موضوع نقاش واسع نظرا لحساسيته.                                           

        بعد أن كان الراحل  إبراهيم السايح يترجم أفلاما هندية ك “دوستي” بالدارجة المغربية٬ أصبحت اليوم  الانتاجات المدبلجة بالدارجة حاضرة بقوة إن على مستوى العرض التلفزي أو على مستوى نسب المشاهدة٬ و في الوقت الذي يزعم البعض  من داخل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة أن الانتاجات المدبلجة تسعى إلى تقريب المتلقي٬ ترى أسماء من عالم الفن أن المسلسلات المدبلجة بالدارجة لا تعدو أن تكون مجرد “ تخربيق” و فوضى  تهدف إلى تعميق أزمة الهوية لدى المغاربة.                                                          

       إن المعضلة لا تكمن في دبلجة إنتاج ما٬ لكن السؤال الذي يطرح ذاته هو أي إنتاج أدبلج؟ فهذه  الانتاجات في أصلها عبارة عن أعمال أنتجت في واقع له ثقافته و قيمه و رؤيته الخاصة للأشياء و الكون٬ و بدبلجتها فإننا نعرض لمتلق انتاجات غريبة عن ثقافته بلغة يتكلمها و يفهمها الجميع و  تشكل جانبا مهما من هويته٬ و لعل هذا كان  السبب و راء دبلجتها لأنها إن عرضت بلغتها الأصلية و حتى إن دبلجت باللغة العربية لن تلقى نفس الوقع على المشاهدين٬ علاوة على أن المفاهيم التي تروج لها الانتاجات تسعى إلى خلق نوع من الاختلال القيمي  داخل الأسرة المغربية.                                                                

       لن نكون حضاريين إن حكمنا بفكرة الانعزال الثقافي عن انتاجات مختلفة عن ثقافتنا٬ لكن هذه العملية يجب أن تكون في إطار من احترام المتلقي و بعيدا عن كل اعتبارات نفعية.        وختاما  فالإعلام الجاد هو الذي يدفع متتبعيه إلى التأمل و التساؤل٬ لا الذي يختزله في تلك الرهينة أو ﺫلك المتلقي الساذج.                                                                           

 

 

Partager cet article
Repost0
25 décembre 2011 7 25 /12 /décembre /2011 21:30

 

توصلنا بشكاية من مجموعة من ساكنة فرقة البحيرات بجماعة بوكدرة إقليم اسفي، موجهة إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر و البحث العلمي ، وذلك بخصوص معاناة أبنائهم في الفضاء التعليمي. مرفوقة بتوقيعات 35 من أباء وأولياء التلاميذ. ندرجها فيما يلي :

"       يؤسفنا نحن ساكنة الدواوير المومأ إليها أعلاه ، أن نتقدم إلى جنابكم الموقر بشكايتنا هذه و التي تتمحور حول طرح عدة مشاكل من جملتها الخصاص المهول في هيئة التدريس بفرعية الحنيشات (المستوى الرابع ، الخامس و السادس) ، في حين يختلف الأمر بالنسبة لمركزية أولاد اسعادة ، إذ أن معلما واحدا يقوم بمهمة تدريس مستويين في أن واحد (الخامس والسادس ) لحصتي العربية والفرنسية في آن واحد بمعدل ساعة واحدة للحصة الواحدة ، الأمر الذي يجعل التلاميذ لا يستوعبون الدروس بشكل جيد.

وبخصوص المسمى محمد لحمامصي ، المعلم بمركزية أولاد اسعادة ، فهو يعنف التلاميذ بشكل لا يمكن تصوره ، إذ انه يقوم بضربهم بشكل مبرح على رؤوسهم على الرغم من صغر سنهم.و الأخطر من هذا وذاك أن المسمى عبد المجيد.......، علاوة على بعض التصرفات موضوع شكاية سابقة (أمر التلاميذ بإحضار خمسة دراهم لشراء السجائر بالتقسيط)، فهو يتجسس على التلميذات حين ولوجهن المراحيض خلسة ، حيث تم ضبطه غير ما مرة.

ومن جهة أخرى ، ما زال معظم السادة المعلمين يتغيبون عن التدريس بدون أسباب مشروعة طيلة أيام الأسبوع،كما أن بعضهم يتنقل بين الفرعيات من دون أي سبب يذكر،باستثناء فئة قليلة جدا من هؤلاء.

وهذه إلى غيرها من الأمور التي تذمر منها الآباء والتلاميذ على حد السواء، وكانت موضوع شكاية سابقة ، ظلت للأسف دون رد.

ولا يفوتنا كذلك الإشارة إلى التنقيلات التعسفية للتلاميذ التي يقدم عليها السيد المدير دون سابق إشعار لأولياء أمورهم .مع التذكير أننا اشتكينا من كل هذه التصرفات إلى هذا الأخير ، إلا انه للأسف لم يحرك ساكنا بل يبدو انه متواطء مع هؤلاء.

وأمام هذه الوضعية لم نجد بدا من القيام بوقفة احتجاجية في غياب أي محاور جاد الذي يمكنه دراسة جميع هذه المشاكل بجدية وإيجاد الحلول الناجعة لها.

                                                               و الســــــــــــــــــلام. 

 

Partager cet article
Repost0
18 décembre 2011 7 18 /12 /décembre /2011 23:42

 

small_400_247443016-mini.jpgتحت شعار "المسرح في قلب التغيير/ نحو سياسة عمومية لإصلاح القطاع المسرحي"، نظمت النقابة المغربية لمحترفي المسرح المؤتمر الوطني السادس بمدينة اسفي.وامتدت أشغاله طيلة أيام 16-17-18 دجنبر 2011 .

تميز المؤتمر بحضور عدد من نجوم المسرح المغاربة كمحمد بسطوي ، نعيمة اليأس، عزيزموهوب، محمد الخلفي ، عبد اللطيف خمولي، فاطمة وشاي ، محمد الدرهم، هشام بهلول....كما حضر جلسة الافتتاح الفنان ياسين أحجام أول فنان مغربي يحصل على عضوية مجلس النواب.

تمت خلال الجلسة العمومية الأولى قراءة التقريرين الأدبي  والمالي ومناقشتهما ، ثم قدم المكتب الوطني السابق استقالته رسميا ، ليتولى رئاسة باقي أشغال المؤتمر لجنة مكونة من السادة : سالم كويندي ، الحسين الشعبي و إبراهيم الدمتاني. ثم تفرع المؤتمرون إلى لجان قدمت نتائج أشغالها بعد جلسات ونقاشات مطولة.

يصادف المؤتمر الوطني  للنقابة المغربية  لمحترفي المسرح هذه السنة أجواء غير عادية ، بالنظر إلى التغيرات التي يعرفها العالم عامة والتي تعرفها بلادنا على وجه الخصوص، على رأسها النتائج التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع حيث أفرزت أغلبية من حزب العدالة و التنمية المعرف بمواقفه من الفنون والمهرجانات. كل هذه المتغيرات ألقت بظلالها على النقاشات الدائرة ، لكنها لم تغير من الهدف الرئيسي للمؤتمر والمتمثل في تناول المسرحيين لوضعيتهم المهنية ، ونقاش المشاكل الداخلية للنقابة قصد تطوير العمل الاحترافي المسرحي وتحسين وضعية الفنانين وظروف اشتغالهم.

                                               small 400 933840038-mini

وإذا كانت النقاشات الجادة هي الطبق الرئيسي للمؤتمر والنجوم الحاضرون هم الأزهار التي تزين مائدته ، فلم يخل هذا التجمع الفني من فاكهة استمتع بها المؤتمرون والضيوف ، وهي عبارة عن عرضين مسرحيين. الأول تحت عنوان " عرس البحر " قدمته فرقة "همزة وصل للإبداع " باسفي، تناول بعض وجوه الرشوة واستغلال النفوذ داخل المؤسسات، جاعلا من أسطورة لالاميرة وسيدي محمد البحر خلفية للعرض.أما المسرحية الثانية فهي بعنوان " تقرقيب الناب واحوايج اخرى" لفرقة " نحن نلعب للفنون" بالرباط ، اهتمت المسرحية بهموم الإنسان البسيط وأحلامه ، وتوهانه في دوامة الحياة متسائلا عما ستؤول له الأوضاع .

اختتمت أشغال المؤتمر باختيار السيد " مسعود بوحسين" رئيسا ، وقدمت لجنة الترشيحات  لائحة بعدد من الأسماء لعضوية أجهزة النقابة. تمثل فرع اسفي في المكتب الوطني بالأستاذ سالم كويندي ، وفي المجلس المركزي بالأستاذ عبد الحق ميفراني رئيس فرع النقابة بالمدينة و الأستاذ محمد الفطناسي ومحمد لعرج وفاطمة الزواني .

إن احتضان مدينة اسفي للمؤتمر الوطني  للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح يعتبر حدثا هاما، خاصة وان المدينة كانت تعتبر إحدى مراكز مسرح الهواة  وكانت تتوفر على عدد كبير من الفرق المسرحية ، كما أعطت أسماء فنية معروفة كالأساتذة سالم كويندي ومحمد الوافي و محمد الفطناسي ....والفنان يوسف ايت منصور ونوفل البراوي.... . لكن تراجع الحركة الثقافية والخصاص الكبير في دور الشباب وأماكن العرض ، إضافة إلى نذرة الجهات الداعمة ، حولت شعلة الإبداع إلى رماد كاد يخبو تماما لولا بعض الجمرات التي تصر على الاحتراق للحفاظ على وجود أب الفنون باسفي. وهم ثلة من المبدعين الذين يبذلون الكثير من الوقت والجهد لتاطير الشباب وتحبيبهم في هذا الفن الجميل.

Partager cet article
Repost0
17 décembre 2011 6 17 /12 /décembre /2011 17:43

 

 

 "علينا أن نرى الآن الطرق و القواعد التي يجب على الأمير أن يسير فيها بالنسبية إلى رعاياه وأصدقائه.ولما كان الكثيرون قد أسهبوا في الكتابة عن هذا الموضوع ، فاني اخشي أن تبدو كتابتي عنه غرورا مني لا سيما وأنني اختلف في هذا الموضوع خاصة عن رأي الآخرين.ولكن لما كان من قصدي أن اكتب شيئا يستفيد منه من يفهمونه ، فاني أرى أن من الأفضل أن امضي إلى حقائق الموضوع بدلا من تناول خيالاته ، لاسيما وان الكثيرين قد تخيلوا جهوريات وإمارات لم يكن لها وجود في عالم الحقيقة ،وأن الطريقة التي نحيا فيها تختلف كثيرا عن الطريقة التي يجب أن نعيش فيها ، وان الذي يتنكر لما يقع سعيا منه وراء ما يجب أن يقع إنما يتعلم ما يؤدي إلى دماره بدلا مما يؤدي إلى الحفاظ عليه . لا ريب في أن الإنسان الذي يؤيد امتهان الطيبة و الخير في كل شيء،يصاب بالحزن و الأسى عندما يرى نفسه محاطا بهذا العدد الكبير من الناس الذين لا خير فيهم.ولذا فمن الضروري لكل أمير يرغب في الحفاظ على نفسه أن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير ،وان يستخدم هذه المعرفة أو لا يستخدمها، وفقا لضرورات الحالات التي يواجهها."

                              نيقولو مكيافللي


 

قد يتساءل متسائل عن السبب الذي دفعنا إلى تلخيص هذا الكتاب الضارب في القدم، والجواب بسيط وواضح ، انه الربيع العربي الذي جعل الجميع يعيد النظر في عدد من المفاهيم السياسية ، وزخم النقاش حول دور الحاكم في علاقته بشعبه . فرأينا أن ننقل للقارئ ملخصا عن احد أشهر الكتب السياسية في تاريخ الفكر الإنساني ، حيث بلغت شهرته إلى حد وصف مؤلفه بالشيطان ونعت الكتاب نفسه بقران الحكام أو إنجيلهم.فأي كتاب هذا الذي جمع وصفي اللعنة و القداسة معا؟ خصوصا إذا علمنا انه كان موضوع أطروحة موسوليني لنيل الدكتراه، وقيل أن هتلر ولينين وستالين كانوا يضعونه على مقربة من أسرته ويقرؤون فيه كل ليلة.وقال عنه سيد قطب في "معالم الطريق": " إن كتاب مكيافللي ليس شراً محضاً بل فيه وفيه، على أنه لا يستطيع تمييز خيره من شره إلا بصير عليم."

ولد نيقولا مكيافللي في فلورنسا عام 1469 من أسرة توسكانية عريقة، وشب في عهد الأمير "المديتشي" الذي أطلق عليه الفلورنسيون اسم "لورنزو" العظيم، والذي أعتبر عهده العصر الذهبي للنهضة الايطالية. وكان "لورنزو" أديباً وشاعراً فشمل برعايته الفنانين والأدباء وأهل العلم وإليه يرجع الفضل في حفظ التوازن في القوى بين الوحدات الرئيسة الخمس للسلطات في إيطاليا.(مملكة نابولي،الدولة البابوية في رومة ، و البندقية و فلورنسا وميلان).

كان الشاب ميكيافللي مثقفا و مهتما بأوضاع بلاده السياسية، بل ممارسا لعمل سياسي غير هين ،فقد انتخب" سكرتيرا للمستشارية الثانية لجمهورية فلورنسة، التي تشرف على الشؤون الخارجية و العسكرية، واضحي من واضعي السياسة ومخططيها، حتى انه اختير في أربعة وعشرين بعثة ديبلوماسية، بينها أربعة لملك فرنسا، وعدة بعثات لرومة وواحدة إلى الإمبراطور مكسميليان. إلى أن وقع تغيير في الواقع السياسي، بعد أن قضى ميكيافللي ثلاثة عشر عاما في الحكم.فجاء الجيش الفرنسي من جديد إلى فلورنسة ، واضطر أهلها تحت ضغط الفزع و الخوف إلى استدعاء ال مديتشي(وكانت عائلة ميكيافللي  منذ القدم من اشد المعادين لهم) ، وخرج ميكيافللي بدوره منفيا من مدينته.

لم يكن كتاب "الأمير" الوحيد الذي ألفه "ميكيافللي إلا انه الأشهر.وقد ضمنه عصارة تجربته وبعثه كإهداء إلى "لورنزو الجديد " . واستمر يوزع على شكل مخطوط ونسخ عنه، لكن طباعته لم تتم إلا بعد خمس سنوات من وفاة ميكيافللي سنة 1532.وعنه يقول صاحبه:"لم أحاول تزويق كتابي بالجمل الطويلة، ولا بالزخارف اللفظية الطنانة، ولا بالحلي الجذابة المصطنعة التي يلجا إليها الكثير من الكتاب لتنميق مؤلفاتهم، لأني لا اطلب مجدا لكتابي أكثر مما يستحقه بفضل جدة موضوعه ورزانته.".

 

                                                 الاميـــــــــــــــــــر

أنواع الحكومات المختلفة و الطريقة التي أنشئت بها.

يستهل الكاتب تحليله السياسي بتلخيص لأهم أشكال الحكم التي عرفتها البشرية منذ بداية ظهور مؤسسة الدولة إلى العصر الذي عايشه ميكيافللي.حيث يقسمها إلى شكلين لا ثالث لهما : إما الشكل الجمهوري أو الملكي. ويقسم النمط الأخير إلى ملكيات وراثية أو حديثة العهد والنشوء. وهذه الأخيرة هي التي يطيل الكاتب الحديث عنها ، بل يخصص لها جل فصول مؤلفه.ومبرره في ذلك أنها الأكثر عرضة للقلاقل و الصعوبات . على عكس الملكيات الوراثية ،  حيث أن " الأمير صاحب الحق الشرعي ، لا يستفز وجوده ، بحكم الحاجة و العلة ، أية حزازات فمن الطبيعي أيضا أن يكون حب الشعب له كبيرا " إلا إذا اقترف من الرذائل ما يربو على المعقول.

أما" الملكيات الحديثة  المختلطة" كما يسميها ميكيافللي فإنها تتعرض لعدة عراقيل يفصلها في كتابه ، مرفقا كل حالة منها بنصائح للأمير حتى يتمكن من تفاديها أو التغلب عليها :

- يري ميكيافللي أن الناس يقبلون على تغيير حكاهم بمحض  إرادتهم  ، آملين في تحسين أحوالهم. فان لم يتحقق لهم ذلك  وانتقلوا إلى حالة أسوا أحسوا بخداع حكامهم الجدد وسعوا إلى الثورة عليهم بدورهم. وهذه نتيجة حتمية لسبب بديهي آخر وهو ما يلحقه جنود الحاكم الجديد من أذى بالرعايا في المملكة التي وصل الأمير إلى حكمها "وهكذا فانك ستجد أعداءك دائما ، أولائك الذين تضرروا من جراء احتلاك لبلادهم ،وليس في مكنتك الاحتفاظ بصداقة أولائك الذين ساعدوك في الحصول على هذه الممتلكات الجديدة ، لأنك لن تستطيع تحقيق جميع آمالهم ،كما انك ستكون عاجزا عن مقابلتهم بالشدة و الصرامة بالنظر لما تشعر به من دين لهم عليك.ولهذه الأسباب كلها ، مهما كانت جيوشك بالغة القوة فانك ستحتاج كل الحاجة إلى عطف السكان لتتمكن من احتلال بلادهم."

- عندما يضيف الأمير إلى مملكته دولا جديدة تتحدث نفس لغة وتنتمي إلى نفس القومية فمن السهولة الاحتفاظ بالضم ،لكن الأمر يختلف عندما يتم ضم دولة تختلف لغة وقومية وعادات ، يكون حينها  على الأمير إن يبذل جهدا مضاعفا للحفاظ عليها ، وينصحه الكاتب قائلا:" ولعل من خير الوسائل و أكثرها طمأنينة  هو أن يقرر الحاكم الجديد إقامة مقره في الممتلكات الجديدة .وهذا القرار يجعل الامتلاك أكثر سلامة وأطول أمدا.وهو ما فعله الأتراك في بلاد اليونان ".  فذلك – في رأي المؤلف - يمكنه من معالجة الاضطرابات في مهدها ، كما يقوي من هيبته بين مواطنيه . كما أن وجوده يحد من جرأة البلدان الأجنبية على مهاجمة تلك الأرض المحتلة قصد الفوز بها.و ينصح ميكيافللي الأمير بإقامة الجاليات بتلك الأرض تعزيزا لسلطته ، وهو خيار أفضل من الحاميات العسكرية التي تكلف كثيرا وتشعر السكان بوطأة الاستعمار.

- وبخصوص معاملة الأمير  لرعاياه الجدد :" يجب أن نلاحظ انه علينا  أن نعطف على الناس أو نقضي عليهم.إذ أن في وسعهم الثار للإساءات الصغيرة ، أما الإساءات الخطرة البالغة فأنهم اعجز من أن يثاروا لها. ولذا إذا أردنا الإساءة إلى إنسان فيجب أن تكون هذه الإساءة على درجة بالغة لا نضطر بعدها إلى التخوف من انتقامه ."

- لا يغفل ميكيافللي مسالة التعامل مع الدول المجاورة ومدى تأثيرها في الأوضاع الداخلية للبلدان ، فهو ينصح الأمير ب : " أن يقيم في نفسه زعيما لجيرانه الضعفاء ، وحاميا لهم ، وان يحاول إضعاف الأقوياء منهم ، وان يعنى بحمايتهم من غزو حاكم أجنبي آخر ، لا يقل عنه قوة وشأوا.وسيجد نفسه في هذه الحالة دائما مدعوا للتدخل ، بين جيرانه المتنازعين بسبب الطموح أو الخوف ، بطلب منهم."

- ما يمكن نعته في أيامنا بالجانب الاستراتيجي للحكم يشير له ميكيافللي بالنظرة المستقبلية للأمور والتي يجب أن يتسم بها الأمير حتى يتمكن من توقع كل المخاطر والعمل على مواجهتها قبل إن تستفحل.

الاستيلاء على الدول و المحافظة عليها

بعد هذا التقديم الشامل للصعاب التي تتعرض لها الملكيات الحديثة ،ينتقل ميكيافللي إلى تناول مختلف الطرق التي يتم الاستيلاء بها عل الإمارة الجديدة ، مبينا ما لكل منها من خصوصية على الأمير أخذها بعين الاعتبار.

حكم المدن أو الممالك التي كانت قبل احتلالها تعيش في ظل قوانينها الخاصة : 

"عندما تكون الدول التي تم احتلالها قد الفت الحرية في ظل قوانينها الخاصة ، فهناك ثلاثة سبل للاحتفاظ بهذه الدول . أما السبيل الأول فهو تجريدها من كل شيء ، وأما الثاني فهو أن يذهب الأمير المحتل ليقيم في ربوعها، وأما الثالث و الأخير فهو أن يسمح لأهلها بالعيش في ظل قوانينهم مكتفيا بتناول الجزية منهم.وخالقا فيها حكومة تعتمد على الأقلية الموالية للحاكم. وتدرك مثل هذه الحكومة التي خلقها الأمير أنها تعتمد في بقائه على صداقته وحمايته، ولذا فهي تبذل بالغ الجهد للحفاظ عليهما. يضاف إلى هذا أن المدينة التي الفت الحرية لا تذعن بسهولة إلا إلى أبنائها ومواطنيها. وهذا هو  السبيل الصحيح للاحتفاظ بها."

-الممالك المحتلة حديثا بقوة السلاح الخاص و بالقدرة و الكفاءة:

 يؤكد ميكيافللي في هذا الباب على القوة كأفضل وسيلة للحفاظ على هذه الممالك ، فلولا القوة ما كان للقوانين من قيمة .ويستدل بالتاريخ قائلا : " أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين قد احتلوا وانتصروا بينما فشل الأنبياء غير المسلحين ". ويفصل ميكيافلللي : "تختلف طبيعة الشعوب ، وقد يكون من السهل إقناعها بأمر من الأمور، ولكن من العسير جدا إبقاؤها على هذا الاقتناع ، ولهذا أصبح من الضروري فرض الأمور عليها ، حتى إذا توقفت عن الاقتناع أرغمت عليه بالقوة."

- الممالك التي يتم احتلالها بمساعدة الآخرين أو بمساعد الحظ:

قد لا يجد الذين يرتقون من صفوف الشعب إلى مرتبة الإمارة بفضل حسن الطالع صعوبة كبيرة، في هذا الارتقاء ولكنهم يجدون صعوبة كبيرة في المحافظة على مراكزهم لذا :"على كل من يرى ضرورة للاحتفاظ بإمارته الجديدة عن طريق تامين نفسه ضد الأعداء ، وكسب الأصدقاء و الاحتلال بالقوة أو الخدعة وفرض الحب و الخوف على رعاياه وبسط الاحترام و التبعية على جنوده ن وتدمير كل من يمكن أن يلحق به الأذى ، وإدخال البدع بدل العادات القديمة و الاتصاف بالشدة والرحمة معا و الشهامة و التحرر ، و القضاء على المتطوعين القدامى وخلق قوة جديدة ، و الحفاظ على صداقة الملوك و الأمراء بشكل يحملهم على الإقبال على تقديم المنافع له و الخوف من إيذائه.أن يجد في أعمال هذا الرجل خير مثال يحتذى."

أولئك الذي يصلون إلى الإمارة عن طريق النذالة:

نعم ، رغم أن أهم ما تميز به كتاب "الأمير" هو الفصل التام للسياسة عن الأخلاق ، إلا أننا مع ذلك نجد ميكيافلللي يتحدث عن النذالة في الوصول إلى الحكم. لم يقدم لها تعريفا محددا إلا انه قام بسوق مثالين تم فيهما الحصول على السلطة عن طريق "النذالة" لا نجد مناصا من التطرق لكليهما في هذه الفقرة ولو من باب تلمس معنى "النذالة "في علاقتها بالإمارة عند ميكيافللي.

المثال الأول يخص " اغاتو كليس " ملك سراقوسة. الذي ينحدر من طبقات فقيرة جدا، لكن قوته الجسمانية و العقلية مكنته من الانضمام إلى المتطوعة والارتقاء حتى بلغ درجة قاضي القضاة "بريتور". فاغراه طموحه بالإمارة،" واسر بنواياه إلى هاميلكار القرطاجي الذي كان يحارب على رأس جيوشه في صقلية.واستدعى ذات صباح أهل سراقوسة ومجلس شيوخها للتشاور معهم في قضايا بالغة الأهمية بالنسبة للجمهورية.وعند إعطائه الإشارة المقررة ، قام جنوده بذبح جميع الشيوخ وأثرياء المدينة. وبعد أن تحقق له القتل  تمكن من احتلال المدينة وحكمها دون أن يخشى المنازعات الداخلية." ويعلق ميكيافللي على هذا الحدث قائلا :" ولا يمكننا أن نطلق صفة الفضيلة على من يقتل مواطنيه.ويخون أصدقاءه ويتنكر لعهوده.ويتخلى عن الرحمة و الدين. وقد يستطيع المرء بمثل هذه الوسائل أن يصل إلى السلطان ، ولكنه لن يصل عن طريقها إلى المجد."

أما النموذج الثاني فيدعى " اوليفيروتو دافيرمو"  وهو يتيم الأب رعاه خاله الذي أنشاه على أن  يكون جنديا منذ حداثته حتى حصل على مركز عسكري ممتاز ، لكنه رأى  من المهانة أن يظل تحت قيادة الآخرين. فعزم على احتلال مدينة "فيرمو" بمساعدة بعض مواطني المدينة . فكتب لخاله معبرا عن أشواقه لرؤيته ورؤية مدينته – التي كان بعيدا عنها في خدمة الجيش - وطلب منه أن يهيئ له استقبالا يليق بما أحرزه من مكانة . خصوصا انه يرافقه مائة فارس من أصدقائه وأتباعه.فحقق له خاله رغبته "وحمل أهل المدينة على استقباله وتكريمه ثم استضافه في منزله. وبعد أن انتظر اوليفيرتو بضع أيام حتى اعد خطته الشريرة الماكرة. دعا خاله جيوفاني وجميع البارزين من رجال "فيرمو" إلى وليمة كبرى.وبعد العشاء وما أعقبه من احتفال مألوف في هذه المآدب ، افتتح "وليفيتو" بكياسة بعض المناقشات المهمة {.........} ومضى إلى غرفة مجاورة ما عتم أن لحق به إليها جيوفاني {خاله} و الوجهاء الآخرون، وما كادوا يجلسون حتى هجم عليهم الجنود من مخابئهم فقتلوا جيوفاني وجميع الوجوه . وبعد انتهاء المجزرة امتطى "اوليفيرتو"  جواده ومر بشوارع البلدة حاصر دار قاضي القضاة. اضطر الجميع خوفا منه إلى إطاعته وتأليف حكومة جديدة نصبوه عليها أميرا."

ورغم تحفظه أو موقفه الغير مشجع لأسلوب هذين الأميرين ، إلا أن ميكيافللي لا يحرمهما من نصائحه للحفاظ على غنيمتهما حيث يقول :" على المحتل عند احتلاله لدولة من الدول أن يتخذ التدابير اللازمة لارتكاب فظائعه. فورا ومرة واحدة ، وان لا يعود إليها من يوم لأخر. وهكذا يتمكن عن طريق عدم القيام بتبدلات جديدة من خلق الطمأنينة عند شعبه ، واكتسابه إلى جانبه بواسطة المشاريع النافعة له. أما الذي ينهج نهجا مغايرا ، إما بسبب الجبن أو المشورة الفاسدة  ، فانه يضطر للوقوف دائما وسيفه في يده . إذ لا يستطيع مطلقا الاعتماد على رعاياه لأنهم بسبب تكرر الإساءات الجديدة عاجزون عن الاعتماد عليه. ومن الواجب اقتراف الإساءات مرة واحدة وبصورة جماعية، وهذا يفقدها مزية انتشار التأثير وبالتالي لا تترك أثرا سيئا كبيرا.أما المنافع فيجب أن تمنح قطرة فقطرة حتى يشعر الشعب بمذاقها و يلتذ به."

الإمارات المدنية:

يقول المؤلف: "نأتي الآن إلى الحالات التي يرتفع فيها المواطن إلى مرتبة الإمارة ، لا عن طريق الجريمة أو العنف الذي لا يحتمل ، بل عن طريق تأييد رفاقه المواطنين وهذه الحالة هي التي ندعوها ب " الإمارات المدنية". وللوصول إلى هذا المنصب لا يعتمد الإنسان كلية على الكفاءة أو على الحظ بل على المكر يدعمه الحظ. وقد يصل المرء إليه إما عن طريق تأييد الجماهير أو عن طريق دعم النبلاء. إذ يوجد هذان الفريقان المتعاكسان في كل مدينة ، وينجم تعاكسهما عن رغبة الجماهير في تجنب طغيان العظماء، وعن رغبة العظماء في التحكم و الطغيان على الجماهير."

إذا فهذا الأمير نوعان : احدهما رفعه الشعب و الآخر رفعه النبلاء. ويلقى الأمير الذي يصل إلى منصبه بمساعدة النبلاء مصاعب اكبر في الحفاظ على سلطته ، من ذلك الذي يرفعه الشعب إليها . إذ انه يحاط بزمرة من النبلاء الذين يعتبرون أنفسهم أندادا له فيعجز بالتالي عن تسيير دفة الحكم وفقا لما يرى.

على الأمير في هذه الحالة – حسب مكيافللي - أن يبرع في خلق التوازن بين مصالح الفئتين مميلا الدفة لصالح شعبه وذلك لعدة أسباب أهمها : أن الأمير لا يستطيع حماية نفسه من شعب ناقم عليه بالنظر إلى كثرة عدد أفراد الشعب ، ولكنه يستطيع أن يحمي نفسه من عداء النبلاء لأنهم قلة. وليس في وسع الأمير كذلك إلا أن يعيش مع نفس الشعب . أما بالنسبة إلى النبلاء، فيستطيع أن يحيا دون أن يحاط بنفس الناس منهم، إذ بإمكانه أن يضفي عليهم النبالة أو يخلعها عنهم في أي وقت ،كما أن في وسعه أن يرفع من رتبهم أو يخفضها.

الإمارات الكنسية :

يرى المؤلف أن المشكل في هذه الإمارات يكون قبل احتلالها ، أما المحافظة عليها فهي تخضع لتقاليد دينية عريقة تجعل من أمرائها وحدهم الذين يملكون دولا لا يحتاجون للدفاع عنها . فهي إمارات أمنة وسعيدة .ويبدي ميكيافللي بعض التحفظ  عند الخوض في هذا الموضوع حيث يقول "فسأتجنب الحديث عنها إذ أن كون الله هو الذي يمجدها ويحافظ عليها يجعل من السخف و الحماقة البحث فيها". لكن ذلك لا يمنعه من سوق بعض الأمثلة المستمدة من تاريخ ايطاليا والتي تبين كيف أصبحت الكنيسة تتمتع بالسلطة الزمنية العظيمة التي كان المؤلف شاهدا عليها.

قوة الجيوش

ينتقل ميكيافللي بعد هذا التصنيف لأشكال الحكم وأنواع الأمراء - كما عرفهم في زمانه ومن خلال تجربته - إلى الحديث عن أساليب الحصول على دولة قوية ، إذ يعتبر أن " من يستطيعون المحافظة على مراكزهم أولئك الذين يملكون الرجال و المال ويستطيعون حشد جيش كاف ويصمدون في الميدان ضد كل من يهاجمهم".ثم يأخذ في  تفصيل في أنواع المقاتلين في صفوف هذا الجيش لتوضيح مزايا ومساوئ كل نوع.

الأشكال المختلفة للمتطوعة وجنود المرتزقة :

يقول :"والمرتزقة و الرديف قوات غير مجدية ، بل ينطوي وجودها على الخطورة.وإذا اعتمد عليها احد الأمراء في دعم دولته فلن يشعر قط بالاستقرار و الطمأنينة .لان هذه القوات كثيرا ما تكون مجزاة وطموحة لا تعرف النظام ولا تحفظ العهود والمواثيق.تتظاهر بالشجاعة أمام الأصدقاء وتتصف بالجبن أمام الأعداء.لا تخاف الله ولا ترعى الذمم مع الناس .والأمير الذي يعتمد على مثل هذه القوات قد يؤجل دماره المحتوم إذا تأجل الهجوم الذي سيتعرض له .وهكذا فان هذا الأمير يتعرض أيام السلم للنهب من المرتزقة وفي أيام الحروب للنهب من العدو.ولعل العامل في هذا هو افتقار المرتزقة إلى الولاء.أو إلى أي حافز أخر من الحب يحملهم على الصمود في ميدان القتال ، باستثناء الراتب الطفيف الذي يتقاضونه ، وهو اقل شانا من أن يحملهم على التضحية بأرواحهم في سبيلك."

القوات الإضافية والمختلطة والأصلية :

ويقصد بها قواة الدول القوية المجاورة التي يقوم الأمير بالاستعانة بها عند الضرورة، وهي في نظر ميكيافللي عديمة الجدوى كالمرتزقة . يبرر: "وقد تكون هذه الجيوش جيدة في حد ذاتها ، ولكنها دائما شديدة الخطورة على من يستعين بها ، لأنها إذا خسرت فأنت مهزوم وإذا انتصرت فقد غدوت أسيرها (.....).وقد اقر الحكماء دائما أن ليس هناك اضعف من الإنسان الذي يعتمد في قوته على قوة الآخرين ".

واجبات الأمير تجاه المتطوعة :

        المتطوعة هي قوات الجيش المكونة من المواطنين، وهي التي يعتبرها ميكيافلللي أفضل أنواع الجيوش بما يربطها بالأمير من حب وولاء و بالأرض التي يتم الذود عنها.وعلى الأمير أن يبدو أمامهم دائما بصفة القائد القادر على خوض الحروب لان:

" الحر ب هي الفن الوحيد الذي يحتاج إليه كل من يتولى القيادة. ولا تقتصر هذه الفضيلة القائمة فيها على المحافظة على أولئك الذين يولدون أمراء ، بل تتعداها إلى مساعدة الآخرين من أبناء الشعب على الوصول إلى تلك المرتبة . وكثيرا ما يرى الإنسان أن الأمير الذي يفكر بالترف أو الرخاء، أكثر من تفكيره بالسلاح ، كثيرا ما يفقد إمارته .ولا ريب في أن ازدراء فن الحرب هو السبب الرئيسي في الحصول على الدول والإمارات.(...) إما بالنسبة إلى العقل فعلى الأمير أن يقرا التاريخ وان يدرس أعمال الرجال البارزين فيرى أسلوبهم في الحروب ، ويتفحص أسباب انتصاراتهم وهزائمهم ، ليقلدهم في هذه الانتصارات ويتجنب الوقوع في الأخطاء التي أدت إلى الهزائم."

صفات الأمير

يقترب ميكيافللي في هذا الجزء أكثر فأكثر من شخصية الأمير ، فيتناول بالتفصيل عددا من الصفات التي تختلف من أمير لآخر والتي صنعت مجد البعض بينما دمرت حكم البعض الآخر. ويظل المؤلف في هذا الجزء اقرب وأوفى لمذهبه في تغليب كفة القوة والدهاء في التعامل مع السلطة على كفة الأخلاق.

 السخاء و البخل :

ينصح ميكيافيلي الأمير بالا يبالغ في مظاهر الترف ليحصل على شهرة السخاء ، فهو بذلك يستنزف إمكانياته المادية ويضطر بعدها إلى إثقال شعبه بالضرائب مما يدفع بهذا الأخير إلى التذمر وكره الأمير ، "ويكون بسخائه قد اضر بالكثيرين في سبيل نفع الأقلية وسيشعر بأول اضطراب مهما ضؤل شانه ، ويتعرض للخطر بعد كل مجازفة."  ويستطيع الأمير إذا كان له من الحكمة الكافية ألا يشتهر بالبخل ويكون رشيدا في نفقاته في نفس الوقت فيتمكن بذلك من تعزيز قوته وانجاز مشاريع لصالح شعبه دون أن يثقل كاهله وبهذا سيشهد له التاريخ انه كان : " كريما حقا مع جميع أولئك الذين لا يأخذ منهم أموالهم وهم كثر للغاية. وشحيحا مع أولئك الذين لا يهبهم المال ، وهم قلة ضئيلة."

الرأفة والقسوة وهل من الخير أن تكون محببا او مهابا:

يقول :"وهنا يقوم السؤال عما إذا كان من الأفضل أن تكون محبوبا أكثر من أن تكون مهابا. أو إن يخافك الناس أكثر من أن يحبوك. ويتلخص الرد على هذا السؤال ، في أن من الواجب أن يخافك الناس و أن يحبوك، ولكن لما كان من العسير أن تجمع بين الأمرين فان من الأفضل إن يخافوك على أن يحبوك هذا إذا وجب عليك الاختيار بينهما وقد يقال عن الناس بصورة عامة أنهم ناكرون للجميل متقلبون مراؤون ميالون إلى تجنب الأخطار ، وشديدو الطمع. وهم إلى جانك ، ،طالما انك تفيدهم فيبذلون لك دمائهم وحياتهم وأطفالهم،وكل ما يملكون كما سبق لي أن قلت ، طالما أن الحاجة بعيدة نائية ولكنها عندما تدنو يثورون .ومصير الأمير -الذي يركن إلى وعودهم دون اتخاذ أية استعدادات أخرى – إلى الدمار  و الخراب."

كيف يتوجب على الأمير أن يحافظ على عهوده:

فيما يخص الوفاء بالعهود يرى المؤلف انه : " لا ريب أن كل إنسان يدرك أن من الصفات المحمودة للأمير أن يكون صادقا في وعوده وان يعيش في شرف ونبل لا في مكر ودهاء. لكن تجارب عصرنا أثبتت أن الأمراء الذين قاموا بجلائل الأعمال لم يكونوا كثيري الاهتمام بعهودهم و الوفاء بها ، تمكنوا بالمكر و الدهاء من الضحك على عقول الناس وإرباكهم. وتغلبوا أخيرا على أقرانهم من الذين جعلوا الإخلاص و الوفاء رائدهم.(......) وعلى الحاكم الذكي المتبصر ألا يحافظ على وعوده عندما يرى أن هذه الحافظة تودي إلى الإضرار بمصالحه، وان الأسباب التي حمتله على إعطاء هذا الوعد لم تعد قائمة ،ولو كان جميع الناس طيبين، فان هذا الرأي لا يكون طيبا. ولكن بالنظر إلى أنهم سيئون وهم بدورهم لن يحافظوا على عهودهم لك، فانك لست ملزما بالمحافظة على عهودك لهم.ولن يعدم الأمير الذي يرغب في إظهار مبررات متلونة للتنكر لوعوده ، ذريعة مشروعة لتحقيق هذه الغاية."

واجبنا تجنب التعرض للاحتقار و الكراهية :

ينصح الكاتب أميره بتجنب كراهية الناس و احتقارهم ، وينبهه إلى أن كراهية الشعب لا يسببها سوى تحول الأمير إلى سالب ناهب يغتصب الأعراض ويستولي على الممتلكات. فكلما تجنب هذا السبيل كان اقرب إلى رضا شعبه وحبه."إن على الأمير أن لا يخشى كثيرا من المؤامرات إذا كان الشعب راضيا عنه ، أما إذا كان مكروها ويحس بعداء الشعب له فان عليه أن يخشى من كل إنسان ومن كل شيء . وقد جرت عادة الدولالمنظمة والأمراء العقلاء أن لا يدفعوا بالنبلاء إلى درجة البأس ، وان يرضوا الشعب . إن هذا الموضوع من أهم المواضيع التي تتحتم على الأمير العناية به."

كيف يعمل الأمير لاكتساب الشهرة؟

ينصح الكاتب الأمير بالإقدام على المشاريع العظيمة قصد نيل الشهرة ، وعدم اتخاذ الحياد من النزاعات القائمة بين جيرانه بل التدخل والتصريح  بموقف واضح . أما في تعامله مع شعبه  "على الأمير أن يظهر نفسه دائما ميالا إلى ذوي الكفاءة و الجدارة وان يفضل المقتدرين ويكرم النابغين في كل فن،وعليه أن يشجع بالإضافة إلى ذلك مواطنيه على المضي في أعمالهم.سواء في حقول التجارة أو الزراعة أو أية مهنة أخرى يمتهنها الناس. (.....) وبالإضافة إلى كل ذك عليه في الفصول المناسبة من السنة أن يشغل الشعب بالأعياد ومختلف العروض المسرحية وغيرها. ولما كانت المدينة مجزاة إما إلى نقابات أو طبقات ، فعليه أن يهتم بجميع هته المجموعات وان يختلط بأفرادها من وقت لآخر. وان يقدم لهم مثلا على إنسانيته وجده محتفظا دائما بجلال منصبه ووقار مكانته. وهو ما يجب ألا يسمح قط بتأثرهما أو زوالهما مهما كانت الأسباب."

هل القلاع وغيرها من الأشياء التي يبتكرها الأمير نافعة أو مؤذية؟

 بعد استدلاله ببعض الأمثلة ، يخلص ميكيافللي إلى أن  القلاع ليست بالأهمية الكبيرة التي تبدو عليها ، فهي بالنسبة إليه حماية مؤقتة لا تغن عن الأمان المضمون والمتمثل في حب الشعب."فان خير قلعة يقيمها الأمير تكون في أفئدة شعبه ، إذ على الرغم من إقامتك القلاع فليس في وسعها حمايتك إذا كان شعبك يكرهك. وعندما يثور الشعب ضدك ، فلن يعدم أنصارا من الأجانب يسارعون إلى تقديم العون له. "

وزراء الأمير

لا يغفل مؤلف " الأمير "  عن الخوض في مسالة في غاية الأهمية و الخطورة في نظام الحكم ، وهي مسالة الوزراء . فهو يرى أن حكمة الأمير وتبصره تتجسد في نوعية  وزرائه ، وسوء اختياره لهم يعد أولى خطاياه. لذا يقدم له ميكيافللي عددا من النصائح الخاصة بالموضوع من قبيل.

"وهناك طريقة تمكن الأمير من معرفة وزيره واختباره ، وهي طريقة لا تخطئ أبدا. فعندما يفكر الوزير بنفسه أكثر من تفكيره بك ، وعندما يستهدف في جميع أعماله مصالحه الخاصة ومنافعه ، فان مثل هذا الرجل لا يصلح لان يكون وزيرا نافعا ، ولن يكون في وسعك الاعتماد عليه. إذ أن من تعهد إليه مهام دولة الآخرين . يجب ألا يفكر قط بنفسه وإنما بالأمير . وألا يكترث بشيء سوى ما يتعلق بالأمير . وعلى الأمير بدوره لكي يحتفظ بولاء وزيره وإخلاصه أن يفكر به ، وان يغدق عليه المال و مظاهر التكريم ، مبديا له العطف ومانحا إياه الشرف. وعاهدا إليه بالمناصب ذات المسؤولية ، بحيث تكون هذه الأموال ومظاهر التكريم المغدقة عليه كافية لا تحمله على أن يطمع بثروات وألقاب جديدة، وبحيث تكون المناصب التي يشغلها مهمة إلى الحد الذي يخشى منه على ضياعها. "

المنافقون

يتطرق ميكيافللي لخطيئة لا تقل أهمية عن سابقتها ولا يستطيع الأمراء تجنبها إلا ببالغ الصعوبة ، ألا وهي منح أذن صاغية لأراء المنافقين المداهنين - الذين تغص بهم بلاطات الملوك والأمراء- و التأثر بها. وبهذا الخصوص يقول:

"وليست هناك من طريقة أفضل في وقاية نفسك من النفاق. من أن تجعل الجميع يدركون أنهم لن يسيؤوا إليك، إذا ما جابهوك بالحقيقة. ولكن عندما يجرؤ كل إنسان على مجابهتك بالحقيقة فانك تفقد احترماك. و الأمير العاقل هو من يتبع سبيلا ثالثا ، فيختار لمجلسه حكماء الرجال ، ويسمح لهؤلاء و حدهم بالحرية في الحديث  إليه ومجابهته بالحقائق. على أن تقتصر هذه الحرية على المواضيع التي يسألهم عنها ،ولا تتعداها. ولكن عليه أن يسألهم عن كل شيء وان يستمع إلى آرائهم في كل شيء، وان يفكر في الموضوع بعد ذلك بطريقته الخاصة. وعليه أن يتصرف في هذه المجالس ومع كل من مستشاريه بشكل يجعله واثقا من انه كلما تكلم بصراحة وإخلاص كلما كان الأمير راضيا عنه. وعليه بعد ذلك ألا يستمع إلى أي إنسان ، بل يدرس الموضوع بنفسه على ضوء آراء مستشاريه،ويتخذ قراراته التي لا يتراجع عنها . أما الأمير الذي يسير على طريقة مغايرة فيتهور متأثرا بآراء المداهنين و المنافقين ، أو يبدل قراراته وفقا للآراء التي تطرح عليه. فانه يفقد الاحترام و التقدير."

مقاومة القدر

لا ينكر ميكيافللي أهمية الأقدار في مصير الإنسان ، إلا انه يرفض الاستسلام لها والقول بأنها تتحكم تماما بحياتنا. بل يرى أن لإرادتنا دورا كبيرا في تحديد مسار حياتنا .

"اعتقد أن ليس في وسعنا تجاهل إرادتنا تمام التجاهل. وفي رأيي إن من الحق أن يعزو الإنسان إلى القدر التحكم في نصف أعمالنا ، وانه ترك النصف الآخر أو ما يقرب منه لنا نتحكم فيه بأنفسنا."

ولمكيافيللي في هذا الموضوع موقف خاص دون غيره من المفكرين يبين فيه انه "إذا كان باستطاعة الإنسان إن يغير طبيعته وفقا لتغير الأزمنة و الظروف ، فان القدر لا يتغير أبدا. "

توحيد ايطاليا

على ضوء كل ما تقدم من حديث عن خصائص الإمارة وخطاياها، ينتقل المؤلف إلى تحليل الحالة السياسية التي تعيشها بلاده ، وطرح الحلول التي يراها مناسبة للخروج من وضعها المتأزم.

لماذا فقد أمراء ايطاليا دولهم؟

" ولذا على أمرائنا الذين احتفظوا بممتلكاتهم مدة طويلة، أن لا يلوموا الحظ لأنهم أضاعوها، بل عليهم أن يلوموا تواكلهم لأنهم لم يفكروا في أيام الرخاء و السلام بان الأمور قد تتبدل لاسيما وان خطا الناس الشائع أن لا يحسبوا حساب العواصف عندما تكون الرياح رخية هنية."

الحض على تحرير ايطاليا من البرابرة:

في هذا الجزء يعبر المؤلف عن المرارة  والأسى تجاه الأوضاع التي يعاني منها وطنه ويعبر عن أمنيته في ظهور قائد كفئ قادر على توحيد ايطاليا وإبعاد الغزاة عنها. فيحاول إقناع مخاطبه "لورنزو مديتشي الجديد" بأنه ذلك الأمير المنتظر الذي تتوفر له كل الظروف الملائمة لإنقاذ البلاد. حيث أن الايطاليين مستعدون لإتباع أول قائد يدعوهم للخلاص من الوضع السيئ الذي يعانون منه. كما أن انحداره من أسرة كنسية يجعل الله يبارك خطواته.

ويستمر ميكيافللي بعدها في حث أميره على اتخاذ هذه المبادرة قائلا بان الإرادة الحقيقية كافية لتذليل كل الصعاب، كما انه يكفي الأمير إتباع الإجراءات التي سردها عليه والاتعاظ بالأمثلة التي حللها في رسالته إليه. خاصة العمل على تبني أساليب وقوانين جديدة ، وإحاطة نفسه بقواته الخاصة ، ناهيك عن بعض النصائح العسكرية المستوحاة من تجارب حقيقية. وفي الختام يؤكد له انه إذا تمكن من تحقيق الوحدة الايطالية والاستقرار و الطمأنينة فسيلقى تأييدا وحبا عظيما من شعبه وسيدين له بالطاعة و الولاء.

 

لم يكن كتاب الأمير وحده من تناول موضوع  الحكم والحكام ، فقد ظهرت قبل عصره عدة نظريات حملها الفكر اليوناني (أفلاطون- المدرسة السفسطائية...)، والحضارة الرومانية (جمهورية شيشرون- تشريعات جستنيان...)والفكر الإسلامي ( منذ اجتماع السقيفة وحتى الفارابي والماودري وابن خلدون ...)، دون نسيان حكماء الهند والصين (بوذا - زارادشت...). إلا أن  مؤلف ميكيافللي هذا تميز بخصوصية كانت سر لعنته وخلوده في آن ، فهو أول مفكر تجرأ على الجهر بفصل السياسة عن الأخلاق.وفي حقه يقول" الدكتور فاروق سعد" *:

( إذا كان لأرسطو الفضل في منهجة المعرفة التي قامت عليها منهجة التفكير السياسي بوجه عام ، واعتماد المنهج الاستقرائي بوجه خاص،وإذا كان أفلاطون قد أمد التفكير السياسي بطاقة الخيال الخلاقة البناءة ،وإذا كان ابن خلدون قد زود الفكر السياسي بالمادة الموضوعية وربطه ربطا محكما بالاجتماع والاقتصاد وفلسفة التاريخ،فقد حقق ميكيلفللي (1527-1469) انفصال التفكير السياسي عن الأخلاق انفصالا بينا . واكتشف اتساق السياسة في قوانين ثابتة لا تتغير معتمدا في ذلك المنهج الموضعي مستمدا مادته من تحليل ومراجعة التاريخ الروماني (كتاب المطارحات) ومن ملاحظات سياسات الدول المعاصرة له. " 

بل ابعد من ذلك نجد ميكيافللي يركز على الطبيعة الإنسانية في أسوأ حالاتها ، فالبشر بالنسبة له – كما يقول موسوليني : "خبثاء يتمسكون بالمصالح المادية أكثر من تمسكهم بحياتهم الخاصة وهم على استعداد لتغيير أهوائهم وعواطفهم ".

السمعة السيئة لم تلحق بميكيافللي في حياته بل لحقته بعد وفاته يوم نشر كتابه الأمير للمرة الأولى في ايطاليا ،حيث تم  حظر جميع مؤلفاته بسبب الهجوم الشرس الذي تعرض له خاصة من رجال الكنيسة ، وقد تم وصفه بالشيطان هو ومن يتشدد لفكره.وصارت الميكيافلية مرادفا للدهاء والخبث والغدر وسوء الأخلاق.لم يسترجع "الأمير" وصاحبه قيمته إلا مع عصر النهضة خاصة في القرن الثامن عشر عندما انكب مجموعة من المفكرين على تحليله وترجمته إلى عدة لغات.

خلاصة القول كما جاء على لسان الدكتور "فاروق سعد":": قضى مكيافللي ثلاثة عشر عاما يجاهد لتحسين الأحوال في بلاده وقد تعلم في هذه المدة الكثير من الحقائق . وكان الجزاء الذي لقيه هو النفي.ومن نافلة القول أن ننكر أن كتاب "الأمير" مؤلف ينطوي على المرارة التي نجمت عن فشله في حياته.وليس في استطاعة القارئ الحديث أن يسمح لهذه الحقيقة أن تحول بينه وبين رؤية ما يحتوي عليه الكتاب من حقائق ما زالت تنطبق على واقعنا في هذه الأيام."

                                                                       وداد الرنامي

 

*        الدكتور "محمد فاروق سعد" المعروف "بفاروق سعد" هو مفكر لبناني حاصل على دكتراه في القانون وأخرى في الآداب . له مؤلفات عديدة في المجالين وهو مترجم نسخة "الأمير " التي قمنا بتلخيصها. تحمل هذه النسخة عنوان :"ثرات الفكر السياسي قبل الأمير وبعده"، الطبعة الرابعة و العشرون ،صادرة عن دار الآفاق الجديدة ببيروت سنة 2002.

 

 

 

Partager cet article
Repost0
11 décembre 2011 7 11 /12 /décembre /2011 01:27

مجرد رأي

 

هل أجور البرلمانيين مرتفعة؟


مع كل انتخابات برلمانية يطفو للسطح نقاش واسع بين الشباب حول أجور البرلمانيين والامتيازات التي يحصلون عليها .إذ يعتبرها الكثيرون مرتفعة جدا ويجب حذفها أو تعديلها بشكل كبير نحو النقصان .

وشاءت الظروف أن أتحدث مع مجموعة من الشباب حول الموضوع من خلال استطلاع بخصوص موضوع "الشباب والانتخابات" ، فسمعت تعليقات بعضها مضحك والبعض الآخر  ينم عن حنق كبير تجاه أجور البرلمانيين .فمن قائل أنها "كثيرة على سيدي بلعباس" ،لقائل أنها فضيحة حقيقية في المغرب.الكل ينظر لأجور البرلمانيين نظرة تذمر واستكثار دون حتى الدخول في  نقاش هل يستحقونها أم لا ؟

وبالنظر لتجارب عدة بلدان لايخل تقريبا برلمان في العالم من التعويضات. فكل البرلمانيين يتلقون تعويضات حتى في الدول الأكثر ديمقراطية ،عل اعتبار أن المهمة البرلمانية هي شأن عام يخدم صالح البلاد، ويستلزم بالتالي أن تصرف عليه الدولة وليس البرلماني.

نعتقد أن التذمر العام حول هذا الموضوع بالمغرب هو ناتج بالأساس لفكر سياسي متخلف في مجتمعنا. حيث شكلت سنوات التدجين فرصة أمام الدولة لدفع الشعب نحو فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة والمرشحين والفائزين والأحزاب والنقابات وحتى المجتمع المدني .ونتج عن ذلك جهل تام بمهام البرلماني ودوره وسط المجتمع. ليتحول البرلمان – في نظر العامة - لمكان خصب للانتهازيين والباحثين عن المصالح، دون نسيان الهاربين من القانون والباحثين عن الحصانة .ومن غرائب السياسة ببلادنا أن الدولة التي كانت سببا في التدجين محتاجة اليوم لمنتخبين حقيقيين ومؤهلين لزرع الثقة في المواطن الذي لم يعد قادرا على الفهم والاستيعاب.

رغم كون الجميع مصر عل أن أجور البرلمانيين فضيحة ،فالواقع عكس ذلك  بالنسبة لبرلماني مسؤول ويشتغل بضمير .فإنتخاب شخص في البرلمان يتطلب عدة مصاريف قارة وبعضها استثنائية . تبدأ من حضور الجلسات واللجان ،لفتح مكتب وتشغيل أشخاص لاستقبال شكايات المواطنين وملفاتهم ومصاريف الدفاع عنهم إن لم يستلزم الأمر اللجوء للقضاء .وتقدر أجور البرلمانيين المغاربة بحوالي 40 ألف درهم ،وهي أجرة تبدو في الصورة كبيرة جدا، لكن لو تحدثنا عن برلماني يقطن بعيدا عن العاصمة فقد تكون غير كافية. فمصاريف حضور جلسة برلمانية للرباط وقضاء 3 أيام قد تصل لحدود 7000 درهم ،وإذا كانت أربع مرات في الشهر فتتطلب قيمة الأجرة بكاملها . وإذا أضفنا لها مصاريف المقر – حيث يقيم مكتبه لاستقبال المواطنين – وأجور المشرفين عليه نكون أضفنا أجرة موظف في السلم الخامس . وعكس ما يعتقد الكثير من الشباب، فالبرلماني ليس ملزما بتأدية تلك المصاريف من جيبه وإلا فإننا ندعوه ليسرق وينهب المال العام ،بل من المفروض أن تتكفل الدولة بها حتى يقوم البرلماني بعمله ويحاسب عليه .

لكننا بالمقابل نعتبر أن إعطاء أجور للبرلمانيين بدون محاسبة هو جريمة في حق المال العام.فعندما ينتخب شخص لا يحضر سوى جلسات الإفتتاح التي يرأسها الملك نكون نساهم في تمييع الحياة السياسية . فمن المفروض أن يحاسب البرلماني عن كل "ريال"يصرف له، وفيما يستعمل. حتى نستطيع أن نفرض احترام إرادة الناخبين ولو على الأقل بجعل الحضور للجلسات إجباريا للدفاع عن مصالح من انتخبوه .

و في نفس الإطار تقترح بعض الهيئات السياسية و الجمعيات المهتمة تشكيل لجنة من قضاة محاسبين لمتابعة التعويضات التي تصرف للبرلمانيين ومعرفة مسارها، حتى لا تتحول لإهدار للمال العام. فهي تسلم في الأصل من أجل القيام بمهمة تمثيل الشعب وليس نهب أمواله .

                                                                         نور الدين ميفراني 

Partager cet article
Repost0
27 novembre 2011 7 27 /11 /novembre /2011 20:07

الوكالة المستقلة للنقل الحضري

حديث و أحداث وحوادث لا تنتهي

 

ما الذي يقع بالضبط داخل الوكالة المستقلة للنقل الحضري باسفي وخارجها؟ فمنذ ولادتها في السبعينات لم تعرف هذا القدر من المشاكل وتتسبب في هذا القدر من الضرر لعمالها وساكنة المدينة على حد السواء؟

هذه الوكالة التي تحتكر قطاع النقل بمدينة اسفي وتتحكم في الخطوط والاتجاهات التي تريد تامين النقل لها بناء على الربح المادي أولا ولا غير- كمثال: ترفض تامين النقل لثلاثاء بوكدرة وتعمل على التوجه إلى سبت جزولة وحد احرارة منذ سنوات رغم أن المسافة هي نفسها ، بل إن وضعية الطريق إلى بوكدرة أفضل بكثير من وضعية الطريق المؤدية إلى الاتجاهين الآخرين - .وحتى الاتجاهات التي تدر على الوكالة الربح الكبير - نظرا لعدد ساكنتها وحاجتهم إلى التنقل لعدة مرات في اليوم - لا تعيرها كبير الاهتمام ، فالحافلات المخصصة لها قديمة ومهترئة وتحمل أكثر من طاقتها. كما لا تحترم مواعيدها ، الشيء الذي يحول رحلة النقل القصيرة إلى عذاب طويل دون نهاية بسبب الاكتظاظ والاختناق الذي يترتب عنه نشوب شجارات عديدة. مما دفع بساكنة حي المطار إلى رفع شكاية إلى والي جهة دكالة عبدة تطالب بتعزيز منطقتهم بحافلات جديدة للنقل الحضري، لرفع معاناتهم ومعاناة تلاميذ الثانويات الذين ينتظرون الساعات الطوال دون جدوى .

أما الخطين اليتيمين المخصصين "لسيدي بوزيد " حيث الكلية المتعددة التخصصات فحدث ولا حرج.إضافة إلى نفس ظروف التنقل التي اشرنا إليها سابقا ، تتطلب عملية دفع الانخراط للحصول على البطاقة جهدا كبيرا قد يضطر معه الطالب للتخلف عن إحدى محاضراته المهمة . وفوق كل ذلك تتحكم "الراتس RATS " في رفع تذكرة التنقل بمناسبة وبغير مناسبة بدون حسيب ولا رقيب.ولك الله يا مسكين.

إذا كان هذا أسلوب تعامل الوكالة المستقلة للتنقل الحضري مع الساكنة ، فلربما كان أسلوبها أفضل مع مستخدميها باعتبارهم العامل الأساسي – إلى جانب نوعية الحافلات – الذي يوفر حسن الخدمات أو سوؤها . لنستمع لهم من خلال هذا البلاغ الذي نشر في عدة منابر :

"(...) الوضع الاجتماعي للعاملين بالوكالة الحضرية المستقلة للنقل الحضري بأسفي لم يعد يحتمل الصبر، رغم كل المساعي الحميدة التي بذلها المكتب النقابي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك من خلال عدد من الملفات المطلبية المرفوعة لمدير الوكالة، وكذا اللقاء الذي جمع كلا من السيد الوالي وعامل إقليم أسفي، بصفته رئيس المجلس الإداري للوكالة من جهة وأعضاء في الاتحاد المحلي (ف د ش) والمكتب النقابي من جهة ثانية، ورغم الوعود التي أعطيت إلا أن الوضع الاجتماعي داخل الوكالة لا يزال يتفاقم يوما بعد يوم، بحيث أن العمال والمستخدمين بالوكالة لا يطالبون إلا بحقوقهم المشروعة والتي تتجلى في ما يلي:
1- التقاعد الأساسي

2- ترسيم العمال.

3- حذف العقدة بالنسبة للعمال الذين يشتغلون أكثر من سبع سنوات وعددهم 80 عاملا .

4- عدم الاستفادة من الزيادة في الأجور التي استفادت منها الشغيلة المغربية من خلال الحوار الاجتماعي الأخير (زيادة بمبلغ 600.00 درهم).
5- حرمان العمال من البذلة الصيفية لمدة تناهز سبع سنوات.


كما أصبحت الوكالة تعرف تسيبا وأعمالا مشينة لهذا المرفق العمومي مما سيجعلمستقبل هذه الوكالى في خطر. إن التسيب والمحسوبية والزبونية في إسناد مهام المراقبة هي السمة السائدة مما يترتب عن ذلك انخفاض في مداخيل الوكالة، كما أن هناك عمالا محسوبين على جهات معروفة يكتفون بالتوقيع على ورقة الحضور حتى الساعة التاسعة صباحا بدلا من الساعة الخامسة صباحا،كما أن هناك موظفة (ن خ) مرتبة في السلم 11 لم تلتحق بعملها منذ عدة سنوات، ومع ذلك تتلقى أجرتها كاملة .أما عن تدبير تسيير جمعية مؤسسة الأعمال الإجتماعية للوكالة فخدماتها لا ترقى إلى ما تطمح إليه شغيلة القطاع،كما أن عملية تجديد أعضاء المكتب المسير لها في الآونة الأخيرة شابتها خروقات قانونية، منها عدم تقديم التقريرين الأدبي والمالي من خلال الجمع العام للمصادقة عليهما،مما دفع عددا من أعضائها لتقديم طعن في نتائج تجديد مكتب الجمعية لدى المحكمة الإبتدائية بآسفي، أما في ما يتعلق بمالية الجمعية، فلا أحد يعرف كيف تحصل ولا كيف تصرف مما دفع بعدد من المنخرطين إلى المطالبة بفتح تحقيق في ماليتها من طرف الجهات المسؤولة بالمدينة."

طبعا أوضاع كهذه تؤثر سلبا على مردودية العنصر البشري الذي هو في البداية والنهاية عرضة لضغط الحياة واحتياجاتها ، وتنفلت أعصابه وقدراته المهنية من السيطرة بسبب أوضاعه الشخصية والظروف المهنية المحيطة به، ولعل هذا أهم أسباب الحوادث الخطيرة والكثيرة العدد التي صار يتسبب فيها سائقوا الوكالة في السنوات الأخيرة ، اختلفت بين الإصابة بإعاقات بالغة إلى الموت الفوري ،وكان آخرها قتل طفلة في العاشرة من عمرها بجنان علان أياما قليلة قبل عيد الأضحى . وإذا كنا قد التمسنا بعض العذر للسائقين ، فهذا لا يعفيهم تماما من المسؤولية الأخلاقية قبل القانونية ، لان حياة الناس ليست هباء.

أين صوت المواطن المطحون وسط كل هذه الضجة من المحركات ؟ من المفروض أن له ممثلين داخل مجلس الوكالة هم عبارة عن أعضاء من المجلس الحضري يتقاضون تعويضا خاصا عن هذه المهمة ، أي ممثلين للساكنة بشكل مباشر. هل سبق لأحد القراء أن سمع لهؤلاء الممثلين صوتا ؟ أو على الأقل أحس بجدوى لوجودهم داخل المجلس الإداري للوكالة المستقلة للنقل الحضري باسفي ؟.....ولا نحن سمعنا.

Partager cet article
Repost0

ابناء اسفي الجميلة

  • : ابناء اسفي الجميلة
  • : شرفة بحرية تطل على الصورة والكلمة الجميلة الهادفة
  • Contact

للبحث

من هنا وهناك